تونس — سبوتنيك. ولم تسجل خلال هذه السنة هجمات إرهابية عنيفة أو استعراضية بفعل سيطرة أجهزة الأمن، عدا بعض العمليات المعزولة كعملية منطقة جنعورة من معتمدية قبلي الجنوبية في آذار/مارس الماضي أسفرت عن مقتل عنصر أمن وإصابة اثنين آخرين، أو خطف مجموعة إرهابية للراعي خليفة السلطاني بجبل مغيلة بولاية سيدي بوزيد جنوبي تونس وإعدامه.
ونجحت قوات الجيش في غلق منافذ تسلل المجموعات الإرهابية والسلاح من ليبيا، والحد من نشاطها، وتمكنت من القيام بعمليات استباقية، كان أبرزها عملية القصرين في أيار/مايو الماضي حينما تمكنت مجموعة من الجيش من القضاء على قيادي بارز في تنظيم "اداعش" لإرهابي وتوقيف ستة من رفاقه.
وسجلت سنة 2017 انطلاق حملة حكومية لمكافحة الفساد، بدأت في أيار/مايو الماضي، حينما اعتقلت السلطات عددا من رجال الأعمال النافذين في الدوائر السياسية والإعلامية من متصدري المشهد السياسي، أبرزهم رجل الأعمال شفيق جراية، المقرب من الحزب الحاكم، كما تمت ملاحقة رجل الأعمال ورئيس أكبر نادي رياضي في تونس سليم الرياحي الذي انهى سنة 2017 باستقالته من رئاسة النادي ومن رئاسة الحزب أيضاً.
وبنهاية كانون الثاني/يناير الماضي صادق مجلس نواب الشعب وبأغلبية 132 نائبا على تشكيل لجنة تحقيق برلمانية حول شبكات التجنيد التي تورطت في تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر، وعدت أول لجنة للتحقيق في كيفية تسهيل وتنقل وتمويل سفر أكثر من 3500 شاب تونسي إلى ساحات القتال في ليبيا وسوريا.
كما شهد العام توقيع اتفاق تعاون في المجال الأمنيين تونس والجزائر يهدف إلى دعم قدرات البلدين في مواجهة التحديات الأمنية لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
نهوض القطاع السياحي:
كما شكل العام 2017 لتونس عام عودة نهوض القطاع السياحي، إذ سجلت تنسي أعلى معدلات السائحين القادمين إليها، منذ عام 2010، وبلغ عدد السائحين الذين زاروا تونس هذه السنة أكثر من 7 ملايين سائح. وبحسب الأرقام التي أصدرتها وزارة السياحة فإن تونس تمكنت استقطاب أكثر من 2.3 مليون جزائري ، كما نجت في استعادة السوق الروسية وسائحين من عدة دول في أوروبا الشرقية كبولندا.
وخلال هذه السنة نجحت تونس في إقناع عدد من الدول الغربية برفعها من قائمة الدول الخطرة بالنسبة للوكالات السياحية كألمانيا وفنلندا والدانمارك والسويد وفرنسا، وفي شهر شباط/فبراير قررت بلجيكا رفع حظر السفر إلى تونس بصفة جزئية، وتحدد وجهة رعاياها إلى المناطق الساحلية التونسية الممتدة بين جهات المهدية والمنستير وسوسة والحمامات ونابل وتونس وبنزرت، كما أعلنت الشركتان العالميتان للرحلات الجوية " توماس كوك" والاتحاد الدولي للسياحة "توي" استئناف نشاطهما نحو تونس بداية من شهر نيسان/أبريل 2017 بعد تعليق نشاطهما نحو الوجهة التونسية على إثر الهجمات الإرهابية التي استهدفت متحف باردو وأحد النزل بسوسة سنة 2015.
وفي 28 حزيران/يونيو الماضي أعلنت الدانمارك والنرويج وإيسلندا رفع قرار تحذير رعاياها من السفر إلى تونس بغرض السياحة والذي كانت أعلنته إثر الهجوم على نزل الأمبريال بسوسة في حزيران/يونيو 2015. وهو ما اعتبرته السلطات التونسية مؤشرات صحية على إمكانية تعافي القطاع السياحي بعد هجمات 2015.