في حين أن الكثير من الأدلة العلمية قد تكون متناقضة، هناك شيء واحد مؤكد: "يمكن توقع بعض الآثار الجانبية إذا تخلى المرء عن اللحوم الحمراء"، بحسب الموقع المعني بالصحة والتغذية "إيت زيس".
في عام 2015، صنفت منظمة الصحة العالمية اللحوم الحمراء على أنها مادة مسرطنة محتملة، مما يعني أنها قد تسبب السرطان، وأظهرت الدراسات أن اللحوم الحمراء قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي والسكري والفشل الكلوي ومشاكل صحية أخرى.
علاوة على ذلك، اكتشفت دراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2012 في أرشيف الطب الباطني أن تناول المزيد من اللحوم الحمراء يمكن أن يقصر الحياة بالفعل.
يميل المشاركون الذين تناولوا اللحوم الحمراء أكثر إلى زيادة الوزن، وممارسة الرياضة بشكل أقل، والتدخين وشرب كحوليات أكثر، والوفاة في سن أصغر (على وجه التحديد، في كثير من الأحيان بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان).
حتى عندما عوض الباحثون عن بعض عوامل نمط الحياة غير الصحية التي قد تكون لعبت دورا، كان اللحم لا يزال مرتبطا بالوفاة المبكرة. ومع ذلك، أشار باحثون آخرون إلى ضعف الأدلة على ارتباط اللحوم الحمراء بالمخاطر الصحية.
وتقول مستشارة التغذية لورين مينشين: "من الواضح أنه موضوع معقد. تأثير الإقلاع عن تناول اللحوم الحمراء على صحتك سيعتمد على نوع وكمية الطعام التي تتناولها".
وتشرح قائلة: "إذا كنت تتخلى عن أشكال اللحوم الحمراء التي تحتوي على دهون أعلى في شكل برغر دهني وشرائح اللحم الدهنية، فمن المحتمل أن تحصل على بعض الفوائد الصحية من تقليل الدهون المشبعة والسعرات الحرارية".
وتابعت: "إذا كنت تستهلك عادةً اللحوم الحمراء الخالية من الدهون أو التي تتغذى على الأعشاب وفي أجزاء مناسبة في وقت الوجبة، فمن المحتمل أن تفوق العيوب التي قد تواجهها الفوائد".
مع أخذ ذلك في الاعتبار، فهناك بعض الآثار الجانبية التي يمكن توقعها - سواء كانت جيدة أو سيئة، وهي كما يلي وفقا للتقرير.
1- خسارة بعض الوزن
اللحوم الحمراء كثيفة السعرات الحرارية. وجدت دراسة أجريت عامي 2006 و2011 أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من اللحوم الحمراء كانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن أو السمنة من أولئك الذين تناولوها بشكل أقل أو لا يتناولونها على الإطلاق.
ومع ذلك، سواء كنت تفقد الوزن أم لا بعد التخلي عن اللحوم الحمراء يمكن أن يعتمد ذلك بشكل كبير على الأطعمة التي تستبدلها بها.
2- تحسن صحة القلب
وفقًا لدراسة أجريت عام 2014، وُجد أن اللحوم الحمراء تحتوي على الكارنيتين، وهي لبنة بناء البروتين التي تؤدي إلى إطلاق تريميثيل أمين أكسيد النيتروجين، الذي يمكن أن يسرع من زيادة سماكة وتصلب جدران الشرايين، مما يسبب مشاكل في القلب.
وكشفت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة القلب الأوروبية أن الأشخاص الذين تناولوا اللحوم الحمراء كان لديهم ثلاثة أضعاف هذه المادة في دمائهم ممن يتناولون اللحوم البيضاء فقط أو مصادر البروتين غير اللحوم.
3- انخفاض مستويات الالتهاب
وجدت دراسة نشرت عام 2014 في مجلة "نيوترشن ريسيرش" أن النباتيين يعانون من التهاب أقل في أجسامهم من أولئك الذين يتناولون اللحوم.
إن حدوث الالتهاب مرتبط بالعديد من الأمراض المزمنة، وهذا بالفعل ميزة كبيرة لإلغاء اللحوم الحمراء من النظام الغذائي. لكن وفقا لمينشين، يمكن أن يكون لذلك تأثير إيجابي على الجهاز الهضمي أيضا.
وتقول إن التخلص من الدهون الثقيلة من اللحوم الحمراء وحدها قد يحسن الهضم عن طريق تقليل الالتهاب والإلحاح، وقد يساعد في ترك مجال لمزيد من الأطعمة الليفية لتعزيز التخلص الصحي.
4- نقص البروتين
تقول مينشين: "اعتمادا على كمية اللحوم التي كنت تستهلكها، فإن الاستغناء عنها دون استبدالها بمصدر بروتين كامل آخر قد يؤدي إلى عدم كفاية البروتين. يجب تتبع كمية البروتين المتناولة يوميا".
يمكن أن يسبب نقص البروتين عددا كبيرا من الآثار الجانبية المقلقة مثل ضعف الجهاز المناعي، وفقدان كتلة العضلات، والوذمة، وصعوبة في تنظيم الشهية، وجفاف الجلد، وضعف الشعر والأظافر.
لذلك، من المهم استبدال اللحوم الحمراء بأطعمة أخرى غنية بالبروتين، مثل الدواجن والأسماك والفول والبقوليات والتوفو والبيض والزبادي والمكسرات والبذور.
5- ضعف الجهاز المناعي
اللحوم الحمراء مليئة بالفيتامينات والمعادن المهمة - والتي تلعب جميعها دورا رئيسيا في قدرة الجسم على محاربة الالتهابات الضارة. على سبيل المثال، تلاحظ مينشن أن اللحوم الحمراء توفر شكلا من أشكال الحديد يتم امتصاصه بشكل أفضل من المصادر النباتية، مما يساعد على درء فقر الدم.
وتقول الخبيرة: "عندما يكون تناول المرء للبروتين والزنك والسيلينيوم وفيتامين (ب) والحديد غير كاف لفترة طويلة من الزمن، فإن الجهاز المناعي يعاني". لذا من الضروري على وجه الخصوص مراقبة الزنك والسيلينيوم، اللذين يعملان معا لدعم المناعة.
من الممكن تعويض هذا النقص في العناصر الغذائية عن طريق تناول مكمل غذائي، أو بدمج أطعمة أخرى غنية بالفيتامينات والمعادن، مثل الفاصوليا والعدس والسلمون والمكسرات والبذور والمحار والتوفو والحبوب الكاملة.