في الوقت ذاته دعت الجاليات السودانية في فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى تظاهرات حاشدة دعما لثورة الشعب في السودان، وذلك في ميدان حقوق الإنسان في تروكاديرو.
وحول وضع نائب رئيس المجلس العسكري "حميدتي" قال المنان إنه اليوم في تشاد بعد زيارات لعدد من الدول للبحث عن شرعية بأي وسيلة، وهى محاولات فاشلة، لأن كل ممثلي المنظمات الدولية في العالم متواجدين في الخرطوم ويتابعون الأوضاع عن كثب.
عزل كامل
وأضاف المنان، الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية أعلنت صراحة رفضها التعاون والتعاون مع المجلس العسكري قبل تسليم السلطة للمدنيين، مشيرا إلى أنه بعد الأحد القادم سيكون هناك عزل كامل للمجلس، وسيكون هذا التاريخ مفصلي أيضا في كل مدن السودان بالداخل.
وأكد الناشط السياسي أن التظاهرات ستكون تحت رقابة دولية والأمم المتحدة حذرتهم من إرتكاب أي مجازر أو إراقة للدماء، ليس أمام المجلس العسكري الآن سوى الإذعان للثورة وإعلان المتورطين في مجزرة القيادة العامة ومحاكمتهم قبل الدخول في أي مفاوضات وتلك هى شروط الحرية والتغيير المعلنة.
أزمة عقول
أما الدكتور محمد مصطفى مدير المركز العربي الأفريقي بالسودان فقال في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الخميس، "ما يجري الآن في السودان نتيجة لأزمة عقول جعلت أبناء الوطن الذين حباهم الله بأرض واسعة وموارد متنوعة وغير محدودة يدمنون الفشل في إدارة الدولة وحمايتها وتوفير معاش الناس".
الشعب قال كلمته
وأشار إلى أن المجلس العسكري أقدم في غفلة وغياب تام للوعي على ارتكاب مجزرة بشعة وضعته في مواجهة مباشرة مع الشعب، وكان لديه فرصة لمعانقة الشعب مرة أخرى، وذلك إذا أكد تورط كتائب الظل الجهادية والأمن الطلابي ومليشيات أخرى تابعة للإسلاميين في المجزرة وقدمهما لمحاكمة علنية وحاسبها ولكنه لم يفعل.
تحدي حقيقي
واستطرد "الآن هنالك تحدي حقيقي ينتظر المجلس العسكري يوم 30 يونيو/ حزيران، فلا شك أن الشعب الذي واجه الرصاص بصدور عارية وتحدى كل أنواع القمع ونفذ مليونية ستة أبريل/ نيسان ومليونية اعتصام القيادة العامة وظل صامدا حتى في أيام رمضان العصيبة يستطيع إنجاح مظاهرات 30 يونيو/ حزيران.
وأوضح مصطفى أن السودان بعد هذا التأريخ سيدخل في حقبة جديدة، إما أن ينهار الوضع في تماما جراء أزمة العقول أو أن يسقط المجلس العسكري وتذهب السلطة إلى صاحب السيادة الشرعي وهو الشعب أو أن يحدث اختراق في جدار الأزمة قبل 30 يونيو/ حزيران.
وقال مصطفى "نحن كشعب لا نريد هزيمة الجيش السوداني أمام أية قوى عسكرية خارجية أو حتى محلية ونتمنى ألا يضع الجيش في حساباته هزيمة الشعب السوداني".
وضع مأزوم
وكان الدكتور كمال عمر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي السوداني قد قال في مقابلة مع "سبوتنيك"، أعتقد أن الواقع السياسي السوداني الآن مأزوم، لعدة أسباب، فالمجلس العسكري الحالي هو شكل من أشكال المؤتمر الوطني، وفي إطار الصراع الداخلي في مؤسسات المؤتمر الوطني، وأرى أن اللجنة الأمنية في المؤتمر الوطني إبان الثورة ادعت شكليا انحيازها للجماهير وقضايا الثورة.
وتابع عمر المجلس العسكري رافض لمبادرة الاتحاد الإفريقي، حيث خرج حميدتي "الرجل القوى في المجلس العسكري" ليقول إن الإتحاد الإفريقي ليس وسيطا في الأزمة السياسية، كذلك المبعوث الأمريكي مساعد وزير الخارجية وغيرهم، كل تلك الوساطات لا تعدو أن تكون استهلاك سياسي للمجلس الغير معترف بالوساطات من الأساس.
الثورة من جديد
وأوضح الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي، رغم إجهاض العسكري للثورة إلا أنني أرى أن عزيمة الجماهير اليوم أقوى، نظرا لأن الجماهير مازالت ترى أمام أعينها من فقدتهم من أجل الثورة، كما ترى الجماهير وبما لا يدع مجالا للشك أن المجلس العسكري قد سطى على الثورة، فليس لدى الشعب خيار سوى الثورة مرة أخرى.
وأكد عمر أن تظاهرات 30 يونيو/ حزيران ستكون انطلاقة جديدة للثورة، وفي المقابل يقدم المجلس العسكري كل خطابات التعبئة الجماهيرية وتنتشر قواته الآن في كل ركن بالسودان، المهمة صعبة في البداية ولكنها في النهاية ليست مستحيلة.
أبو الغيط والمبعوث الأمريكي
واستقبل أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ظهر اليوم الخميس 27 يونيو/ حزيران السفير دونالد بوث المبعوث الخاص الأمريكي إلى السودان والذي يقوم حالياً بزيارة للقاهرة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن أبو الغيط قام في هذا الصدد باطلاع المبعوث الأمريكي على نتائج الزيارة التي كان قد قام بها إلى الخرطوم يوم 16 يونيو والتي التقى خلالها رئيس المجلس العسكري الانتقالي وقيادات القوى والحركات السياسية والمدنية لتشجيع الأطراف السودانية على استئناف الحوار والعودة إلى مائدة التفاوض بما يكفل الاتفاق على الترتيبات التوافقية المطلوبة لإتمام عملية الانتقال السلمي للسلطة، والتي شدد أبو الغيط على أنها يجب أن تتم في سياق وطني خالص، وتحترم استقلال وسيادة السودان، وتلبي تطلعات كافة أطياف شعبه.
ويشهد السودان، مرحلة انتقالية منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير في الحادي عشر من أبريل/ نيسان الماضي، إثر حراك شعبي، وتولي مجلس عسكري انتقالي مقاليد الحكم لفترة انتقالية، برئاسة وزير الدفاع السابق عوض بن عوف، الذي لم يلق قبولا من مكونات الحراك الشعبي، ما اضطره بعد ساعات لمغادرة موقعه مع نائب رئيس المجلس، رئيس الأركان السابق كمال عبد الرؤوف الماحي، ليتولى قيادة المجلس المفتش العام للقوات المسلحة، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان.
ووصلت المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة إلى طريق مسدود في ظل خلافات عميقة بشأن تشكيل المجلس السيادي المنوط به تسيير المرحلة الانتقالية.