وأكد معلوف، في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أن "الأمن في القارة الأوروبية لا يتجزأ، فإما أن يكون للجميع أو لا يكون"، وهو المبدأ الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ عام 2007 خلال مؤتمر ميونيخ للأمن والسلام.
وشدد معلوف على "ضرورة جلوس جميع الأطراف إلى طاولة واحدة لبحث منظومة الأمن الأوروبي"، لافتا إلى أن "روسيا بدورها تحتاج إلى ضمانات في وقت يطالب فيه الجميع بضمانات مماثلة".
وأضاف أن "زيلينسكي يسعى، من خلال تعديله على الخطة الأمريكية، إلى إحداث شرخ بين موسكو وواشنطن"، معتبرا أن "ضمانة الخمسين عاما التي يطالب بها تشكل شرطا تعجيزيا يهدف إلى إفشال المفاوضات".
وأشار إلى وجود تباين واضح بين ما يطلبه زيلينسكي وما يقدمه ترامب، موضحا أن "الضمانات التي تطلبها كييف تفرض عليها أولا اعتماد الحياد وعدم الانضمام الى حلف الناتو".
ورأى الباحث في العلاقات الدولية، أن "الميدان سيحسم المكاسب"، مشيرا إلى أن "كييف تقف أمام خيارات مصيرية، إما القبول بالتنازل لروسيا عن الأقاليم الأربعة، أو تحمل خسارة المزيد من الأراضي"، لافتا إلى أن ترامب يسعى إلى إيصال أوكرانيا الى بر الأمان، دون تحقيق النصر الاستراتيجي الكبير لروسيا.
وأشار معلوف إلى أن "أوروبا لم تعد موحدة، بل باتت تتوزع بين عدة مراكز وأولويات"، لافتا إلى "نزاع خفي على قيادة الاتحاد الأوروبي بين برلين وباريس، حيث تسعى فرنسا، من خلال التقرب من روسيا، إلى تقليص خسائرها، فيما تبحث روسيا في المقابل عن نيات جدية لا عن مجرد تصريحات إعلامية".
وختم بالقول: إن "حلف الناتو والاتحاد الأوروبي متضرران من أي تسوية، بعد عجزهما عن تحقيق هدف إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا"، معتبرا أن "الحديث عن سعي روسيا لاحتلال أوروبا هو لإيجاد عدو وهمي يبرر استمرار وجود الناتو في أوروبا، والإبقاء على صفقات السلاح كمصدر أساسي لمصالح الأوليغارشية الحاكمة"، ولا سيما بعد إعلان الرئيس ترامب ضرورة أن يرفع أعضاء الناتو إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي، وهو ما يصعب تحقيقه في ظل الاستنزاف الذي سببه الصراع في أوكرانيا.