https://sarabic.ae/20240905/نائبة-عربية-في-الكنيست-إسرائيل-تسعى-لمنع-إقامة-دولة-فلسطينية-وبايدن-شريك-نتنياهو-في-عدوان-غزة-1092438004.html
نائبة عربية في الكنيست: إسرائيل تسعى لمنع إقامة دولة فلسطينية وبايدن شريك نتنياهو في عدوان غزة
نائبة عربية في الكنيست: إسرائيل تسعى لمنع إقامة دولة فلسطينية وبايدن شريك نتنياهو في عدوان غزة
سبوتنيك عربي
قالت النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي، عايدة توما، اليوم الخميس، إن التظاهرات الداخلية كبيرة وحاشدة، ولم تشهدها إسرائيل منذ عام 1948، لكنها لن تترجم إلى... 05.09.2024, سبوتنيك عربي
2024-09-05T18:42+0000
2024-09-05T18:42+0000
2024-09-05T18:42+0000
حوارات
حصري
طوفان الأقصى
غزة
وقف إطلاق النار بين قطاع غزة وإسرائيل
التصعيد العسكري بين غزة وإسرائيل
قطاع غزة
العدوان الإسرائيلي على غزة
التصعيد العسكري بين قطاع غزة وإسرائيل
أخبار فلسطين اليوم
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/09/05/1092436627_0:0:1014:571_1920x0_80_0_0_03d707f97fd5cb457a0d9ba681c0451f.jpg
وأضافت في مقابلة مع "سبوتنيك"، أن هذه التظاهرات وإن كانت مختلفة في ضخامة المشاركين والشعارات التي رفعتها وحجم الغضب الذي تجلّى في تصرفات المتظاهرين، لا يمكن أن تشكل خطرا أو تهديدا على حكومة نتنياهو وائتلافه المتماسك حتى الآن.وأكدت النائبة العربية أن نتنياهو لا يرغب في وقف الحرب على قطاع غزة للتهرب من مساءلته ومحاكمته، مضيفةً أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ليس وسيطا بل شريكا في هذا العدوان، وأمريكا تزوّد إسرائيل بالأسلحة التي تسقط وتقتل الفلسطينيين.وإلى نص الحوار..بداية... في ظل التظاهرات التي تشهدها إسرائيل أين وصل الانقسام في الداخل؟من الواضح أن الانقسام والاختلاف داخل المجتمع الإسرائيلي يزداد حدة، خاصة بعد إرجاع جثامين المحتجزين الستة مؤخرا، وكان من الممكن إطلاق سراحهم أحياء، في حال تم التوقيع على اتفاقية لتبادل المحتجزين، هذا الأمر أشعل الغضب داخل المجتمع الإسرائيلي، وازداد الشعور بأن نتنياهو يراوغ عمليا في التفاوض ويعرقلها، وهو ما قد يؤدي إلى قتل معظم المحتجزين، لذلك التظاهرات الكبيرة في الشوارع تعبّر عن الغضب واليأس من أن هذه الحكومة تريد إنهاء حالة الحرب واستعادة المحتجزين.وبرأيك... ما تداعيات حالة الغضب الشعبي من الحكومة ونتنياهو في قادم الأيام؟كل ما يحدث الآن مؤشر لحالة من الغليان الكبيرة، لكنها لم تترجم حتى الآن لخطوات سياسية حقيقية، الهوّة بين المعسكر الداعم لخطوات نتنياهو، والمعسكر الذي بدأ يفهم أن نتنياهو يقوده للدمار تماما وإلى خسارة المحتجزين، كبيرة وآخذة في الاتساع والعمق، وسنرى كيف سيكون لها تطورات في الأيام القليلة المقبلة.ومتى يمكن أن تهدد هذه الحالة الداخلية في إسرائيل بقاء حكومة نتنياهو؟الأمر يتعلق أولا بمدى اتساع هذه التظاهرات، ما يحدث لم تشهدها إسرائيل منذ عام 1948، ليس فقط من ناحية العدد وضخامة المشاركين، بل الشعارات التي رفعتها والغضب الذي تجلّى في تصرف المتظاهرين، لكن بالمقابل كان هناك عنف للشرطة من أجل قمعها، والمشكلة الأساسية هنا أنها لا تتحول لعملية سياسية حقيقية، لا يوجد معارضة جدية ومبلورة لنتنياهو تشكل بديلا حقيقيا.