وقال مراقبون إن هناك الكثير من العقبات التي تقف حائلًا أمام إنجاز ملف المصالحة، رغم التقدم الكبير الذي أحرزته الفصائل الفلسطينية في الاجتماعات الأخيرة، والتي اتفقت على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وذلك قبل تأجيلها بسبب رفض إسرائيل أن تشمل القدس.
مصالحة فلسطينية مطلوبة
وبعد نجاح مصر في وقف الحرب الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، والبدء في إعادة الإعمار، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تمسك بلاده بإنجاز المصالحة الفلسطينية في أقرب وقت.
وشدد السيسي على أن مصر "تدعم الشعب الفلسطيني وقادته"، مؤكدا على ضرورة توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير.
وكان مصدر فلسطيني، قد أفاد أن القيادة المصرية أبلغت الفصائل الفلسطينية بتأجيل الحوارات لأجل غير مسمى. وقال مصدر خاص من القاهرة، لوكالة "سبوتنيك" إن "السبب المعلن من الجانب المصري لتأجيل الحوارات هو انشغالات القيادة المصرية، ولكن في الحقيقة هناك خلافات عميقة بين الأطراف المتحاورة".
عقبة رئيسية
اعتبرت الدكتورة حكمت المصري، الباحثة الفلسطينية، أن هناك الكثير من العراقيل تقف حائلا أمام تطبيق المصالحة الفلسطينية التي طال انتظارها طويلا، بعد 16 عاما من الانقسام، حتى باتت حلم كل فلسطيني، في ظل ما تتعرض له القضية من تطورات خطيرة، نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، والتهرب من تطبيق القوانين الدولية التي تتعلق بالاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد القدس والحصار والتمييز العنصري في الأراضي المحتلة.
وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، رصدت المصري أن أبرز هذه العراقيل التي تقف أمام تنفيذ المصالحة،عدم الاتفاق ما بين الفصائل الفلسطينية الكبري مثل حركة فتح، التى تعترف باتفاقية أوسلو كمرجع فلسطيني لحل القضايا الفلسطينية، وبين حركات المقاومة الفلسطينية كحركة حماس والجهاد الإسلامي، التي تؤمن بأن المقاومة هى الطريق الوحيد لتحرير فلسطين.
وترى المصري أن لهذا السبب لن تحدث المصالحة دون الوصول إلى اتفاق يضع حلولا للخلافات المرتبطة بالملفات الجذرية بشكل شامل وكامل للثوابث الفلسطينية واللاجئين وملف القدس وإعادة الإعمار وتطبيق اتفاقية تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، ورفع الحصار عن قطاع غزة ووضع منظمة التحرير الفلسطينية، التى لابد أن تضم كافة الفصائل الفلسطينية تحت مظلتها، إضافة إلى وضع آلية لملف الانتخابات والضغط على المجتمع الدولى من أجل تطبيقها في القدس.
توجهات خارجية
في المقابل، يرى المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن تعنت قيادة حماس وإصرارها على خلط الأوراق بين العدوان الأخير على غزة، كان السبب الرئيسي لتأجيل الدولة المصرية لاجتماعات الفصائل الفلسطينية في القاهرة، من أجل ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وإنهاء "الانقلاب" في غزة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، أكد الأيوبي أنه تفاجئ وفد حماس في القاهرة الفصائل الفلسطينية بزمرة من الطلبات والمواقف التي من شأنها تعقيد فكرة الوصول إلى حلول لكل القضايا، التي تخضع للحوار بين حركتي فتح وحماس تحديدا نحو بناء نظام سياسي فلسطيني مشترك ويعبر عن الكل الفلسطيني.
ويرى الأيوبي، أن حماس وقيادتها لا تزال غير ناضجة لفكرة الوحدة الوطنية وهي ما زالت مصرة على أعمال أحادية من شأنها تقويض مساعي المصالحة الوطنية والتي كان آخرها تعيين أحد قياداتها وهو عصام الدعالين رئيسا للجنة الإدارية الحمساوية لإدارة القطاع بعيدا عن الشرعية الفلسطينية.
ويعتقد الأيوبي أن ارتباط حماس بأجندات إقليمية خارجية هو سبب عدم اتخاذها لخطوات إيجابية نحو وحدة البيت الداخلي الفلسطيني لأنها تخضع لتوجهات خارجية، وبذلك تكون كل أهدافها لا علاقة لها بفلسطين.
وأشاد عضو حركة فتح بالدور المصري في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته، مؤكدا على أن ما تقوم به مصر تجاه فلسطين سواء على الصعيد السياسي والدبلوماسي أو على صعيد إعادة إعمار غزة بعد الدمار الشامل سيسطر في صفحات التاريخ.
ووجهت المخابرات العامة المصرية، دعوة للفصائل الفلسطينية لجلسة حوار في القاهرة لمناقشة موضوعات هامة على رأسها، إعادة إعمار قطاع غزة، تشكيل حكومة وحدة وطنية وهيكلة وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك قبل إعلان تأجيلها لأجل غير مسمى.