وبحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ"، يمكن أن يساعد هذا "النهج الحكيم" في تخفيف التوترات بين اثنين من الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في أفريقيا، حول أطول نهر في القارة، بينما يستعدان لاجتماع مثير للجدل الأسبوع المقبل.
قال روبرت بيسيلينج، المدير التنفيذي لشركة استشارات المخاطر السياسية "EXX Africa": "لا توجد حاجة ملحة حاليًا لمصر للرد بطريقة أكثر عدوانية"؛ وتابع:
سوف يكون السد مملوءًا بالكامل، خلال خمس سنوات على الأقل، وربما في فترة أطول، ولن تظهر الحاجة الملحة لمصر إلا في غضون عامين تقريبًا عندما تتعطل تدفقات المياه.
وحذرت حكومتا مصر والسودان -دولتا المصب اللتين تعتمدان على النهر في تلبية معظم احتياجاتهما من المياه- من أي إجراء من جانب واحد لملء الخزان المخطط له والبالغة سعته 74 مليار متر مكعب.
تريد الدولتان اتفاقا حول ما سيحدث خلال فترات الجفاف، لكن المفاوضات المتكررة انتهت دون اتفاق. ومن المتوقع أن يعقد الاتحاد الأفريقي، الذي يشرف على المناقشات الأخيرة، اجتماعا الأسبوع المقبل.
في حين أن قضية السد المقام على النيل الأزرق -أكبر رافد رئيسي للنهر- قد أثارت في الماضي شبح الصراع المسلح، يقول المحللون إن هذه نتيجة غير مرجحة الآن، خاصة بالنظر إلى الإدانة الدولية الحتمية.
خيار غير واقعي
قال ريكاردو فابياني، مدير المشروعات بشمال أفريقيا لدى "مجموعة الأزمات الدولية": "الضربة العسكرية خيار غير واقعي. إنها ستترك القاهرة معزولة عالميا وتزيل أي اتفاق مستقبلي بينما ستستأنف إثيوبيا إعادة البناء على الفور".
وأضاف فابياني أن الأمر الأكثر احتمالا هو "حملة دبلوماسية لممارسة أقصى ضغط على إثيوبيا، ربما من خلال مواصلة مناشداتها لمجلس الأمن الدولي والسعي إلى قرار أو طلب تدخل من القوى العالمية مع التأثير على أديس أبابا".
تؤكد إثيوبيا، التي تخطط لإنشاء محطة طاقة بقدرة 6 آلاف ميغاواط ضمن مشروع السد، حقها في استخدام النيل، لكنها التزمت بمزيد من المفاوضات.
وقال كريسبين هاوز، مؤسس شركة "إدريسي أدفايزرز"، ومقرها لندن، إن الحكومة الإثيوبية تريد "إعادة المحادثات إلى الوراء" وسط شعور بأن مصر كانت تعتمد على الولايات المتحدة للحصول على ما تريد.
وقال حسين هريدي، نائب وزير الخارجية المصري سابقًا، إنه لا يزال يأمل في أن يتمكن الاتحاد الأفريقي الذي تقوده جنوب أفريقيا حاليًا، من إحراز تقدم في مجالات الخلاف المتبقية.
وأردف: "لا أعتقد أن مصر تدرس أي خيارات عسكرية على الإطلاق. هناك حقيقة نحتاج إلى التركيز عليها - المفاوضات هي الخيار الوحيد".