الائتلاف الحكومي متماسك، ويعتبرها فرصة تاريخية لقوى اليمين المتطرف بأنهم يجلسون في الحكم، ويعرفون أن المغامرة بإسقاط الحكومة ستؤدي إلى تبديل قوى اليمين، وانتهاء حكمه في إسرائيل، لذلك هم متمسكون بالائتلاف، وغير مستعدين التنازل عنه، بالمقابل لا يوجد بديل حقيقي قوي في المعارضة يمكن أن يشكل خطرا، القضية ليست فقط في التظاهر، فإذا لم تكن هناك حاملة سياسية تستطيع أن تترجم غضب الناس إلى أفعال سياسية من شأنها إسقاط الحكومة، فسوف تبقى مجرد تظاهرات في الشارع.وماذا عن المعارضة داخل الكنيست وتحركاتها لدعم الغضب الشعبي ضد نتنياهو؟جزء من الإشكالية في ترجمة هذه التظاهرات إلى فعل سياسي، هو أن الكنيست الآن في عطلة برلمانية تستمر حتى منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وبالتالي نتنياهو لديه قرابة الشهرين، ولا يوجد عمل برلماني حقيقي، وأداة وساحة تستطيع فيها المعارضة أن تؤدي أداءا سياسيا لإسقاط الحكومة، لذلك هو غير مهتز من هذه التظاهرات، باعتبار أن القبض على اجتماعات البرلمان في يده، كون رئيس الكنيست الذي يمكنه الدعوة لجلسات طارئة خلال العطلة من حزب الليكود، وبالتالي فإن نتنياهو يتحكم في إمكانية فتح البرلمان أمام مناورات المعارضة ومحاولة لإسقاط الحكومة، وهو الآن ضمن لنفسه شهرين إضافيين يستطيع خلالهما أن يحسّن مواقفه تجاه الجمهور أو أن يماطل حتى يحقق ما يريد، فجزء من أهداف نتنياهو في إطالة الحرب، هو كسب الوقت من أجل البقاء أكثر في الحكم.في ظل ما يحدث.. لماذا يصرّ نتنياهو على الحرب ويرفض كل المبادرات للقبول بالهدنة؟نتنياهو يريد أمرين، على المدى القصير يرغب في إطالة فترة حكمه، لأنه يعلم جيدا أنه في حال انتهت الحرب ستبدأ المساءلة والتحقيقات حول ما يسمونه الفشل الأكبر في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وستستمر محاكمة نتنياهو التي كانت قد بدأت قبل شهر أكتوبر العام الماضي، حول قضايا الفساد والرشاوى، وانتهاء الحرب سيعيد إليه هذه الملفات وسيضطر لمواجهة المحكمة بشكل مكثّف، بعد أن تم تجميده، لذلك الهدف الرئيسي له أن يبقى أكثر فترة ممكنة في الحكومة، لكن بالمقابل من المهم أن نتذكر أن نتنياهو ليس سياسيا صغيرا مر مرور الكرام على الخارطة السياسية الإسرائيلية، بل يملك عقيدة وأيديولوجيا يمينية عميقة لا تقل بشاعة عن أيديولوجية وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، لكنه يحسن إخفاءها، وهو يؤمن بما يسمونه أرض إسرائيل الكبرى.وصرح نتنياهو في أول يوم من إعلانه الحرب على غزة، إنه سيوجه لهم ضربة يتذكرونها في الـ50 عاما القادمة، وهو ما دلّل على بشاعة الحرب التي يشنّها، وأنه سيغيّر وجه الشرق الأوسط، وهو ما يؤكد أن أهدافه الأساسية من هذه الحرب ترمي إلى القضاء على القضية الفلسطينية، وإمكانية تحرر الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة من الاحتلال.