ومر اسم علي في مقطع الفيديو الخاص بالمقبرة التي عثرت عليها القوات العراقية، بعدما خلفها تنظيم "داعش" في الفلوجة التي كانت تمثل وكرهم الأول والأخطر في الأنبار، غرب العراق، لكن دون دليل يذكر على تطابق الرفات مع شخصيات الدواعش نفسهم مثلما خُطت أسمائهم على الأحجار العمودية الواقفة فوق كل قبر.
وأضاف المسؤول الذي تحفظ الكشف عن اسمه، أن علي لم يتلقَ العلاج، وتوفي متأثرا ً بجراحه، ولم تصل جثته إلى ذويه.
وكشف مصدر محلي من محافظة الأنبار، لمراسلتنا، عن مراسم دفن الدواعش، وحقيقة المقابر الجماعية التي يدعي التنظيم إنها لعناصره وقادته بلعبة موت يتبادل فيها أدوار المدنيين والقوات الذين يقتلهم في مناطق سيطرته لاسيما في الأنبار، ومنها المقبرة التي تناقل الإعلام الروسي تسجيل فيديو لواحدة منها فيها أسماء وتاريخ على قطع حجر معروفة في العراق بـ"الشتايكر" التي يتم صناعتها في داخل الفلوجة أبداً فقط في معامل أطراف المدينة تحديدا في شرقها بأجزاء من ناحية الكرمة وكانت تحت سيطرة القوات العراقية.
ويستفهم المصدر الذي تحفظ الكشف عن اسمه، كيف لـ"داعش" أن يأتي بهذا الحجر وهو لا يُصنع في الفلوجة؟ بالإضافة إلى أن كل مالكي المعامل في داخل المدينة أخرجوا آلياتهم ومعداتهم إلى خارج مدينتهم عند دخول التنظيم فيها مطلع 2014.
ونفس المقبرة تكرر وجودها في جزيرة الخالدية التي استعادتها القوات حديثا الشهر الماضي، من سيطرة تنظيم "داعش"، وأيضا وضعت فوق كل قبر قطعة "شتايكر" رغم أن المنطقة المحاصرة، خالية تماماً من أي معمل لصنع هذا النوع من الحجر!.
ونقل المصدر، اعترافات سائق مركبة نوع "شفل زراعي" كان يعمل مع تنظيم "داعش" في دفن العناصر والقادة القتلى إثر القصف والعمليات العسكرية، تم اعتقاله على يد الشرطة عند تحرير مدينة الرمادي، بأن التنظيم لا يترك أثرا لمعلومات الجثث أو أماكنها، ويدفنهم جماعيا بمقابر مجهولة المكان والملامح.
وتابع المصدر، أن المقبرة التي ظهرت في الفيديو، يرجح إنها تضم رفات قوات من الجيش العراقي والشرطة ومدنيين قتلوا على يد تنظيم "داعش" الذي كان ينقل جثثهم ويدفنها في المقابر، أما جثث المنتمين له لا يكتب عليها أسماء أبدا ودفنهم جماعي في الأراضي الزراعية.
ويعتقد المصدر، أن هذه المقبرة خدعة من تنظيم "داعش" الذي لم تتمكن القوات حتى الآن من إخراج جثة واحدة لعناصره، على سبيل المثال جثة القيادي البارز شاكر وهيب مسؤول قضاء الرطبة غربي الأنبار، الذي قتل إثر ضربة للتحالف في بداية أيار/ مايو الماضي، وتم دفنه من قبل رفاقه في مقبرة القضاء بين القبور دون اسم أو علامة تشير له، ولم تعثر القوات عليه عند استعادة المنطقة، حتى يومنا هذا.
وعن شاهد عيان من داخل الفلوجة عندما كان بيد التنظيم الإرهابي، نقل المصدر نفسه معلومات عنه أدلى فيها حصيلة هجوم للحشد الشعبي على التنظيم في أطراف المدينة، إذ تكبد الدواعش حينها خسائر بشرية بعشرات القتلى تم نقلهم إلى مستشفى الفلوجة العام ومنه نقلوا إلى مقبرة في منطقة الشهابي في ناحية الكرمة ودفنوا جمعيا، وكانوا تقريبا 40 جثة، في شهر أيار/ مايو الماضي.
ولا يستلم ذوي الدواعش، جثثهم بعد مقتلهم في الأنبار، يتلقون فقط نبأ من التنظيم بمقتل أبنائهم أو خداعهم بعبارة "ذهب بواجب" أي أنه ذهب دون عودة أما بمقبرة جماعية أو طافيا فوق نهر الفرات كباقي العناصر الذين يتخلص التنظيم من جثثهم في أشد المعارك التي تخوضها القوات العراقية عليه لاسيما في جزيرة الخالدية التي رصدت جثث العشرات من الدواعش طافية فوق الفرات.
وفعل مشابه، لفت إليه المصدر، إلى قتال في وقت سابق، بين عشيرة البوسودة المنحدرة من الأنبار، ضد تنظيم "داعش"، أسفر عنها مقتل عدد من الدواعش كذلك نقلوا كلهم مع الحفارة التي أنجزت لهم مقبرة جماعية تم رميهم فيها دون أسماء.
ونوه المصدر إلى أن قتلى "داعش" في الفلوجة كانوا قلل بسبب هربهم عبر نهر الفرات باتجاه الصحراء وهناك حيث تم قصف أرتالهم من قبل الطيران العراقي والتحالف الدولي، وهو ما يُناقض وجود المقبرة التي تحمل أسماء نحو 300 عنصرا بينهم عرب وأجانب في المدينة، متوقعا أنها قد تكون خدعة من التنظيم لضياع جثث من قتلهم بتلفيق أسماء عناصره على قبورهم.
ولا تزال المقبرة غامضة حتى رفع الجثث منها للتحقق من هويات المدفونين فيها، لكن ما يُعيق عمل الفرق المختصة، هي العبوات الناسفة والطرق المفخخة التي خلفها التنظيم الإرهابي وراءه ضمن سياقه الرامي لتدمير كل شبر من الأرض يمر فوقه في العراق.