أبرز هؤلاء المرشحين، ممثلة تيار أقصى اليمين، ماري لوبان سياسية فرنسية، قد تحصد غداً فرصة للدخول إلى الثنائي الذهبي، الذي يصعد في المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
تتفاخر بعدائها للمسلمين المتشددين وأيضا كافة المهاجرين المقيمين ببلادها، تعتز بأصولها الفرنسية، رغم أن جدتها من عائلة "مصرية"، وتناهض كل من لا يشاركها المنشأ نفسه، تعتزم طرد جل المهاجرين من بلادها حتى أولئك القادمين بطريقة شرعية.
ماري لوبان من مواليد 5 أغسطس 1968 بمدينة نويي، وهي أصغر الأطفال الثلاثة لكل من جان ماري لوبن وبييريت لالان.. ترأست حزب الجبهة الوطنية منذ يناير 2011، وهي اليوم أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية الفرنسية رافعة شعار "باسم الشعب".
لوبان، درست القانون وامتهنت المحاماة، لم تختر الدفاع عن الأقليات في بلادها؛ بل استعملت هؤلاء من أجل الترويج لنفسها وبناء صورة مغايرة عن باقي المرشحين للرئاسة، إذ تبني برنامجها الانتخابي على التقليص من أعداد المهاجرين الشرعيين. كما أنها من المناهضين لمنح وثائق تثبت الهوية الفرنسية أو تسمح بالبقاء في فرنسا؛ حتى لمن ولدوا بالجمهورية من غير فرنسيي الأصل، كما تطالب بوضع دستور يمجد فرنسيي الأصل.
بدأت بممارسة السياسة منذ عام 1986، حينما انخرطت في حزب والدها. وقد استطاعت بالتدرج أن ترتقي سلم المهام في الحزب إلى أن أصبحت رئيسة له، عقب تخلي والدها عن هذا المنصب.
وقد انتخبت لوبان عام 2004 عضوا في البرلمان الأوروبي، وسبق أن ترشحت للانتخابات الرئاسية عام 2012؛ فحلت في الرتبة الثالثة، بعد أن حصدت أصواتا تقدر نسبتها بما يفوق 17 في المائة.
تؤكد لوبان دائما على رفضها للرموز الدينية بشتى أنواعها، وتطالب بمنعها في الأماكن العامة؛ وهو ما جعلها ترفع شعار منع الحجاب بهذه الأماكن، وتعد الفرنسيين بإغلاق المساجد الإسلامية "المتطرفة"، وأيضا سحب الجنسية من الفرنسيين المسلمين الذين يروّجون لأفكار متطرفة، وضمّنت برنامجها الانتخابي وعودا بمنع ذبح الحيوانات وفقا للطريقة الإسلامية وأيضا منع بيع اللحم أو تقديمه على أنه حلال في المطاعم أو وفق الديانة اليهودية.
تطالب كذلك إجراء استفتاء حول استمرار عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي، أو على الأقل التفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول صيغة جديدة للاتحاد.
وقبل أيام قليلة كشفت مرشحة الجبهة الوطنية لليمين المتشدد، أن جدتها الكبرى بولين كانت قبطية وولدت في مصر، وعاشت فيها معظم حياتها، في تغريدة عبرت فيها عن حزنها وتضامنها مع أقباط مصر، بعد التفجيرين اللذين استهدفا كنيستين في طنطا والإسكندرية، خلال احتفالات أحد السعف.
كان قدر مارين، النشأة في بيت سياسي، وكانت تصحب والدها الى اجتماعاته السياسية منذ نعومة اظفارها، ولكنها طردته عمليا من الحزب الذي كان له فضل كبير في تأسيسه، بعد تصريحات بإنكاره للمحرقة النازية وتبنيه لكراهية الاجانب، وأدانت في عام 2015 التعليقات المنسوبة له، وتحت قيادة الابنة لوبان، بدأ الحزب في النأي بنفسه عن هذه المواقف المثيرة للجدل وغيرها.
نجحت جهود ماري لوبان في تحسين صورة الحزب على ما يبدو، إذ تشير استطلاعات الآراء الى تصاعد نسبة التأييد الذي يحظى به من 18 بالمئة في عام 2010 الى حوالي 24 بالمئة اليوم.
جدد ميثاق الجبهة الوطنية لعام 2017 التزام الحزب بإجراء خفض كبير في الهجرة الشرعية الى فرنسا. وتحاجج لوبان بأن الجنسية الفرنسية يجب ان تكون "اما وراثية او مستحقة". اما فيما يخص المهاجرين غير الشرعيين، فتقول "ما من سبب يدعو لبقائهم في فرنسا، فهؤلاء انتهكوا القانون ساعة وطئت اقدامهم التراب الفرنسي."
لوبان رفعت من سقف عدائها للأجانب في ديسمبر الماضي عندما قالت إنها تنوي منع اطفال المهاجرين غير الشرعيين من الحصول على تعليم مجاني في فرنسا، رغم ان ذلك لم ينص عليه ميثاق حزبها الانتخابي، وقالت في كلمة ألقتها في باريس آنذاك "اذا جئتم الى بلادنا، لا تتوقعوا ان نعتني بكم وان يحصل اطفالكم على تعليم مجاني. لقد انتهى زمن اللعب."
كانت مارين لوبان ربطت بين الهجرة الى فرنسا والتطرف الاسلامي قبل وقوع هجمات باريس الأولى، وفي أعقاب تلك الهجمات، طالبت لوبان "بطرد الأجانب الذين ينادون بالكراهية من أرضنا" وإلى سحب الجنسية الفرنسية من المسلمين الذين يحملون جنسيات مزدوجة ويروجون لأفكار متطرفة وهو رأي مرتبط تقليديا باليمين المتطرف.