وهل ينجح برأيك في هذا المخطط؟من المهم الإشارة إلى أن نتنياهو لم يُنه الحرب في غزة، بل بدأ حربا معلنة على الضفة، وما نشهده في الأيام الأخيرة على جنين وطولكرم ونور شمس ونابلس من حرب جديدة، وملاحقة الرعاة في الأغوار وتهجيرهم بشكل قسري من خلال الترويع وجرائم المستوطنين، كل ذلك يؤكد أن نتنياهو يريد السيطرة على كل المنطقة في الأغوار، ويكون بذلك بتر الجسد الفلسطيني بين شمال الضفة وجنوبها، ويقطع التكامل الجغرافي ويعرقل إقامة الدولة الفلسطينية.كيف تقيمين تصويت الكنيست الإسرائيلي على عدم إقامة دولة فلسطينية؟قبل سفر نتنياهو إلى أمريكا، صوّت الكنيست الإسرائيلي على عدم إقامة الدولة الفلسطينية، واعتبرها خطرا استراتيجيا وأمنيا على دولة إسرائيل، وهي رسالة واضحة للعالم إلى أين يتجه، فالكنيست لم يكن ليصوّت على هذا الاقتراح إن لم يكن نتنياهو يريد ذلك، وهو ما يكشف بشكل أو بآخر عن أهداف نتنياهو من هذه الحرب، ولماذا لا ينهيها.بذكرك أحداث الضفة الغربية.. كيف تقيمين العملية العسكرية الإسرائيلية هناك وسر توقيتها؟هناك مسعى جدي ومخطط مسبق، للقضاء على إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية وبتر الجسم الفلسطيني إلى أجزاء، الفصل بين شمال وجنوب غزة، وشمال وجنوب الضفة، وأن تصبح القدس خارج نطاق أي تواصل مع الضفة، هم خلقوا كانتونات على أرض الواقع تمنع إقامة دولة متكاملة فيها امتداد جغرافي وسكاني، وفرضوا واقعا جديدا يخسر فيه الفلسطيني ما تبقى من أرضه، ويعيش مع وضعية سيطرة الاحتلال على المنطقة، هذا هو الهدف الحقيقي لما يحدث في الضفة واستمرار الحرب على غزة.وجّه بايدن نقدا إلى نتنياهو بشأن عرقلة التوصل إلى صفقة تبادل ووقف الحرب.. ما دلالات الموقف الأمريكي الأخير؟لم أر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ينتقد نتنياهو بشكل فعلي، ولو أراد لوجّه انتقادات حقيقية، ودفعه لوقف الحرب، إن بايدن ليس وسيطا بل شريكا في هذا العدوان.وفي ظل الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة.. هل تعتقدين بأن تغيير بايدن قد يشكل فارقا في السياسة الأمريكية تجاه هذه القضية؟نحن رأينا دونالد ترامب عندما كان رئيسا لأمريكا، وقام بطرح "صفقة القرن"، التي تحاول "قبر" القضية الفلسطينية، وما يقوم به نتنياهو الآن بني على أساس هذه الصفقة، نحن لا نتوقع الخير في تغيير الأشخاص، هناك حاجة ماسة الآن إلى تغيير السياسات وليس الأشخاص.ما توقعاتك بشأن المرحلة المقبلة وما يحيط بمفاوضات وقف الحرب وتبادل المحتجزين في غزة؟مع الأسف، بات واضحا للجميع بما في ذلك أهالي المحتجزين، أن نتنياهو لا يريد إبرام الاتفاق، وهو مستعد أن يحضرهم فقط جثث لإسرائيل أو لا يحضرهم من الأساس، وهو يهدف إلى استمرار الحرب، فقبل أسبوعين عيّن حاكما عسكريا لقطاع غزة، وصرح أنه لن يخرج من محور فيلادلفيا نهائيا، وهو ما يوضح النيّة المبيّتة لهذه الحكومة في استمرار احتلال غزة والتواجد العسكري فيها.وما المطلوب برأيك لوقف هذه الحرب والاعتداءات؟