هيمنت الأزمة بين الدوحة من جهة، والرياض والمنامة وأبوظبي والقاهرة، من جهة أخرى، والتي اندلعت في 5 حزيران/ يونيو 2017، على تصريحات المسؤولين القطريين في كل زياراتهم الخارجية؛ ولم يترك هؤلاء أية مناسبة إلا وذكّروا العالم، من خلالها، بـ "الحصار" الخليجي — المصري المفروض على بلادهم، الذي تسبب في "انتهاكات جسيمة" بحق المواطنين القطريين، وتشتت العائلات القطرية وانفصالها عن أقاربها القاطنين في دول الخليج المقاطعة لها.
وعقب اندلاع الأزمة، و"خوفا" من تدخل عسكري، اشترت الدوحة أسلحة بما لا يقل عن 18 مليار دولار، كانت غالبيتها من الولايات المتحدة؛ فيما نشرت تركيا آلاف الجنود في القاعدة العسكرية بقطر، تنفيذا لاتفاقية عسكرية موقعة في نيسان/ أبريل 2016.
كان أهم ما اتخذته السلطات القطرية تجاه حقوق الإنسان، هو موافقة الحكومة، في 3 آب/ أغسطس من العام الجاري، على مشروع قانون يسمح بالإقامة الدائمة لأبناء القطريات المتزوجات من غير القطريين، وكذلك المغتربين الأجانب، الذين "يقدمون خدمات جليلة لقطر".
ويسمح القانون للأشخاص من أمهات قطريات بالحصول على إقامة في قطر، حتى لو لم يكن لديهم جوازات سفر سارية المفعول من بلد آخر.
ومع ذلك، فإن مشروع القانون لا يمنح المرأة نفس الحقوق التي يتمتع بها الرجال القطريون لمنح الجنسية لأبنائهم.
وفي 26 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن الاتحاد الدولي لنقابات العمال عن موافقة قطر على إجراء إصلاحات واسعة النطاق لنظام الكفالة الحالي، ووضع حد أدنى للأجور دون تمييز؛ ما اعتبر بأنها تدابير غير مسبوقة في دول الخليج، التي يشكل فيها المهاجرون غالبية القوى العاملة.
مونديال قطر 2022
وعلى الصعيد الاقتصادي، واصلت قطر بناء المنشآت العملاقة، وخاصة تلك المرتبطة بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم "مونديال قطر 2022"؛ وأزاحت السلطات الستار، في 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، عن تصميم "ستاد لوسيل" في العاصمة القطرية الدوحة، والذي يعد الملعب الرئيسي في كأس العالم 2022، حيث من المقرر أن يستضيف افتتاح ونهائي المونديال المقبل.
وتم الكشف عن تصميم الاستاد، بعد يوم واحد من تأكيد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، على جاهزية قطر لاستضافة مونديال 2022.
ومن المنتظر أن يتسع "ستاد لوسيل" لثمانين ألف متفرج، ليصبح أكبر ملاعب كأس العالم 2022؛ ويعد الملعب الثامن الذي تم الكشف عن تصميمه وتفاصيله ضمن ملاعب المونديال.
الانسحاب من "أوبك"
وعلى الرغم من إعلان وزير الطاقة القطري سعد بن شريده الكعبي، أن القرار "يعكس رغبة دولة قطر في تركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي"، إلا أن الكثيرين اعتبروا أن القرار قد يكون حمل "طابع سياسي، نظرا لهيمنة السعودية على المنظمة".
وعلق رئيس وزراء دولة قطر السابق، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، على انسحاب بلاده من "أوبك"، عبر حسابه في "تويتر"، قائلا، إن "هذه المنظمة أصبحت عديمة الفائدة ولا تضيف لنا شيء، فهي تُستخدم فقط لأغراض تضر بمصلحتنا الوطنية".
وعلى الرغم من إنتاجها القليل من النفط، تعتبر قطر ثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي بالعالم؛ وتبلغ احتياطيات الغاز فيها نحو 15 بالمئة من احتياطي الغاز الطبيعي في المكتشف في العالم، ما يجعلها تحتل الثالثة عالميا من حيث الاحتياطي المؤكد من الغاز الطبيعي بعد روسيا وإيران.