وأوضح خبير المياه البارز أحمد نجاش، أن المادة الخامسة من إعلان المبادئ "تنص بوضوح على أن الدول ستوافق على مبادئ توجيهية وتطورها"، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإثيوبية "إينا".
وأشار إلى أن الإعلان "لم يذكر أي شيء بشأن اتفاقية ملزمة"، مضيفا أنه لا يوجد بالتالي أساس لمصر والسودان لطلب اتفاقية ملزمة.
وأردف بالقول: "في الواقع، عندما ننظر إلى نوع الوثيقة التي يريدون توقيعها على أنها اتفاقية ملزمة، فإنهم يتحدثون عن الحد الأدنى لإفراج كمية المياه التي يمكن إطلاقها سنويا في كل من مراحل التعبئة والتشغيل السنوي".
وتابع أن "هذه نسخة معدلة من اتفاقية 1959 التي منحت مصر 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب للسودان سنويا"، ومضيفا أن الاتفاقيات الثنائية تجاهلت تماما احتياجات الدول المشاطئة الأخرى، بما في ذلك إثيوبيا التي تساهم بنسبة 86% من مياه النيل.
وأضاف: "علاوة على ذلك، لم تكن إثيوبيا جزءا من اتفاقيتي 1929 و1959، ولم تعترف مطلقا بهذه الاتفاقيات ولم تعترف مطلقا بأي حق مائي أو أي نصيب لمصر أو السودان".
ويرى نجاش أن إحدى استراتيجيات السودان ومصر خلال مفاوضات الملء والتشغيل السنوي لسد النهضة، هي الحصول على شكل من الضمان أو الالتزام من إثيوبيا، عبر الاعتراف بكل أو جزء من حصة المياه التي يطالبون بها".
وأضح بالقول إنه إذ تم توقيع اتفاقية ملزمة، سيعني ذلك أن إثيوبيا تعترف بجزء من المياه التي سيتم إطلاقها على أنها استخدامات المياه الخاصة بها، مما يدل بشكل غير مباشر على أن إثيوبيا سوف تعترف بجزء أو كل مطالبة من النيل".
واعتبر أن مثل هذا الاتفاق صعب للغاية ولهذا السبب ترفض إثيوبيا التوقيع على أي اتفاق ملزم، مضيفا أن "إثيوبيا ستدخل اتفاقية تقاسم المياه هذه من خلال اتفاقية الإطار التعاوني لحوض النيل التي تم توقيعها في عام 2010 والتي نفتها مصر والسودان أو رفضتا التوقيع عليها".
في مايو 2010، وقعت خمس دول منبع على اتفاقية إطار تعاونية للحصول على المزيد من المياه من نهر النيل - وهي خطوة عارضتها بشدة مصر والسودان، بحسب الوكالة الإثيوبية.
في وقت سابق، دافع وزير الخارجية المصري، سامح شكري عن إعلان المبادئ الذي وقعه في الخرطوم، في مارس 2015، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، وقتها، هايلي مريام ديسالين، وعمر البشير، رئيس السودان، وقتها.
وقال وزير الخارجية المصري، إن اتفاق إعلان المبادئ "حافظ علي حقوق مصر المائية"، موضحا بأنه "بدون اتفاق إعلان المبادئ لا يوجد أي التزام على إثيوبيا ليقاس مدى التزامها أو مخالفتها".
ويرجع تاريخ أزمة سد النهضة إلى عام 2011، عندما بدأت إثيوبيا في بناء السد على النيل الأزرق، وقالت إن الهدف من إنشائه هو توليد الطاقة الكهربائية.
ومنذ ذلك الحين تدور مفاوضات بين مصر والسودان، دولتي المصب على نهر النيل، وإثيوبيا، التي تقوم بإنشاء السد، وذلك وسط مخاوف مصرية من تأثير السد على حصتها المائية من مياه النيل، بينما يخشى السودان من تأثير السد على السدود السودانية الواقعة على النيل الأزرق.