ما يحدث يتطلب عدة أمور حتى يستطيع العالم والفلسطينيون مواجهة نتنياهو ومخططاته، أولا وحدة فلسطينية شاملة تقف في وجه هذه المخططات وتعيد زمام الأمور للشعب الفلسطيني، إضافة إلى ضغط دولي كبير يشمل عدم تزويد إسرائيل بالأسلحة، والتحرك على المستوى القضائي والدولي والدبلوماسي لإجبار إسرائيل على وقف الحرب، وبدون ذلك نحن ذاهبون إلى سنة إضافية من الحرب سيدفع ثمنها الفلسطينيون.في الجهة الشمالية.. يهدد نتنياهو بشن حرب على لبنان ما إمكانية القيام بذلك في الوقت الراهن؟لا أعتقد أن نتنياهو قد يغامر بذلك، إلا في حال أُجبر على وقف الحرب في غزة قد يتحول إلى الشمال، لكن كل المصادر العسكرية والخبراء يقولون إن وضعية الجيش الحالي من الصعب أن تخوض إسرائيل حربا شاملة في الشمال، فالجيش منهك بعد سنة حرب طويلة تكبّد خلالها الخسائر.وفي النهاية، فإن إسرائيل وكذلك إيران يعلمان جيدا أن عملية الردع والتوازن بين الطرفين يجب أن يبقى على هذا الحال، وإذا بدأت الحرب الشاملة ستشكل خطرا على كل المنطقة، وسوف تصبح مأساة حقيقية يدفع ثمنها كل الأطراف في المنطقة.أجرى المقابلة: وائل مجدي
https://sarabic.ae/20240905/ما-هو-محور-فيلادلفيا-صلاح-الدين-بين-مصر-وقطاع-غزة؟-1092417820.html
https://sarabic.ae/20240905/-نتنياهو-صفقة-المحتجزين-ليست-قريبة-وخطوطي-الحمراء-أصبحت-أكثر-حمرة-1092429999.html
https://sarabic.ae/20240905/هل-يفعلها-بايدن؟-إجراء-محتمل-قد-يصدم-نتنياهو-في-المفاوضات-مع-حماس-1092412656.html
غزة
قطاع غزة
إسرائيل
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/09/05/1092436627_0:0:1014:761_1920x0_80_0_0_546295d6c100b8cafd0f3320e2b7245d.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حوارات, حصري, طوفان الأقصى, غزة, وقف إطلاق النار بين قطاع غزة وإسرائيل, التصعيد العسكري بين غزة وإسرائيل, قطاع غزة, العدوان الإسرائيلي على غزة, التصعيد العسكري بين قطاع غزة وإسرائيل, أخبار فلسطين اليوم, العالم, أخبار العالم الآن, العالم العربي, الكنيست الإسرائيلي, أخبار إسرائيل اليوم, إسرائيل
حوارات, حصري, طوفان الأقصى, غزة, وقف إطلاق النار بين قطاع غزة وإسرائيل, التصعيد العسكري بين غزة وإسرائيل, قطاع غزة, العدوان الإسرائيلي على غزة, التصعيد العسكري بين قطاع غزة وإسرائيل, أخبار فلسطين اليوم, العالم, أخبار العالم الآن, العالم العربي, الكنيست الإسرائيلي, أخبار إسرائيل اليوم, إسرائيل
نائبة عربية في الكنيست: إسرائيل تسعى لمنع إقامة دولة فلسطينية وبايدن شريك نتنياهو في عدوان غزة
حصري
قالت النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي، عايدة توما، اليوم الخميس، إن التظاهرات الداخلية كبيرة وحاشدة، ولم تشهدها إسرائيل منذ عام 1948، لكنها لن تترجم إلى خطوات سياسية حقيقية لمواجهة نتنياهو وحكومته.
وأضافت في مقابلة مع "سبوتنيك"، أن هذه التظاهرات وإن كانت مختلفة في ضخامة المشاركين والشعارات التي رفعتها وحجم الغضب الذي تجلّى في تصرفات المتظاهرين، لا يمكن أن تشكل خطرا أو تهديدا على حكومة نتنياهو وائتلافه المتماسك حتى الآن.
