الفيلم يتناول البعدين الإنساني والإجتماعي لقضية هدم الأبنية التراثية والتقليدية في بيروت، من خلال تصوير يوميات حياة قاطنيها، وإبراز نمط العلاقات الاجتماعية بينهم. ويركز على الحياة اليومية لسكان مبنى قديم في بيروت، وهو أحد المباني التقليدية التي لا تزال صامدة أمام اجتياح الباطون والحديد للمشهد العمراني في المدينة.
ويصوّر الفيلم مشاهد "صبحيات" القهوة وولائم الشوي المشتركة، وسواها من لحظات حياة سكّان هذا المبنى الذين يبدون أشبه بعائلة كبيرة، لا مجرّد جيران.
من هنا تعتبر المنتجة اللبنانية ندى طراف في حديث لوكالة "سبوتنيك" أن فيلم "الأرز والفولاذ" يضع الإصبع، على جرح محو الذاكرة، "من خلال هذا الفيلم نساهم في معركة الحفاظ على الذاكرة والهوية".
وتقول "الفيلم هو وثائقي ولكن ليس بالمفهوم الكلاسيكي هو أكثر شاعري مؤثر، والشخصية الأساسية في الفيلم هي المخرجة الفرنسية فاليري فنسان التي تعرض قصتها الحقيقية خلال سكنها في بيروت منذ 12 سنة"، وتضيف طراف " بيروت هي روح وحجر ولكن اليوم يتغير الوضع، القديم يتدمر بالمقابل هناك عمار جديد، ونحن لا نقول أن الجديد عاطل ولكن لا يمكن وضع برج 50 طابق في حي تقليدي فإن الحي سيتدمر، و يغير ملامح المدينة ويزيل النسيج الاجتماعي الموجود، ويؤدي إلى إعادة فرز السكان على أساس مدخولهم".
وتؤكد طراف أن هدف الفيلم الوثائقي التوعية ولكن مع عدم وجود محطة إعلامية تعرض الفيلم، لا يستطيع أن يصل إلى الجمهور ليحقق تغيير في المفاهيم، "هذا الفيلم يوثق بيروت القديمة، ومن المفترض أن تخلق مثل هذه الافلام توعية عامة".
وتأتي عروض الفيلم في 22 و23 و24 و25 أوكتوبر/ تشرين الأول الجاري بعد أٍسبوعين من إقرار مجلس الوزراء مشروع قانون حماية المواقع والابنية التراثية وإحالته على مجلس النواب.
وتقول المخرجة فنسان "هذا الفيلم قصة أسلوب حياة يختفي يوماً بعد يوم، وقصة مدينة تتغير هويتها". وتضيف "تلك المباني التي تحمل ذاكرة شعب بأكمله، تتعرض للهدم، ومعها تدمر أيضاً العلاقات الاجتماعية، ويَلوح مكانَها مستقبل من الباطون والحديد".
وتجدر الإشارة إلى أن الفيلم شارك في عدد من المهرجانات السينمائية في مونتريال وسيدني وطنجة، وستكون له محطات أخرى مقبلة. كذلك اختير للمشاركة في المعرض الذي يقيمه متحف "ماكسي" الشهير لفنون القرن الحادي والعشرين في روما، اعتباراً من 15 اوكتوبر/ تشرين الثاني المقبل، والذي سيخصص هذه السنة لبيروت.