وتعيش مدينة جرادة على صفيح ساخن، وتشهد احتجاجات منذ وفاة شقيقين في حادث نهاية كانون الأول/ديسمبر 2017 عندما كانا يحاولان بشكل غير قانوني استخراج الفحم من منجم مهجور.
وللشهر الثالث على التوالي، يطالب الحراك الشعبي في جرادة بتدخل حكومي عاجل لإنقاذ مدينة الفحم وتوفير بديل اقتصادي يرقى إلى تطلعات السكان والتضحيات التي يقدمونها جراء استمرار سقوط ما وصفوه بـ"شهداء الرغيف الأسود"، خصوصا بعد مقتل شاب ثالث قبل أسبوع، بعد انهيار منجم عشوائي بحي حاسي بلال، وفقا لموقع "فبراير" المغربي.
وفي إطار اهتمام الحكومة بجميع الجهات، واستحضارا لمطالب إقليم جرادة التي مازالت تتردد، أوضح رئيس الحكومة أنه انطلقت دراسة لقطاع المعادن، إذ تبين أن هناك معادن أخرى في الإقليم غير مستغلة، من قبيل الرصاص والزنك والنحاس.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الحكومة أنه سيتم إفساح المجال لاستغلال واستثمار مختلف أصناف هذه المعادن التي تزخر بها منطقة جرادة، وذلك بطريقة ستعود بالنفع على الساكنة بالتشغيل والتنمية.
إلى ذلك، أكد العثماني أنه تمت تعبئة حوالي 2.5 مليون درهم لصالح الخلية القانونية المكلفة بالتنسيق مع صندوق التقاعد والتأمين من أجل تيسير ملفات الأمراض المهنية لمستخدمي شركة مفاحم المغرب.
أما فيما يتعلق بتنمية الإقليم، فقد شدد رئيس الحكومة أن المنطقة الصناعية بجرادة انطلقت أشغال تشييدها والتي ستوفر الإمكانية للشباب المقاول من أجل إقامة مشاريع صغرى ومتوسطة، بتشجيعهم وتوفير لهم العقار المناسب.
وتزامنا مع زيارة العثماني، تصادفت مسيرة الأكفان التي نظمتها نساء منطقة جرادة إلى جانب النشطاء، حيث خرجت نساء المدينة، مساء السبت، يلتحفن اللون الأبيض والرجال ببذلة العمال المنجمين.
وكانت لجنة الحراك قد نظمت مسيرة الثلاثاء 6 فبراير/شباط الجاري، إلى "ساحة الشهداء" مع حمل شارات صفراء، ثم مسيرة أخرى ويوم الأربعاء 7 فبراير بالشموع مع إطفاء الإنارة طيلة مدة المسيرة.