وأكدت النائبة العربية أن نتنياهو لا يرغب في وقف الحرب على قطاع غزة للتهرب من مساءلته ومحاكمته، مضيفةً أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ليس وسيطا بل شريكا في هذا العدوان، وأمريكا تزوّد إسرائيل بالأسلحة التي تسقط وتقتل الفلسطينيين.
بداية... في ظل التظاهرات التي تشهدها إسرائيل أين وصل الانقسام في الداخل؟
من الواضح أن الانقسام والاختلاف داخل المجتمع الإسرائيلي يزداد حدة، خاصة بعد إرجاع جثامين المحتجزين الستة مؤخرا، وكان من الممكن إطلاق سراحهم أحياء، في حال تم التوقيع على اتفاقية لتبادل المحتجزين، هذا الأمر أشعل الغضب داخل المجتمع الإسرائيلي، وازداد الشعور بأن نتنياهو يراوغ عمليا في التفاوض ويعرقلها، وهو ما قد يؤدي إلى قتل معظم المحتجزين، لذلك التظاهرات الكبيرة في الشوارع تعبّر عن الغضب واليأس من أن هذه الحكومة تريد إنهاء حالة الحرب واستعادة المحتجزين.
وبرأيك... ما تداعيات حالة الغضب الشعبي من الحكومة ونتنياهو في قادم الأيام؟
كل ما يحدث الآن مؤشر لحالة من الغليان الكبيرة، لكنها لم تترجم حتى الآن لخطوات سياسية حقيقية، الهوّة بين المعسكر الداعم لخطوات نتنياهو، والمعسكر الذي بدأ يفهم أن نتنياهو يقوده للدمار تماما وإلى خسارة المحتجزين، كبيرة وآخذة في الاتساع والعمق، وسنرى كيف سيكون لها تطورات في الأيام القليلة المقبلة.
ومن المهم التأكيد أن ما يحدث من إضرابات وتظاهرات لم يهز الائتلاف الحكومي، الذي لا يزال قويا ومتماسكا، ولم تشكّل أي خطر حقيقي على نتنياهو وحكومته.
ومتى يمكن أن تهدد هذه الحالة الداخلية في إسرائيل بقاء حكومة نتنياهو؟
الأمر يتعلق أولا بمدى اتساع هذه التظاهرات، ما يحدث لم تشهدها إسرائيل منذ عام 1948، ليس فقط من ناحية العدد وضخامة المشاركين، بل الشعارات التي رفعتها والغضب الذي تجلّى في تصرف المتظاهرين، لكن بالمقابل كان هناك عنف للشرطة من أجل قمعها، والمشكلة الأساسية هنا أنها لا تتحول لعملية سياسية حقيقية،
لا يوجد معارضة جدية ومبلورة لنتنياهو تشكل بديلا حقيقيا.
الائتلاف الحكومي متماسك، ويعتبرها فرصة تاريخية لقوى اليمين المتطرف بأنهم يجلسون في الحكم، ويعرفون أن المغامرة بإسقاط الحكومة ستؤدي إلى تبديل قوى اليمين، وانتهاء حكمه في إسرائيل، لذلك هم متمسكون بالائتلاف، وغير مستعدين التنازل عنه، بالمقابل لا يوجد بديل حقيقي قوي في المعارضة يمكن أن يشكل خطرا، القضية ليست فقط في التظاهر، فإذا لم تكن هناك حاملة سياسية تستطيع أن تترجم غضب الناس إلى أفعال سياسية من شأنها إسقاط الحكومة، فسوف تبقى مجرد تظاهرات في الشارع.
وماذا عن المعارضة داخل الكنيست وتحركاتها لدعم الغضب الشعبي ضد نتنياهو؟
جزء من الإشكالية في ترجمة هذه التظاهرات إلى فعل سياسي، هو أن الكنيست الآن في عطلة برلمانية تستمر حتى منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وبالتالي نتنياهو لديه قرابة الشهرين، ولا يوجد عمل برلماني حقيقي، وأداة وساحة تستطيع فيها المعارضة أن تؤدي أداءا سياسيا لإسقاط الحكومة، لذلك هو غير مهتز من هذه التظاهرات، باعتبار أن القبض على اجتماعات البرلمان في يده، كون رئيس الكنيست الذي يمكنه الدعوة لجلسات طارئة خلال العطلة من حزب الليكود، وبالتالي فإن نتنياهو يتحكم في إمكانية فتح البرلمان أمام مناورات المعارضة ومحاولة لإسقاط الحكومة، وهو الآن ضمن لنفسه شهرين إضافيين يستطيع خلالهما أن يحسّن مواقفه تجاه الجمهور أو أن يماطل حتى يحقق ما يريد، فجزء من أهداف نتنياهو في إطالة الحرب، هو كسب الوقت من أجل البقاء أكثر في الحكم.
