ووفقا لتلك المواقع فإن قرصنة البريد تكشف علاقة بين السفير الإمارات "العتيبة" ولوبي معادي بواشنطن هدفهم شيطنة قطر، كما ذكر الموقع.
ولم تتهم الإمارات أي دولة بالوقوف وراء القراصنة، لكن وزارة الخارجية البحرينية، أعلنت في بيان نشرته وكالة الأنباء البحرينية، السبت، أن "جهة إرهابية" أقدمت على اختراق حساب الوزير، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، على موقع تويتر.
وكانت لهجة البيان حادة جداً حينما ذكر أن الحساب تم اختراقه "من قبل جهة إرهابية قامت بنسب تغريدات ليس لها أي أساس من الصحة إلى معالي وزير الخارجية".
وزادت حدة البيان، الذي ذكر أن الوزارة "تعمل حاليًا على استعادة حساب معالي وزير الخارجية على تويتر من سيطرة هذه المجموعة المخربة البائسة التي تخشى الحقيقة التي يتكلم بها وزير الخارجية، عن تخريبهم وفضح إرهابهم المرفوض في كل محفل وبكل مناسبة".
الأزمة الخليجية ليست وليدة اليوم ولكن القصة منذ فترة، حول الدولة ذات النفوذ في دوائر السياسية بواشنطن، وخاصة أن للسعودية مكانتها التي تحميها باعتبار ما تملكة من ثروة بترولية يسيل لها اللعاب الأميركي طوال الوقت.
والصراع بين قطر والسعودية على المركز الأول، تغاضت السعودية عنه لفترة طويلة، والإمارات كانت تريد حجز المركز الثاني من خلال رجلها القوي وسفيرها في واشنطن يوسف العتيبة، الذي يملك تحت يديه أقوى لوبي عربي في أمريكا.
وجاءت ثورات الربيع العربي لتزيد الصراع قوة وإثارة، الإمارات ترفض الثورات، وتخاف من قوة الإخوان، رغم دعمها غير المباشر لتنظيمات تلعب داخل سوريا، وكذلك الدعم الإعلامي لما أسموه "الثورة السورية"، ولكنها خرجت مبكراً من اللعبة بعد تطور الأمور للأسوأ.
كذلك الصراع في اليمن، بين قطر التي تدعم الإخوان هناك، وبين الإمارات التي تدعم الحراك الجنوبي، الذي بدأت تحركاته خلال الأسبوع الماضي لجذب تأييد غربي، والتمهيد لجمهورية اليمن الجنوبي.
الأهم من ذلك أن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يعتبر محمد بن زايد مثله الأعلى، ويحلم بصناعة دولة متقدمة في السعودية على غرار الإمارات، ويدعم ذلك قلقه من ولي العهد محمد بن نايف الداعي للقرب من تركيا وقطر، ودعم تنظيم الإخوان، وبن سلمان يسعى في الطريق العكسي.
الكاتب والمحلل السياسي عبد الباري عطوان نشر فيديو يحكي فيه عن تطور الأزمة، وماحدث فيها من كلام حتى في الأعراض، والأنساب، وحديث عن شرعية الحكم في قطر، رغم وجود فرقاء اليوم في تحالفات عدة بسوريا واليمن وليبيا.
المستفيد الأول من الأزمة الحالية هي سوريا، وتليها مصر، فالموقف الإماراتي المضاد لجماعة الاخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي هو الأقوى، وكذلك انهيار الجماعات التابعة للتأسلم تنهار في سوريا وليبيا والعراق، خاصة بعد ازاحة حكم تنظيم الإخوان عن مصر.
لكن هل سيظل الحال على ما هو عليه، مناوشات إعلامية، وتهديدات بدعم انقلاب سادس في قطر بدون أي تحرك فعلي، وهل التهديد بنشر أسرار العلاقات الأمريكية مع الإمارات سيفلح في وقف الهجوم؟
البيان البحريني الذي لن يصدر بتلك الحدة إلا بعد تشاور مع السعودية والإمارات كان واضحاً، الحرب لن تقف، والأمور قد تتطور، خاصة مع نظام قطري يعتقد أن بيديه أمور المنطقة، بعدما نجح طول سنوات ما بعد الربيع العربي في فرض سيطرته على دول كاملة بدعم أمريكي سعودي تركي، لكن مع الأزمات التي تعانيها تركيا وابتعادها عن الساحة، ومع الغضب السعودي، هل من الممكن أن يصمد تميم بن حمد في وجه تلك العاصفة؟
قد يصمد حمد، ويفتح أبواباً جديدة للصراع، فالكاوبوي الأمريكي ترامب مازال جائعاً، ومئات المليارات السعودية لن تشفي ظمأه، ومازال هناك الصندوق السيادي القطري، وقاعدة العيديد، وعندما يتم الضغط على قطر لمنح أمريكا نصف صندوقها كما فعلت السعودية مع أكثر من نصف احتياطيها الدولاري، فأمريكا ستقف في المنتصف، لن تدعم طرفا على آخر، ويبقى جمر الخليج مشتعلاً بجوار نافورات البترول، والخوف كل الخوف أن يقارب البترول النار.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه)