وأكدت الخارجية الإيرانية، أن "أحضان" طهران مفتوحة للسعودية والإمارات في حال حققتا شرطا واحدا يتعلق بالمسار الذي تتبعه كل من الدولتين.
وأتت تصريحات المتحدث باسم الخارجية خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي نقلته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، أمس الاثنين حول "تغيير نهج السعودية والإمارات تجاه إيران".
إرساء السلام
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة: "لقد قلنا على الدوام بصورة واضحة ومحددة بأنه متى ما أصلحت هاتان الدولتان (الإمارات والسعودية) طريقهما الخاطئ واهتمتا بحقائق العلاقات والمنطقة فإن أحضاننا مفتوحة لهما"، على حد تعبيره.
وقال خطيب زادة، تعليقا على آخر المستجدات التي تشهدها منطقة الخليج، "بطبيعة الحال هنالك تطورات حاصلة في منطقة الخليج، وفور ما أعلنت الكويت حصول تطورات لحل وتسوية القضايا في هذه المنطقة رحبنا بهذا الأمر".
وأشار المتحدث إلى أن بلاده تنظر إلى هذه التطورات بنظرة متفائلة، مؤكدا: "نأمل بأن ينتهي هذا المسار الذي انطلق إلى نتيجة جيدة".
وعبر المتحدث عن أمله من أن تتمكن "دول المنطقة ومنها الإمارات والسعودية عبر تفهم صحيح لحقائق وأوضاع المنطقة من التحرك في طريق نصل فيه إلى آلية إقليمية في سياق إرساء السلام والاستقرار في المنطقة".
آمال موجودة
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "كل طرف من الأطراف يريد تقوية موقفه، قبل الشروع في أي مفاوضات".
وبشأن إمكانية الجلوس على طاولة التفاوض بين إيران ودول الخليج، قال: "بعد رحيل ترامب من الممكن أن يكون هناك أمل في عقد جلسات للمباحثات والتفاوض، وأمل في حل الخلافات القائمة".
هدف إيراني
من جانبه، قال المحلل السياسي السعودي يحيى التليدي: "زادت إيران بشكل لافت من دعواتها للحوار مع السعودية، وذلك في محاولة للاستثمار في المزاج التصالحي بين دول الخليج، ويبدو اهتمام طهران بالتحاور مع دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات على طريقتها ووفق تصورها نابعا من حاجتها إلى التهدئة في مرحلة حساسة بفعل ما يجري خلالها من تغييرات متسارعة على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك" أن "ذلك الاهتمام ينعكس في تعدد الأصوات المروجة للتهدئة والداعية للحوار، بالاعتماد على مسؤولين حاليين وسابقين ليصبح الأمر أشبه بحملة إيرانية منسقة هدفها التأثير في موقف دول الجوار في الضفة الأخرى من الخليج الممانع لأي حوار أو مصالحة مع إيران دون إقدام الأخيرة على تغييرات جذرية في سياساتها الإقليمية".
واستطرد: "الأمر لا يتعلق برفض أو قبول الحوار والتفاوض مع النظام الإيراني من حيث المبدأ، ولكن حسن النية يجب أن يتوافر من جانب النظام الإيراني، لأنه هو الذي فجر أزمات المنطقة، وهو الذي بادر بالعدوان والتوسع وممارسة الإرهاب في المنطقة وتأجيج الصراع الطائفي ونشر المليشيات داخل دول المنطقة".
وأكد أن "السعودية والإمارات لا يمكنهما التعايش مع برنامج نووي إيراني مشكوك في سلميته حيث يقول الخبراء إنه قابل للتحول بسرعة إلى برنامج للتسلح النووي، كما لا يمكنهما القبول بالبرنامج الصاروخي لإيران الذي تمد به أذرعها في المنطقة".
كان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قال مؤخرا، إن "التوصل لاتفاق للمصالحة بين قطر ودول المقاطعة الأربع يمثل نجاحا للدوحة ضد الابتزاز والضغوط". وقال ظريف، بتغريدة على "تويتر": "أهنئ قطر على نجاحها في مقاومتها الشجاعة ضد الابتزاز والضغوط"، مضيفا "إلى بقية الجيران العرب: إيران ليست عدوا أو تهديدا".
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، يوم الثلاثاء الماضي، إن الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) وافقت على استعادة العلاقات مع قطر بما في ذلك الرحلات الجوية، مؤكدا أن "بيان العلا، أكد على ما يربط بين دولنا من علاقات راسخة ويدعوها لإعلاء مصالحها العليا".