في ظل ما يحدث.. لماذا يصرّ نتنياهو على الحرب ويرفض كل المبادرات للقبول بالهدنة؟
نتنياهو يريد أمرين، على المدى القصير يرغب في إطالة فترة حكمه، لأنه يعلم جيدا أنه في حال انتهت الحرب ستبدأ المساءلة والتحقيقات حول ما يسمونه الفشل الأكبر في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وستستمر محاكمة نتنياهو التي كانت قد بدأت قبل شهر أكتوبر العام الماضي،
حول قضايا الفساد والرشاوى، وانتهاء الحرب سيعيد إليه هذه الملفات وسيضطر لمواجهة المحكمة بشكل مكثّف، بعد أن تم تجميده، لذلك الهدف الرئيسي له أن يبقى أكثر فترة ممكنة في الحكومة، لكن بالمقابل من المهم أن نتذكر أن نتنياهو ليس سياسيا صغيرا مر مرور الكرام على الخارطة السياسية الإسرائيلية، بل يملك عقيدة وأيديولوجيا يمينية عميقة لا تقل بشاعة عن أيديولوجية وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، لكنه يحسن إخفاءها، وهو يؤمن بما يسمونه أرض إسرائيل الكبرى.
وصرح نتنياهو في أول يوم من إعلانه الحرب على غزة، إنه سيوجه لهم ضربة يتذكرونها في الـ50 عاما القادمة، وهو ما دلّل على بشاعة الحرب التي يشنّها، وأنه سيغيّر وجه الشرق الأوسط، وهو ما يؤكد أن أهدافه الأساسية من هذه الحرب ترمي إلى القضاء على القضية الفلسطينية، وإمكانية تحرر الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة من الاحتلال.
وهل ينجح برأيك في هذا المخطط؟
من المهم الإشارة إلى أن نتنياهو لم يُنه الحرب في غزة، بل بدأ حربا معلنة على الضفة، وما نشهده في الأيام الأخيرة على جنين وطولكرم ونور شمس ونابلس من حرب جديدة، وملاحقة الرعاة في الأغوار وتهجيرهم بشكل قسري من خلال الترويع وجرائم المستوطنين، كل ذلك يؤكد أن نتنياهو يريد السيطرة على كل المنطقة في الأغوار، ويكون بذلك بتر الجسد الفلسطيني بين شمال الضفة وجنوبها، ويقطع التكامل الجغرافي ويعرقل إقامة الدولة الفلسطينية.
كيف تقيمين تصويت الكنيست الإسرائيلي على عدم إقامة دولة فلسطينية؟
قبل سفر نتنياهو إلى أمريكا،
صوّت الكنيست الإسرائيلي على عدم إقامة الدولة الفلسطينية، واعتبرها خطرا استراتيجيا وأمنيا على دولة إسرائيل، وهي رسالة واضحة للعالم إلى أين يتجه، فالكنيست لم يكن ليصوّت على هذا الاقتراح إن لم يكن نتنياهو يريد ذلك، وهو ما يكشف بشكل أو بآخر عن أهداف نتنياهو من هذه الحرب، ولماذا لا ينهيها.
بذكرك أحداث الضفة الغربية.. كيف تقيمين العملية العسكرية الإسرائيلية هناك وسر توقيتها؟
هناك مسعى جدي ومخطط مسبق، للقضاء على إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية وبتر الجسم الفلسطيني إلى أجزاء، الفصل بين شمال وجنوب غزة، وشمال وجنوب الضفة، وأن تصبح القدس خارج نطاق أي تواصل مع الضفة، هم خلقوا كانتونات على أرض الواقع تمنع إقامة دولة متكاملة فيها امتداد جغرافي وسكاني، وفرضوا واقعا جديدا يخسر فيه الفلسطيني ما تبقى من أرضه، ويعيش مع وضعية سيطرة الاحتلال على المنطقة، هذا هو الهدف الحقيقي لما يحدث في الضفة واستمرار الحرب على غزة.
