الجزائر ومصر تتصدران أكبر شبكات أنابيب الغاز في دول أفريقيا

شهدت شبكات خطوط أنابيب الغاز في أفريقيا نموًا دراماتيكيًا على مدى العقدين الماضيين، لكن التركيز الثقيل في دول الشمال يترك منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في ذيل القائمة، محرومة من فوائد طاقة أنظف وأكثر موثوقية.
Sputnik
وفقًا لتقرير حديث صدر عن الاتحاد الدولي للغاز، تتقاسم الجزائر ومصر الصدارة بفارق هائل عن بقية القارة، معتمدتين بشكل كبير على الغاز في مزيج الطاقة الوطني، بحسب ماذكرت منصة "الطاقة" الإعلامية المتخصصة في أخبار الطاقة.
مجتمع
بدء إنتاج الغاز من حقل في البحر المتوسط.. مصر تعلن عن خطوة جديدة تحد من أزمة الطاقة بالبلاد
يُعد توسيع هذه الشبكات خطوة حاسمة لتمكين ملايين الأسر والصناعات والمراكز التجارية من الوصول إلى مصدر طاقة اقتصادي ومستدام، بعيدًا عن مخاطر الوقود التقليدي.
بدأت الجزائر ومصر الاستثمار المبكر في بنية الغاز الطبيعي، مما ربط عشرات الملايين من مواطنيهما بالشبكة اليوم.

في مصر، يصل عدد الأسر المتصلة بالغاز إلى 15.5 مليون أسرة بحلول 2025، أي نحو 62 مليون نسمة – بناءً على متوسط حجم أسرة الأربعة أفراد.

أما في الجزائر، فيبلغ العدد 8.1 مليون أسرة، بينما يقتصر في تونس على مليون أسرة فقط.
تحول صناعي واجتماعي في الشمال الأفريقي
دولة عربية تستحوذ على حقل غاز ضخم في مصر
لم يقتصر الانتشار على المنازل فحسب؛ فقد امتدت الشبكات إلى الصناعات الثقيلة مثل الحديد والصلب والألومنيوم والأسمنت، مساهمًا في دفع ملايين السكان نحو الغاز المحلي عبر الأنابيب، وبالتالي خفض فاتورة استيراد الغاز المسال المستخدم سابقًا في الطهي والتدفئة.
يأتي هذا التوسع مدعومًا بجهود شركتي "سونلغاز" الجزائرية و"جاسكو" المصرية، إلى جانب استكشاف موارد هائلة.
الجزائر، أكبر منتج غاز أفريقي والتاسع عالميًا، تمتلك احتياطيات تقليدية تفوق 4.5 تريليون متر مكعب، مع إنتاج بلغ 95 مليار متر مكعب في 2024، مقابل استهلاك محلي 50.5 مليار متر مكعب.
في المقابل، شهدت مصر تراجعًا في الإنتاج إلى 47.5 مليار متر مكعب العام الماضي، مع استهلاك يصل إلى 60 مليار متر مكعب، وفقًا لبيانات معهد الطاقة البريطاني الأخيرة.
من حيث البنية التحتية، تمتلك الجزائر 24.7 ألف كيلومتر من خطوط النقل الرئيسية – التي تربط المناطق البعيدة – و170.7 ألف كيلومتر من شبكات التوزيع داخل المدن والأحياء.
الجزائر والسعودية توقعان عقد تطوير مشروع غاز بملايين الدولارات
أما مصر، فتفوق في التوزيع بـ95.7 ألف كيلومتر، مع 8.3 ألف كيلومتر للنقل. وفي تونس، يصل النقل إلى 3 آلاف كيلومتر، والتوزيع 17.5 ألف كيلومتر.
الجنوب الأفريقي: فجوة تتحدى الطموحات
يبرز التباين الحاد في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث يظل الغاز بعيد المنال عن معظم الأسر والصناعات، مما يدفع ثلثي السكان – أي مليار نسمة – إلى الاعتماد على مصادر طهي ملوثة بيئيًا، في ظل 600 مليون شخص يفتقرون إلى الكهرباء.
الجزائر تعلن خطة استثمارية بقيمة 60 مليار دولار لتطوير قطاع النفط والغاز
ومع ذلك، تلوح بوادر أمل مع تطورات حديثة. في السنغال، تُخطط استثمارات جديدة لتزويد محطات الكهرباء والصناعات الثقيلة بالغاز قريبًا.
وفي ساحل العاج وغانا، تسعى جهود لتعزيز الشبكات الصناعية؛ حيث يقتصر النقل في غانا حاليًا على 504 كيلومترات، والتوزيع على 425 كيلومترًا.
تتصدر نيجيريا المنطقة بفضل شراكات قوية بين القطاعين العام والخاص، مثل تلك مع "تسويق الغاز النيجيرية المحدودة" (NGML) و"شل" العالمية، التي شيدت أكثر من 500 كيلومتر من الأنابيب.
تمتلك نيجيريا اليوم 2000 كيلومتر من النقل و516 كيلومترًا من التوزيع. ولا تقف الأمر عند هذا الحد؛ فجنوب أفريقيا تمتلك 934 كيلومترًا للنقل و1400 كيلومتر للتوزيع، بينما تنزانيا لديها 793 كيلومترًا نقلًا و242 توزيعًا، وموزمبيق 531 كيلومترًا نقلًا و450 توزيعًا.
يُظهر هذا التقرير كيف يمكن للغاز أن يكون محركًا للتنمية في أفريقيا، لكن التحدي يكمن في سد الفجوة بين الشمال والجنوب قبل فوات الأوان.
مناقشة