أعلنت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية أن أكثر من 800 مدني قتلوا جراء غارات التحالف الدولي تحت قيادة الولايات المتحدة، منذ بدء عملياته في سوريا والعراق.
وقالت القيادة، في بيان، يوم الخميس: "وفقا للمعلومات المتاحة اليوم، تعتقد القيادة المركزية أن 817 مدنيا قتلوا دون قصد بضربات التحالف منذ بدء العملية. ولا يزال التحقيق مستمرا بشأن 603 حوادث أخرى.
عن هذا الموضوع يقول الدكتور أمير الساعدي:
أعتقد أن العدد الحقيقي للضحايا المدنيين بسبب قصف طيران التحالف الدولي أكبر من ذلك، وهذا يتنافى مع قدرة وإمكانيات الولايات المتحدة الأمريكية، وبهذا نرى أن تلك الإمكانيات لا تتناسب والضربات التي أحدثت خسائر بشرية كبيرة في الساحل الأيمن من الموصل، وقد شهدنا ضربتين جويتين كانتا من المفترض أن تسقط إعدادا كبيرة من عناصر "داعش"، لكنهما قتلت مجموعة من المدنيين الذين كانوا يلوذون بالفرار في إحياء الموصل القديمة، وبذلك قد يرتفع رقم الضحايا بصورة أكبر مما أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية، ومعروف أن الولايات المتحدة لا تصدق بقضية الأرقام الحقيقية الموجودة على الأرض، كون الأمر ينعكس عليها سلبا، والتي من الممكن كشفها في حالة وجود متابعة محلية من الجانبين السوري والعراقي، بعيدا عن الولايات المتحدة.
وكذا الحال في أفغانستان، التي تشهد سقوط العديد من الضحايا المدنيين بسبب قصف الولايات المتحدة، على الرغم من ادعاء الأخيرة بوجود الإمكانيات المتطورة والتقنية العالية في عمليات الاستهداف والمسح والمراقبة للخلايا الإرهابية، على الرغم من أنها فعلا قامت بضربات نوعية للعناصر الإرهابية تمثلت بالدقة، لكن من جانب آخر هناك أداء سلبي يتسبب بسقوط المدنيين.
قد يكون من الناحية الفنية وجود تداخل في المناطق وكثافة سكانية عالية، إضافة إلى تخطيط عمراني شديد التشابك والذي يمكن أن يكون عاملا مساعدا في سقوط المدنيين، لكن ليس عاملاً مهماً بالنسبة للولايات المتحدة، كونها تمتلك الإمكانيات والقدرات على عملية تحديد الهدف بدقة، وبالتالي كان بإمكانها تغيير نوع الأسلحة بشكل يتناسب وطبيعة الهدف لتنظيم "داعش"، فلو كان التنظيم الإرهابي يحتجز المدنيين، فإن القوات الأمريكية تمتلك أنواع خاصة من الأسلحة والطائرات يمكنها أن تعالج مثل هكذا أهداف، وكان الجيش العراقي أكثر نجاحا باستهداف مقرات التنظيم، ومن الممكن أن يسقط ضحايا بتلك الضربات، لكن ليس بتلك الأعداد، فهناك حربا تخاض ضد الأبرياء بعيدا عن احترافية الجندي الأمريكي.
إن استراتيجية الرئيس الأمريكي الحالي ترامب لم تختلف عن سابقتها في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، والأمر الآخر، أن الرئيس ترامب يحصد مجدا خطط له سابقه أوباما، فالخطط التي وضعت سابقا، لم يقم بتغييرها ترامب، بل كانت العملية عبارة عن حصاد لاستراتيجية قد وضعت قبل تولي ترامب للحكم، وما قدمه السيد ترامب عبارة عن عملية عرض كرجل أعمال، فترامب لم يفعل أي شيء في إدارته الحالية لا داخليا ولا خارجيا، لذا هو يحاول تحقيق هذا النصر كإنجاز سياسي كبير له في إدارته للبيت الأبيض، والتي لم توفق سوى في إدارة الضرائب التي أتت سلبا على كاهل المواطن الأمريكي، في الوقت الذي حققت منجزا للشركات الكبيرة والمتوسطة، وبالتالي هناك فشل كبير في إدارة ترامب الداخلية والخارجية.
لا السيد ترامب ولا السيد أوباما حققوا نتيجة بقدر ما تحقق النصر على أيادي السكان المحليين للمناطق التي عانت، نعم قدمت الولايات المتحدة معونة ومساعدات، لكنها لم ترقى إلى حجم ما أحدثته روسيا الاتحادية من نتائج جيدة في ضرباتها في سوريا، وراينا كيف الصواريخ الأمريكية التي ضربت سوريا والتي كانت أكثر من خمسين صاروخا، لم يصل منها أكثر من 29 صاروخا، بينما الصواريخ الروسية التي كانت تطلق من البحر كانت تضرب أهدافها بدقة متناهية.
أجرى الحوار: ضياء إبراهيم حسون