وفيما اعتبر البعض الأمر نجاحا للدبلوماسية اللبنانية شكك آخرون في نوايا إسرائيل وأمريكا بشأن الاتفاق مؤكدين أنه يأتي في إطار التسويق لصفقة القرن.
وأعرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، عن تفاؤله بتطورات إيجابية في ملف ترسيم الحدود البحرية، معتبرا أن وحدة الموقف السياسي اللبناني في هذا الموضوع، كان لها الدور الأساسي في تحقيق التطورات الإيجابية الراهنة مبديا التفاؤل بانتصار الموقف اللبناني الرسمي والسياسي والشعبي.
وفي هذه الحلقة من برنامج "في العمق" سنتناول هذا الموضوع بالتحليل.
حول هذا الموضوع من بيروت قال د. وفيق إبراهيم، المحلل السياسي اللبناني:
إن هناك خلاف حول ترسيم الحدود والآبار البترولية والغاز بين لبنان وإسرائيل في البحر المتوسط، وتشكل ما يقرب من 160 كيلو متر مربع، وهذا أدى لاتفاق بوساطة أمريكية وبرعاية الأمم المتحدة التي تجنح بوجهة نظرها مع الجانب اللبناني في هذا الموضوع وبموافقة ضمنية من إسرائيل التي اشترطت تأجيل مسألة الخلافات الحدودية في منطقة الغجر ومزارع شبعا لوقت لاحق ، بينما تنقب في نفس الوقت عن آبار الغاز ما جعل "حزب الله" يهددها.
وأكد المحلل السياسي أن الاتفاق سيكون جديا إذا قبل لبنان بإلغاء المقاومة و"حزب الله" وهذا مستحيل لذلك قد تتوقف المفاوضات.
من جانبها أوضحت د. ليلى نقولا، أستاذة العلاقات الدولية بالجامعة اللبنانية، أنه كان هناك تعنت إسرائيلي في البداية للسيطرة على المناطق الحدودية والبحرية لذلك أراد لبنان من خلال خرائط ووثائق أرسلها للأمم المتحدة اثبات أحقيته لأن إسرائيل كانت تريد ترسيم الحدود البحرية دون البرية، ولكن لبنان رفض، وعند انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000 كانت هناك نقاط تحفظ وتوتر مع إسرائيل على خلفية جزء متنازع عليه في الرقعة المعروفة برقم 9 ولكن عادت السيادة اللبنانية كاملة فيها.
وقالت نقولا: إنه بعد الضغوط اللبنانية يبدو أن أمريكا تراجعت عن انحيازها لإسرائيل وأصبحت الأمم المتحدة هي المعنية بالموضوع مشيرة الى أن المقاومة تمتلك أدوات القوة لفرض شروطها في النهاية وخاصة أنه برغم من الانقسامات كان الموقف موحد من جميع الفرقاء اللبنانيين بأهمية سيادة لبنان على حقها المشروع. وأكدت د. ليلى أن مزارع شبعا ستكون في مرحلة لاحقة من التفاوض وخاصة بعد اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل فسيكون من الصعب أن يحرك لبنان موضوع مزارع شبعا في هذا التوقيت.
إعداد وتقديم حساني البشير