تسلط "سبوتنيك" الضوء على موقف العراق تجاه القطعية الخليجية العربية لقطر، اليوم الإثنين، من خلال لقاءات أجرتها مراسلتنا، مع نواب قياديين في مجلس النواب العراقي.
بداية…نستذكر من تصريحات لسياسيين عراقيين، أبرزهم رئيس الحكومة السابقة، نائب رئيس الجمهورية الحالي، نوري المالكي، الذي وجه اتهامات إلى دول على رأسها قطر في دعم وتمويل الإرهاب، وفي آخر تصريح له ذكرها في 2 يناير/ كانون الثاني، واتهمها بمحاولة تهريب صدام حسين قبل إعدامه.
وحسمت الأزمة بين البلدين، الشهر الماضي مايو، بتحرير الصيادين القطريين الذين كانوا محتجزين لدى إحدى الجماعات العراقية المسلحة النافذة، بعد عامين من اختطافهم من بادية السماوة في محافظة المثنى، جنوب غرب بغداد، وكانت تصريحات المسؤولين العراقيين حينها، عن رفضهم لتواجد القطريين باعتبار بلادهم داعمة للإرهاب الذي عاث الدمار وسفك الدماء في العراق.
وفي الوقت الحالي، يزور رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، قطر من يومين، التقى فيها مع أمير الدولة في العاصمة الدوحة، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبحث معه تعزيز العلاقات بين البلدين، وأوضاع المنطقة، والتنسيق لمواجهة التحديات والأزمات وإنهاء المشاكل والخلافات.
وأكد الجبوري، للأمير القطري، حسب بيان على الموقع الرئيس لمجلس النواب العراقي، منذ يوم أمس الأحد، 5 حزيران، أطلعت عليه مراسلتنا، أن العراق مهتم بتوسيع آفاق التعاون مع محيطه العربي، ويسعى إلى تحقيق التواصل الدائم والمثمر مع أشقائه خصوصا وانه اقترب من إنهاء وجود "داعش" الإرهابي على أرضه، وأن المرحلة المقبلة ستتيح الكثير من فرص الاستقرار والتعاون في كافة المجالات".
في المقابل، أكد أمير دولة قطر، على أهمية العراق في المنطقة، وضرورة توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وأن بلاده تحرص على إقامة علاقات مميزة بينها وبين العراق.
كما التقى رئيس البرلمان، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وبحث معه سبل فتح آفاق التعاون الثنائي بين العراق ودولة قطر، وأهمية استثمار الفرص من أجل تحقيق المصالح الثنائية، طبقا لبيان صحافي صادر عن الدائرة الإعلامية لمجلس النواب العراقي.
وحول ملفات الزيارة وهدفها، أخبرنا القيادي في ائتلاف "دولة القانون" المنضوي في التحالف الوطني، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، عباس البياتي، بأن هذه الزيارة سياسية، ومخطط لها منذ مدة وليست وليدة اليوم، ولا توجد ملفات محددة بها.
وأضاف البياتي، في تصريح لمراسلتنا، أن رئيس البرلمان، توجه إلى قطر وهو رئيس تحالف القوى إحدى القوى المشاركة في العملية السياسية العراقية، ولا علاقة لها بالخلاف القطري السعودي، ولا أي ملف أو أجندات أخرى، وإنما زيارة إقليمية سبقتها زيارة إلى الكويت، وربما تبادل رأي ووجهات نظر بشكل عام حول أوضاع المنطقة والمرحلة ما بعد "داعش" الإرهابي.
وتابع، أن الزيارة ليس لها أجندات خاصة، بقدر ما هي عامة، الهدف منها ترطيب الأجواء، سواء كجهة سياسية مشاركة في العملية، أو كرئيس للبرلمان وبالتالي ضمن الزيارات التي سبقتها لدول أخرى.
— هل يعزز العراق تعاونه مع قطر، ولماذا لم يعلن موقفه تجاهها مع باقي الدول المقاطعة لها؟
البياتي: العراق ليس طرفا في هذا النزاع والخلاف، وعليه أن يتجنب الاصطفاف مع دولة ضد أخرى ولا بد أن تكون علاقاتنا إيجابية مع كل دول المنطقة، ولا نتدخل بها لا سلبا ولا إيجابا، العراق لديه موقعه الإقليمي.
