نواكشوط — سبوتنيك. وجاء في قرار مجلس الأمن رقم 2414، الذي تقدمت به الولايات المتحدة وحظي بتأييد 12 عضوا، وامتنع ثلاثة أعضاء عن التصويت، فيما لم يسجل أي رفض لمشروع القرار، أن المجلس "قرر تمديد مهمة المينورسو إلى غاية 31 تشرين الأول /أكتوبر 2018".
ونوّهت الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة بالجهود "الجدية" و"ذات المصداقية"، التي يبذلها المغرب للمضي قدما في عملية تسوية "نزاع الصحراء".
وشدد مجلس الأمن على "أهمية تجديد التزام الأطراف المعنية بالمضي قدما في العملية السياسية، استعدادا للجولة الخامسة من المفاوضات في إطار من الواقعية وروح التسوية".
ودعا القرار الأطراف إلى التحلي بالإرادة السياسية واستئناف المفاوضات للتوصل إلى "حل سياسي عادل، دائم، ومقبول من لدن الأطراف".
كما دعا مجلس الأمن "الأطراف والبلدان المجاورة إلى التعاون على أكمل وجه مع منظمة الأمم المتحدة وبعضها مع بعض، وتعزيز انخراطها من أجل المضي قدما نحو حل سياسي".
واعتبر أن "الحل السياسي لهذا النزاع الطويل الأمد، وتعزيز التعاون بين البلدان الأعضاء في اتحاد المغرب العربي، سيسهم في الاستقرار والأمن، مما سيؤدي أيضا إلى خلق مناصب الشغل والنمو والفرص للشعوب كافة في منطقة الساحل".
قلق مجلس الأمن
وأعرب مجلس الأمن الدولي عن "قلقه" بشأن وجود عناصر جبهة البوليساريو في منطقة الكركرات بالصحراء، وجاء في قراره، أن المجلس "يعرب عن قلقه لوجود جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة بالكركرات، ويدعو إلى انسحابها الفوري" من هذه المنطقة.
وكانت صحيفة الصباح "المغربية" قالت إن جبهة "البوليساريو" بدأت تفعيل خطة "المظلة الصامدة" عبر حفر أنفاق في المنطقة العازلة.
ونقلت الصحيفة عن "مصادر صحراوية" أن قيادة البوليساريو أطلقت تدريبات تحت أرضية داخل الأنفاق تحت الأحزمة الدفاعية المغربية، مجهزة بوسائل تهوية وإنارة ورصد ومراقبة، على الجانب الآخر من الجدار الأمني المغربي، تحسبا للعودة إلى حمل السلاح.
وزعمت المصادر أن الجزائر أمرت قيادة الجبهة بتحسين الشبكة وتوسيعها وتقويتها لتخزين منصات صواريخ وأسلحة وعتاد وتوزيع أكبر عدد ممكن من الألغام في المناطق العازلة، على اعتبار أن التخندق سيكون أولوية في الاستراتيجية الحربية للجبهة في السنوات المقبلة، بحسب الصحيفة المغربية.
مناورات وتدريبات
كما أضافت أن "مناورات وتدريبات تقام حاليا بمنطقة بئر الحلو داخل المنطقة العازلة، على استعمال الممرات تحت الأرضية في أفق اقتحام الجدار الأمني وتنفيذ عمليات ضد القوات المسلحة الملكية، لما توفره تلك الأنفاق من إمكانيات للتنقل تحت الأرض وتجنب القصف الذي قد يشنه الطيران المغربي".
وذكرت أن "ذلك يأتي استعدادا لتوطين ومنح الجنسية لـ10 آلاف مرتزق أفريقي من اللاجئين في منطقة بئر الحلو وتفاريتي لتغيير التركيبة السكانية" بحسب الصحيفة.
جدير بالذكر أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة باسم "البوليساريو"، هي حركة تحررية تأسست في 20 مايو/أيار 1973، وتسعى لتحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
صراع السيطرة
وخاض المغرب والجبهة حربا للسيطرة على الصحراء الغربية بين 1975 و1991، بعد انتهاء الاحتلال الإسباني لوجوده في المنطقة، وتوقفت المواجهات بموجب هدنة وتم نشر بعثة تابعة للأمم المتحدة للإشراف على تطبيقها.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي لاجئين من الإقليم.
وبينما تخوض الجبهة صراعا مسلحا من أجل ذلك، تجري مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لحل المشكلة ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية الذي قارب عمره ثلاثة عقود.
توتر مع الجزائر
ورغم أن النزاع في ملف الصحراء الغربية يوجد رسميا بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، لكن اسم الجزائر يحضر كذلك في هذا النزاع على المستوى الإعلامي، إذ يصر المغرب على أن الجزائر مسؤولة عن هذا النزاع.
ويعود هذا الحضور بالأساس إلى احتضان الجزائر لمخيّمات تندوف، مقر البوليساريو ودعمها المتواصل للجبهة، رغم تأكيد الجزائر على الصعيد الرسمي أنها ليست طرفا في النزاع.
وكان المغرب بعث رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بشأن التحركات التي تقوم بها جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة، احتوت على صور ملتقطة من قبل الأقمار الصناعية في 8 أغسطس/ آب الماضي أظهرت قيام البوليساريو ببناء أساسات في هذه المنطقة، وصورا أخرى في 26 مارس/ آذار تؤكد استمرارها في بناء وتوسيع هذه الأساسات، وبناء ثكنات في هذه المنطقة.
وتعود آخر جولة من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى العام 2008، ووعد مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية، الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، مجلس الأمن بإجراء جولة جديدة من المفاوضات عام 2018 دون تحديد تاريخ.