غوتيريش يدعو جميع الدول ذات النفوذ إلى فرض وقف فوري للقتال في السودان ومنع تدفق الأسلحة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الاثنين، جميع الدول التي لها تأثير على أطراف النزاع في السودان، إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف القتال فورًا ومنع تدفق الأسلحة والمرتزقة إلى البلاد".
Sputnik
وفي بيان أصدره، قال غوتيريش، إن "الوضع في السودان يخرج عن السيطرة في ظل تصاعد الأعمال العدائية"، محذّرًا من أن "استمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى الأراضي السودانية يفاقم العنف ويزيد من معاناة المدنيين".
وطالب المسؤول الأممي "جميع الأطراف بالتزام القانون الإنساني الدولي واتخاذ خطوات فورية لإنهاء القتال، مع فتح ممرات إنسانية وآلية لتقديم المساعدات بشكل حصري إلى المدنيين المتضررين".
السيسي وحفتر: استقرار السودان ركيزة للأمن القومي المصري والليبي
كما جدّد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته للأطراف السودانية (الجيش وقوات الدعم السريع)، "للجلوس إلى طاولة التفاوض فورًا من أجل التوصل إلى هدنة دائمة ومساءلة انتهاكات حقوق الإنسان".

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، أن "114 شخصًا، من بينهم 63 طفلًا، قُتلوا في هجوم عنيف استهدف روضة أطفال بولاية جنوب كردفان في السودان، واستمر الهجوم حتى أثناء محاولة إسعاف المصابين ونقلهم إلى مستشفى مجاور".

وأكد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان صدر يوم 4 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أن "الهجمات شملت قصفًا متكررًا على الروضة بأسلحة ثقيلة، ثم استهداف المسعفين والمدنيين الذين كانوا يحاولون إنقاذ الجرحى أثناء نقلهم إلى المستشفى".
انقطاع مفاجئ للكهرباء في السودان
وأشار تيدروس إلى أنه جرى نقل الناجين لاحقًا إلى منشأة طبية أخرى، مع إطلاق نداءات عاجلة لتوفير الإمدادات الطبية والدم.

وأدانت جامعة الدول العربية، أول أمس الأحد، "الانتهاكات الخطيرة بحق المدنيين في إقليم كردفان السوداني"، مطالبة بإجراء تحقيقات مستقلة وشفافة لكشف ملابسات ما يجري هناك.

وحمّلت الجامعة العربية "المسؤولين عن مجزرة مدينة كلوقي، كامل المسؤولية القانونية والجنائية عمّا ارتُكب من أعمال قتل وعنف ضد السكان".
تحذيرات عربية من تفاقم العنف في السودان ومطالب بوقف الانتهاكات
كما حذّرت من "استمرار الانزلاق الخطير للأوضاع في السودان"، مشيرة إلى أن "اتساع رقعة العنف وتحوله إلى ممارسة ممنهجة يشكل تهديدًا بالغ الخطورة".

وأكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، الأسبوع الماضي، ضرورة ‌"‏صياغة الدولة السودانية من جديد وفق أسس حقيقية".

و‌قال ‏البرهان، في تصريحات له، إن بلاده "لا تقبل بأي حل لا يفكك قوات الدعم السريع ويجردها من سلاحها"، مؤكدًا أن "الحرب أثّرت على كل السودانيين وهناك معاناة ومأساة خاصة في الفاشر".
أمريكا تدين الهجوم السادس على مساعدات برنامج الغذاء في السودان خلال العام الحالي
وفي أبريل/ نيسان عام 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، إلى العلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكوّن العسكري، الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
مصر تؤكد ضرورة هدنة في السودان وترفض الإجراءات الإثيوبية الأحادية بشأن سد النهضة
واتهم دقلو الجيش السوداني بـ"التخطيط للبقاء في الحكم وعدم تسليم السلطة للمدنيين"، بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع، "تمردًا ضد الدولة".
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص بعضهم إلى دول الجوار، كما تسببت بأزمة إنسانية تعد من الأسوأ في العالم، بحسب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
مناقشة