جامعة موسكو الحكومية وجامعة السلطان قابوس توقعان اتفاقية تعاون
© Sputnik . Moscow State University
تابعنا عبر
يوم أمس الثلاثاء، وفي المركز الفكري المكتبة الأساسية في جامعة موسكو، وقّع رئيس جامعة موسكو الحكومية، الأكاديمي فيكتور سادوفنيتشي، ورئيس جامعة السلطان قابوس (عمان)، الدكتور فهد آل سعيد، بروتوكولًا إضافيًا لاتفاقية التعاون، يحدّد ويوسّع الاتفاقية المبرمة قبل عام بين أبرز جامعات روسيا الاتحادية وسلطنة عمان.
وشاركت في الاجتماع أيضا، ممثلةً عن الأسرة الحاكمة، نائبة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي، صاحبة السمو الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد.
صرح رئيس جامعة موسكو، سادوفنيتشي: "تعدّ سلطنة عمان من أبرز شركاء روسيا في منطقة الخليج والشرق الأوسط. ومع حلول الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، نقدّر بشكل خاص اهتمام الأوساط العلمية والتعليمية في عمان بتعزيز التعاون مع جامعة موسكو".
وتابع: "ويشهد على ذلك اتفاقيتنا مع جامعة السلطان قابوس العام الماضي، والاجتماع الحالي، الذي نعمل في إطاره على توضيح وتوسيع آفاق الشراكة بين جامعتين رائدتين في روسيا وسلطنة عمان. وقد اتفقنا على تعزيز التعاون بين العلماء والأساتذة والطلاب في مجالات ذات أولوية، مثل تقنيات الكم، والذكاء الاصطناعي، والطب الجزيئي والتجديدي، وأبحاث الفضاء. وأنا على ثقة بأن شراكتنا ستصبح نموذجًا للتعاون الدولي المثمر في مجال العلوم والتعليم، وستُحقق نتائج ملموسة، وستُعزز علاقات الصداقة".
ورحب سادوفنيتشي بممثلي السلطنة في جامعة موسكو الحكومية، مشيرا إلى أن العلاقات بين روسيا وسلطنة عمان تتميز بعقود من التعاون والدعم المتبادل والشراكة المثمرة والودية. وقد أعطى اللقاء الأخير بين الرئيس فلاديمير بوتين وجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد زخمًا خاصًا لهذه العلاقات. وأكد رئيس جامعة موسكو: "يشهد التعاون بين بلدينا تطورًا سريعًا، ويمتد إلى مجالات جديدة، ويضع مهامًا جديدة لمواصلة تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا".
في كلمته، أولى رئيس الجامعة اهتمامًا خاصًا لتاريخ الإمكانات العلمية والتعليمية لجامعة موسكو الحكومية، وأولويات أنشطتها الدولية، ومن بينها التعاون مع أسرة الجامعات العربية. وأوضح سادوفنيتشي: "في عام 2019، وبالتعاون مع شركائنا العرب، ممثلين باتحاد الجامعات العربية، أنشأنا اتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية، الذي يضم أكثر من 80 جامعة روسية وعربية رائدة. ونعقد بشكل مستمر منتديات لرؤساء الجامعات الروسية والعربية في روسيا وفي أي دولة عضو في جامعة الدول العربية".
ولفت رئيس الجامعة إلى الطابع العملي لهذا التفاعل، مضيفًا: "إن توحيد الإمكانات العلمية لبلداننا في هذا المجال من شأنه أن يعود بفوائد ملموسة على ملايين البشر".
وفقًا للبروتوكول الإضافي لاتفاقية التعاون، سيتم تنظيم أو تكثيف العمل على تنظيم زيارات قصيرة الأجل للمعلمين والباحثين للمشاركة في المؤتمرات والندوات والمحاضرات، بالإضافة إلى الأنشطة الأكاديمية.
ومن المقرر أيضًا تنظيم زيارات طويلة الأجل لأغراض التدريس أو البحث، وتبادل المعلمين. ومن المقرر أيضًا تبادل الطلاب والتدريب الداخلي من كلا الجانبين في شركات مبتكرة في روسيا وسلطنة عمان. هذا الصيف، سيخضع طلاب من كلية الهندسة في جامعة السلطان قابوس وطلاب من كلية الاقتصاد في جامعة موسكو الحكومية لتدريب صيفي مشترك في شركة "تكنولوجيز أوف تراست" الروسية.
سيغطي العمل المشترك بين الجامعتين الرائدتين عددًا من المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية، بما في ذلك الطب، والبيئة، والفيزياء الأساسية والتطبيقية. وستُناقش بشكل منفصل إمكانيات مشاركة عُمان في مشروع جامعة موسكو الحكومية لإنشاء وتشغيل مرصد فضائي جامعي لدراسة الكواكب الخارجية. كما ستكون تجربة جامعة موسكو في إنشاء وتطوير مختبرات افتراضية قائمة على موارد الواقع الافتراضي والواقع المعزز للتدريب والتجارب في الفيزياء والعلوم البيئية مطلوبة أيضًا في تنفيذ الاتفاقية.
حضر الاجتماع أيضًا سعادة السفير حمود سالم عبدالله الطويخ، سفير سلطنة عُمان لدى روسيا، وعمداء عدد من الكليات. وُقِّعت اتفاقية الشراكة مع جامعة السلطان قابوس وجامعة موسكو الحكومية في 8 يوليو 2024. ويتمثل هدفها الاستراتيجي في تعميق البحث العلمي والتعاون التعليمي، بما في ذلك تبادل الأساتذة والطلاب، وتنظيم المؤتمرات والمشاريع العلمية المشتركة.
جامعة السلطان قابوس هي الجامعة الرائدة في سلطنة عُمان، وتحمل اسم الرئيس السابق للدولة، الذي خلّد حكمه الذي امتد لنصف قرن وسياساته الإصلاحية الاجتماعية الجذرية تاريخًا ليس فقط لبلاده، بل لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها. تستقبل الجامعة حاليًا أكثر من 15 ألف طالب، وستحتفل بالذكرى الأربعين لتأسيسها العام المقبل. وتحتل الجامعة مكانة رائدة في التعليم العالي الوطني، وهي مدرجة في التصنيفات التعليمية الدولية. يضم هيكل الجامعة 9 كليات ومراكز تُقدّم برامج تعليم عالٍ في المجالات الرئيسية للعلوم الطبيعية والإنسانية.
