وأكد في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن "هناك تكاملاً في الأدوار، حيث يمد جيش الاحتلال هؤلاء المستوطنين بالحماية الميدانية، بينما توفر لهم الحكومة المظلة السياسية، فضلا عن الدعم اللوجستي والعتاد المتمثل في عربات للتنقل في المناطق الوعرة؛ بهدف الوصول إلى الأراضي الزراعية وإفساد المحاصيل والمزروعات الخاصة بالفلسطينيين".
وأوضح خبير الشؤون الإسرائيلية أن "الهدف الاستراتيجي الأول لهذه الهجمات هو السيطرة على المناطق الزراعية الخصبة لدفع السكان الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية، والخطير في الأمر هو حدوث ذلك في ظل "غفلة عالمية" وعدم اكتراث بالممارسات اليومية التي تشمل حرق المنازل والمزارع والمواشي".
وأضاف أن المخطط النهائي يهدف إلى تجميع الفلسطينيين وحصرهم داخل مراكز المدن الرئيسية فقط، تمهيدا للاستيلاء على كافة الأراضي المتبقية، وإجبار السكان إما على الرحيل خارج الضفة الغربية بالكامل أو البقاء محاصرين في تلك الكانتونات المعزولة.
وفي سياق تحليله لطبيعة هذه الجماعات، وصف "أنور" هذا الحراك بأنه "تطور جيني سيء وخطير" لحركة "كاخ" العنصرية المحظورة وفق القانون الإسرائيلي، والتي كانت تهدف للترحيل الجماعي وتم حظرها عقب مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل، لافتا إلى أننا نشهد حاليا "إعادة تدوير" لهذه الفكرة عبر استخدام الإرهاب والعنف الممنهج لطرد الفلسطينيين.
وأوضح أن هذه الجرائم تأتي امتدادا لما يسمى بـ "فتيان التلال"، وهو مصطلح كاذب اخترع في عهد شارون لتزوير الحقائق وتأسيس بؤر استيطانية مسلحة غير حكومية، محذرا من أن هؤلاء باتوا يزايدون حتى على من يحميهم، ما قد يخلق نقاط صدام مستقبلية بينهم وبين الجيش الإسرائيلي.
وحذر أنور من المصطلحات المخادعة التي يتم ترويجها عالميا مثل "رعاة أغنام" أو "فتيان التلال"، مؤكداً أن هذه التسميات تخفي حقيقة كونهم "ميليشيات مسلحة" هدفها إفساد الحياة اليومية للفلسطينيين وإرهابهم لترحيلهم في أقرب فرصة.
وأشار إلى الوحشية التي يتعامل بها هؤلاء، حيث لا يتورعون عن قتل الأطفال استناداً إلى "فتاوى دينية" متطرفة تبيح ذلك بدعوى أن الطفل الفلسطيني يمثل خطرا مستقبليا، مشددا على أن هذه الجرائم يتم الاعتراف بها علنا دون أي ملاحقة قضائية أو عقاب من قبل سلطات الاحتلال وحكومة نتنياهو.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت، الجمعة، بناء وإعادة تأهيل 19 مستوطنة جديدة في مختلف أنحاء الضفة الغربية، حيث أكدت القناة السابعة الإسرائيلية، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت"، قد وافق على بناء وإعادة تأهيل 19 مستوطنة جديدة في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
وأفادت بأن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، قد بادرا إلى طرح المشروع خلال جلسة "الكاينيت"، وتضمن هذا القرار أو الاعتراف إعادة بناء نقطتي "غانيم" و"كيديم" الاستيطانيتين، بعد 20 عاما من إخلائهما في الضفة الغربية.
يذكر أن الضفة الغربية والقدس تشهد توترًا متصاعدًا مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، التي تشمل مداهمات وهدم منازل واعتقالات.
وفي الوقت ذاته، تتهم السلطة الفلسطينية إسرائيل بـ"استهداف أجهزتها الأمنية وتقويض جهودها لتحقيق الأمن".
ويتزامن ذلك مع هدنة غزة، التي تم التوصل إليها بعد نحو عامين من الحرب، التي راح ضحيتها أكثر من 70 ألف قتيل من الفلسطينيين ونحو 170 ألف مصاب.