وجّه بايدن نقدا إلى نتنياهو بشأن عرقلة التوصل إلى صفقة تبادل ووقف الحرب.. ما دلالات الموقف الأمريكي الأخير؟
لم أر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ينتقد نتنياهو بشكل فعلي، ولو أراد لوجّه انتقادات حقيقية، ودفعه لوقف الحرب، إن بايدن ليس وسيطا بل شريكا في هذا العدوان.
أمريكا هي من تزوّد إسرائيل بالأسلحة التي تهبط على رؤوس أهالي غزة وتفتك بهم، ولا يمكن لبايدن أن يلعب دور الوسيط الموضوعي والنزيه، وكأنه هو الذي سيحل المشكلة، إن بايدن جزء من المشكلة.
وفي ظل الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة.. هل تعتقدين بأن تغيير بايدن قد يشكل فارقا في السياسة الأمريكية تجاه هذه القضية؟
نحن رأينا دونالد ترامب عندما كان رئيسا لأمريكا، وقام بطرح "
صفقة القرن"، التي تحاول "قبر" القضية الفلسطينية، وما يقوم به نتنياهو الآن بني على أساس هذه الصفقة، نحن لا نتوقع الخير في تغيير الأشخاص، هناك حاجة ماسة الآن إلى تغيير السياسات وليس الأشخاص.
ما توقعاتك بشأن المرحلة المقبلة وما يحيط بمفاوضات وقف الحرب وتبادل المحتجزين في غزة؟
مع الأسف، بات واضحا للجميع بما في ذلك أهالي المحتجزين، أن نتنياهو لا يريد إبرام الاتفاق، وهو مستعد أن يحضرهم فقط جثث لإسرائيل أو لا يحضرهم من الأساس، وهو يهدف إلى استمرار الحرب، فقبل أسبوعين عيّن حاكما عسكريا لقطاع غزة، وصرح أنه لن يخرج من محور فيلادلفيا نهائيا، وهو
ما يوضح النيّة المبيّتة لهذه الحكومة في استمرار احتلال غزة والتواجد العسكري فيها.
وما المطلوب برأيك لوقف هذه الحرب والاعتداءات؟
ما يحدث يتطلب عدة أمور حتى يستطيع العالم والفلسطينيون مواجهة نتنياهو ومخططاته، أولا وحدة فلسطينية شاملة تقف في وجه هذه المخططات وتعيد زمام الأمور للشعب الفلسطيني، إضافة إلى ضغط دولي كبير يشمل عدم تزويد إسرائيل بالأسلحة، والتحرك على المستوى القضائي والدولي والدبلوماسي لإجبار إسرائيل على وقف الحرب، وبدون ذلك نحن ذاهبون إلى سنة إضافية من الحرب سيدفع ثمنها الفلسطينيون.
في الجهة الشمالية.. يهدد نتنياهو بشن حرب على لبنان ما إمكانية القيام بذلك في الوقت الراهن؟
لا أعتقد أن نتنياهو قد يغامر بذلك، إلا في حال أُجبر على وقف الحرب في غزة قد يتحول إلى الشمال، لكن كل المصادر العسكرية والخبراء يقولون إن وضعية الجيش الحالي من الصعب أن
تخوض إسرائيل حربا شاملة في الشمال، فالجيش منهك بعد سنة حرب طويلة تكبّد خلالها الخسائر.
وفي النهاية، فإن إسرائيل وكذلك إيران يعلمان جيدا أن عملية الردع والتوازن بين الطرفين يجب أن يبقى على هذا الحال، وإذا بدأت الحرب الشاملة ستشكل خطرا على كل المنطقة، وسوف تصبح مأساة حقيقية يدفع ثمنها كل الأطراف في المنطقة.