وأشار مقلد إلى أن "هذا التحسن هو جزء من عودة روسيا إلى المسرح العالمي بطريقة مختلفة، وإعادة تكوين طبيعي لنمط العلاقات التجارية والاقتصادية، التي كانت قائمة منذ عشرات السنين".
وأوضح مقلد في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أن "كلام الرئيس بوتين حول التبادل بالعملات المحلية وتعزيز الاقتصادات الوطنية لتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية والبحث عن بدائل لنظام "سويفت"، يعبّر عن بداية التحرر من سيطرة الإدارة الغربية على نمط العلاقات التجارية، ما يفتح آفاقًا واسعة أمام هذه الدول لاستعادة نمطها الاقتصادي التاريخي".
ولفت إلى أن "ما تملكه الدول المستقلة ومعها روسيا من مواد خام أساسية لإنتاج التقنيات والمواد الأولية، إضافة إلى الخبرات والإمكانات والموارد والأسواق، يمنحها مستوى كبيرا من الاستقلالية يمكنها من تشكيل منطقة اقتصادية متكاملة، كما كانت في الماضي، من خلال التشارك في ما بينها".
وأشار الباحث السياسي والاقتصادي إلى أن "الرئيس بوتين أكد في خطابه على الترابط بين الموضوعين المالي والتكنولوجي، إذ يتحكم الغرب بالقطاع التكنولوجي، الذي يحكم معظم المجالات من خلال الآليات المالية".
ولفت إلى أن "ما يمنع هذه الدول من إقامة صناعة مشتركة وتبادل تجاري أوسع هو استمرار الهيمنة المالية الغربية عبر نظام "سويفت" واعتماد الدولار كمرجعية أساسية، إلا أن ما تملكه هذه الدول من إمكانات يثير قلق واشنطن وحلفائها، لأن استمرار السباق بشكل طبيعي لن يكون في مصلحتهم".
وأشار الدكتور حسن مقلد إلى أن "روسيا تستعيد دورها كقوة عظمى، بعيدًا عن أي أطماع استعمارية، وانتقلت من الدفاع بالحد الأدنى على حدودها، إلى دعم المسار الأمني والاستقرار العالمي وتوفير المظلة الأمنية للمناطق، التي تعاود الانفتاح عليها، نتيجة سياسة الولايات المتحدة مع حلفائها التي لا توحي بالأمان، وخاصة أن هذه المناطق تشكل أمنا قوميا طبيعيا لشعوبها ولروسيا، إضافة إلى المصالح المشتركة".
واعتبر مقلد أن "هذه المنطقة اليوم تعيش صراعًا بين إمكانات الأمن القومي والأمان والسلام من جهة، وبين افتعال الأزمات لإبقاء النفوذ الأميركي وعرقلة الدور الروسي الصاعد من جهة أخرى".