وكانت وسائل إعلام أمريكية، قد ذكرت أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طلب خيارات لمهاجمة الموقع النووي الإيراني الرئيسي الأسبوع الماضي.
وتأتي التهديدات بعدما نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر أن إدارة ترامب تستعد مع إسرائيل ودول خليجية إلى فرض طوفان من العقوبات الجديدة على طهران قبل تنصيب جو بايدن في يناير.
تهديدات أمريكية
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن مسؤول قوله، إن "ترامب طلب خلال اجتماع يوم الخميس 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري مع كبار مساعديه للأمن القومي، بمن فيهم نائب الرئيس مايك بنس والقائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر ميلر والجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة خيارات لمهاجمة إيران".
وأكد المسؤول، أن "المستشارين أقنعوا ترامب بعدم المضي قدما في تنفيذ الضربة، بسبب خطر نشوب صراع أوسع"، مضيفا أن "ترامب طلب خيارات.. أعطوه سيناريوهات.. وقرر في نهاية المطاف عدم المضي قدما".
وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في تصريحات لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية اليومية، إن "الولايات المتحدة مازال لديها مزيد من العمل في الأسابيع المقبلة لتقليل قدرة إيران على (تعذيب الشرق الأوسط)"، مضيفا ، "لقد حرصنا على أن يكون لدى إيران أقل قدر ممكن من الدولارات والموارد لبناء برنامجهم النووي". وتابع وزير الخارجية الأمريكي، "سنواصل الضغط خلال الأسابيع المقبلة.. ما زال هناك عمل للحد من قدرتهم على تعذيب الشرق".
وذكرت موقع "أكسيوس" أن المبعوث الأمريكي الخاص بإيران إليوت أبرامز، التقى في إسرائيل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات لبحث خطة العقوبات. وأبلغت مصادر إسرائيلية الموقع بأن ما ووصف بمثل هذا "الطوفان" من العقوبات سيزيد الضغط على إيران، ويمنع بايدن من العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.
حرب واسعة
محمد حسن البحراني، المحلل السياسي المتخصص بالشأن الإيراني، قال إن "إيران تسمع منذ غزو العراق هذه النغمة الأمريكية المستبعدة كليًا، سواء من إدارة ترامب أو أي إدارة أخرى، خاصة أن مستشاري ترامب أكدوا أن ضربة كهذه ستؤدي إلى اندلاع حرب واسعة يصعب السيطرة عليها".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "بمنطق الاحتمالات في حال أقدمت الإدارة الأمريكية على أي عمل عسكري ضد طهران، سيكون الرد جاهزَا، حيث هناك الكثير من المصالح والقواعد العسكرية والقطع البحرية الأمريكية في المنطقة، وكذلك هناك مضيق هرمز الذي يمكن إغلاقه".
وفيما يخص الحديث عن إمكانية فرض عقوبات جديدة على طهران، قال: "لا أعتقد أن يكون هناك طوفان من العقوبات التي ستفرضها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض، كما يحاول البعض الترويج، حيث أن هذه العقوبات فرضت بالفعل طوال العاميين الماضيين، ولم يتبق أي قطاع سواء عام أو خاص ولم تطله العقوبات الأمريكية، خاصة المصارف ومؤسسات النفط والغاز وشركات الطيران، وكل ما له علاقة بتصنيع الأسلحة الإيرانية".
وتابع: "ما تروج له الإدارة الأمريكية عن نيتها بفرض عقوبات جديدة، ربما لا تتعدى البروبوغاندا الإعلامية، وفي كل الأحوال هذه العقوبات التي فرضت فشلت في تحقيق أهدافها، وهي إجبار طهران على التفاوض وقبول شروط أمريكا، خاصة المتعلقة ببرنامجها النووي، والصواريخ البالستية، ودورها الإقليمي".
وأكد أن "إيران صمدت أمام كل تلك العقوبات، ولن تتفاوض مع إدارة الرئيس الأمريكي، خاصة بعد خسارته في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، أمام بايدن، وطهران تراقب الأوضاع الداخلية والتغييرات الجديدة التي قد تطرأ على السياسية الأمريكية، ومدى التزام الرئيس الجديد بوعوده خلال حملته الانتخابية".
واستطرد: "إيران تنتظر منذ سنوات طويلة، وستنتظر أسابيع قليلة قادمة لذهاب إدارة الرئيس الأمريكي دونما رجعة، ومستقبل السياسة الإيرانية تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة سيحدده سلوك بايدن".
تهديدات إعلامية
من جانبه قال المحلل السياسي الإيراني، محمد غروي، إن "هناك وجهتي نظر إيرانية في هذا الخصوص الأولى ترى أن ترامب الذي لم يرد على إسقاط الطائرة أو استهداف قاعدة عين الأسد لا يريد المزيد من القتلى الأمريكيين في المنطقة، بينما تقول وجهة النظر الثانية أن ترامب يحتاج لهذا التحرك من أجل إحراج الإدارة الجديدة ومنعها من العودة للاتفاق، وكذلك للاستجابة للضغوط الإسرائيلية والعربية في هذا الإطار".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "إيران أبلغت أطرافًا برسالة لأمريكا، أنها لا تهتم بالرئيس الجديد، ولكنها سترد على أي عمل عسكري، وسيكون الرد مزلزلا في المنطقة، لن يتوقف عند معركة صغيرة، فربما قد يؤدي إلى حرب مفتوحة".
وبشأن التهديد بفرض عقوبات جديدة، تابع: "مرحلة العقوبات الأمريكية على إيران أثبتت فشلها طوال السنوات الماضية، ولا سيما خلال العامين الماضيين، والتي وضع فيها ترامب أقصى العقوبات التي يمكن أن توضع على أي دولة في العالم".
وأكد أن "المسؤولين الأمريكيين أنفسهم قالوا إن هذه العقوبات وصلت إلى حدها الأقصى، ولا يمكن وضع المزيد منها، ومهما كانت المرحلة القادمة، خلال الشهرين القادمين لولاية ترامب، ومهام كانت العقوبات التي ستفرض لن تؤثر على المسار السياسي إلا سلبًا".
وتابع: "طوفان العقوبات التي يتحدث عنه الأمريكيون يتعقد الوضع للإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة وأن إيران استطاعت الصمود على العقوبات التي سبقت، وأثبتت للعالم أن العقوبات لم تعد مؤثرة كتلك التي تريدها أمريكا، فلن تتمكن من إخضاع الإيرانيين، أو دفعهم لتقديم أي تنازلات، أو الجلوس على طاولة التفاوض، ترامب على وشك الرحيل ولم يتلق أي اتصال من إيران".
وأشار إلى أن "العقوبات الجديدة لن تجعل إيران الذهال لمفاوضات مع الإدارة المنتهية صلاحيته، لذلك هذه العقوبات ستضر الإدارة الأمريكية أكثر مما ستنفعها في المرحلة المقبلة".
واستطرد: "إيران من خلال ثباتها وصمودها أمام العقوبات الأمريكية الصارمة، لن تقدم أي جديد حتى تتضح الصورة كاملة للإدارة الأمريكية، وهي ستصمد حتى تتجلي الصورة كاملة".
وتأزمت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران في عهد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، بعدما انسحب الأخير من الاتفاق النووي الإيراني في 2018 وأعاد فرض عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية متبعا سياسة الضغط الأقصى من أجل قبول اتفاق أكثر إلزاما لها، كما أصدر أوامر باغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، والذي تم بالفعل في يناير من العام الجاري.