واعتبر البياتي، الخلافات بين قطر والسعودية ليست جديدة بل قديمة ومتجذرة ولكن تتجدد حسب الظروف، ويتوقع تطويق الخلاف خلال أيام.
ولفت إلى أن العراق، سيخرج منتصرا من معركة القضاء على الإرهاب المتمثل بتنظيم "داعش"، وهذا ما يعطينا صدارة في المنطقة وعلينا أن نستغل هذا النصر ونسوقه بالشكل الإيجابي الذي يجعل بلادنا دولة محورية تسهم في البناء والإعمار والاستقرار والأمن.
وبشأن عدم إعلان العراق لموقفه تجاه قطر التي طالما اتهمها بتمويل ودعم الإرهاب، يقول حامد المطلك القيادي في تحالف القوى، ونائب رئيس لجنة الأمن في البرلمان العراقي، في تصريح خاص لمراسلتنا،
"وجهة نظري نحن كعرب يجب أن يكون هناك تضامن فيما بيننا، وحسن نوايا وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى سلباً، وهناك مواقف مخجلة لبعض الدول ومنها قطر بشأن النازحين والمهجرين العراقيين وأمور كثيرة".
وأضاف المطلك، أن ما يهمنا هو منع التدخل في الشأن الداخلي العراقي والنازحين والمهجرين، ونحن لا نريد أن تكون قطر عنصر شغب في المنطقة، نريدها أن تخدم شعوب المنطقة وأن تقف معها وليس ضدها.
وعن سؤال فيما إذا كان التقارب القطري الإيراني، هو أحد أسباب صمت العراق عن إعلان موقفه تجاه، قطر، أجاب المطلك بكلمة "ربما".
وعلى الصعيد نفسه، صرح القيادي في التحالف الوطني، النائب محمد الصيهود، في حديث لمراسلتنا، قائلا ً
"لا نختلف على أن السعودية وقطر إضافة إلى بعض الدول الأخرى، تعتبر منبع التنظيمات الإرهابية، ما يتعرض له العالم نتيجة للدعم السعودي الوهابي والقطري الإخواني للإرهاب وتجفيف منابعه يبدأ من هذه الدول".
ويعتقد الصيهود، لا نعتقد أن مثلاً الإرهاب الذي يضرب لندن والاتحاد الأوروبي، لا يمكن القضاء عليه عسكريا ما لم يتم تجفيف منابع الإرهاب ومن هذه الدول المذكورة أعلاه.
وذكر الصيهود، أن العراق دائما يدين الإرهاب وبنفس الوقت يطالب بقطع العلاقات الدولية من كل الدول الداعمة للعصابات الإرهابية — "تحدثت قبل فترة أن هذه الدول الداعمة للإرهاب يجب أن توضع تحت طائلة البند السابع لأن خطرها كبير جداً".
ويرى الصيهود، إذا بدأت قطر تشعر أن سياستها خاطئة وبدأت بسياسة جديدة تختلف عن السابقة الداعمة للإرهاب، فعلى المجتمع الدولي أن يحتضنها، ولا أقصد المجتمع الدولي الولايات المتحدة الأمريكية وإنما المحور الآخر، المتمثل بروسيا وإيران وسوريا والعراق التي تمثل المقاومة للإرهاب للقضاء عليه والحد من خطره.
وفي ختام حديثه، يطالب الصيهود، الدول، الانضمام لمحور "روسيا والعراق وسوريا وإيران" والذي وصفه بالمتفق فيما بينه، للقضاء على الإرهاب.
يذكر أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وأغلقت موانئها البرية والبحرية والجوية مع الدوحة، بسبب اتهامها بدعم وتمويل "الإرهاب الدولي".
وقالت السعودية إنها قررت "البدء بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والصديقة والشركات الدولية لتطبيق ذات الإجراء بأسرع وقت ممكن لكافة وسائل النقل من وإلى دولة قطر، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي".