https://sarabic.ae/20250625/احتجاجات-أمام-بعثة-الأمم-المتحدة-في-ليبيا-خبراء-البعثة-أصبحت-جزءا-من-المشكلة-1102048922.html
احتجاجات أمام بعثة الأمم المتحدة في ليبيا... خبراء: البعثة أصبحت جزءا من المشكلة
احتجاجات أمام بعثة الأمم المتحدة في ليبيا... خبراء: البعثة أصبحت جزءا من المشكلة
سبوتنيك عربي
شهد محيط مقر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، تظاهرة احتجاجية نظمها مواطنون ونشطاء، بالتزامن مع إحاطة المبعوثة الأممية هانا تيته، أمام مجلس الأمن الدولي بشأن... 25.06.2025, سبوتنيك عربي
2025-06-25T12:47+0000
2025-06-25T12:47+0000
2025-06-25T12:47+0000
أخبار ليبيا اليوم
تقارير سبوتنيك
حصري
أخبار العالم الآن
العالم العربي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/05/10/1100648385_0:0:1280:720_1920x0_80_0_0_35d2c2aa10ffd637a55e9736352b05b5.jpg
وعبّر المتظاهرون عن رفضهم لما وصفوه بـ"النهج المنحاز"، الذي تتبعه البعثة الأممية، مطالبين بإعادة النظر في دورها وآليات عملها داخل ليبيا.كما رفع المشاركون لافتات وشعارات تطالب بإنهاء التدخلات الخارجية واحترام إرادة الشعب الليبي.تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد الجدل حول مستقبل العملية السياسية والانتقادات الموجّهة للبعثة بخصوص تعاملها مع الأطراف المحلية، في الوقت الذي أصدرت فيه الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان بيانًا شديد اللهجة ردّت فيه على إحاطة المبعوثة الأممية هانا تيته، وصفت سياساتها بـ"العبثية وغير المسؤولة"، وانتقدت الحكومة صمت البعثة تجاه انتهاكات طرابلس، متهمةً إياها بـ"تشويه صورة المتظاهرين وتجاهل مطالب الشارع الليبي"، وأكدت أن "التظاهرات أمام مقر البعثة تعكس غضبًا شعبيًا مشروعًا، ورفضًا لمسار برلين ولأي محاولات لفرض أمر واقع، كما حمّلت البعثة مسؤولية تعميق الانقسام السياسي".جزء من المشكلةقال الأكاديمي والمحلل السياسي الليبي راقي المسماري، إن "الشعب الليبي بات، منذ سنوات، يشعر باستياء متزايد من أداء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا"، مشيرًا إلى أن "قطاعًا واسعًا من الليبيين يعتقدون بأن البعثة لا تسعى لحل الأزمة بل تديرها وتكرّس حالة الجمود السياسي".وأوضح المسماري في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أن "هذا الامتعاض الشعبي تفاقم بعد سلسلة من الحوارات السياسية التي جرت في تونس وجنيف، وما رافقها من شبهات فساد، لا سيما ما تم تداوله عن تلقي بعض أعضاء لجنة الحوار لرشى تتعلق بالقائمة الحاكمة الحالية".وقال المسماري إن "هذه الشائعات، حتى وإن لم تثبت جميع تفاصيلها، أثّرت سلبًا على مصداقية البعثة وسمعتها، وأضعفت ثقة الليبيين بها".وأكد أن "الإحاطات التي تقدمها البعثة أمام مجلس الأمن أصبحت تفتقر للمصداقية وتغلب عليها الإنشائية والتوصيف الفضفاض"، مشيرًا إلى أن "تلك الإحاطات غالبًا ما تتجنب التقييم الشفاف والموضوعي للوضع القائم، وتبتعد عن النزاهة المطلوبة في طرح الحقائق، وهو ما أدى إلى تآكل الثقة في دور البعثة الأممية".ولفت إلى أن "هناك انتقادات واسعة للبعثة بسبب اقتصار تواصلها على الأطراف المسلحة فقط، وتجاهلها لمكونات اجتماعية وسياسية مهمة، كالأعيان والنشطاء المدنيين والقيادات المحلية"، معتبرًا أن "هذا النهج الإقصائي يعمق الانقسام ويقلل من فرص التوافق الوطني".وأشار المسماري إلى أن "أداء البعثة بات ضعيفًا، سواء أمام الليبيين أو في تقاريرها إلى مجلس الأمن، وهناك ترهل إداري وعملي واضح، جعل منها جزءًا من تعقيدات الأزمة بدل أن تكون أداة لتسهيل حلها".كما انتقد المسماري قيام البعثة باستحداث "اللجنة الاستشارية بعد التقدم المحرز في عمل لجنة (6+6)"، واعتبر أن ذلك القرار "أعاد المسار السياسي إلى الوراء وأدخل البلاد في مرحلة جديدة من الحوارات المتكررة والمخرجات المكررة، رغم الاحترام الكامل لأعضاء تلك اللجنة".وأكد أن "البعثة بحاجة إلى مراجعة شاملة لنهجها في ليبيا، وأن استمرارها بنفس الآليات والسياسات الحالية قد يؤدي إلى نتائج عكسية تمس طبيعة عملها ومستقبلها في البلاد".مخيب للآمالمن جهته، قال المحلل السياسي الليبي حسام الدين العبدلي، إن "ما ورد في إحاطة المبعوثة الأممية هانا تيته، أمام مجلس الأمن لم يحمل جديدًا يُذكر، ولا يمكن البناء عليه للوصول إلى أي حلول حقيقية"، مؤكدًا أن "تصريحاتها جاءت سطحية ولم تلامس جوهر الأزمة الليبية حتى الآن".إلا أن العبدلي وصف البيان الصادر عن اجتماع برلين 3 بأنه "خجول"، ولا يرقى لحجم التحديات والجهود التي بُذلت خلال السنوات الماضية من قبل عبد الله باتيلي، وستيفان خوري، ثم هانا تيته، على حد قوله.وقال العبدلي: "كنا ننتظر بيانًا قويًا من مجلس الأمن وقرارًا حاسمًا يعكس حجم المعاناة التي تمر بها ليبيا، لكن ما صدر كان ضعيفًا، وأثبت مرة أخرى أن المجتمع الدولي، بقيادة النظام العالمي، لا يرغب في إنهاء الانقسام في ليبيا، بل يسعى إلى إبقاء البلاد في حالة فوضى وضعف سياسي وعسكري، لأنها حين تكون ضعيفة لا تُشكّل خطرًا على المنطقة".وشدّد على ضرورة أن "يكون الشعب الليبي أكثر وعيًا ويقظة"، معتبرًا أن "هناك مؤامرة حقيقية من بعض الدول الأجنبية والعربية، وصلت إلى درجة أن بعض هذه الدول أصبحت تُعامل وكأنها عدو مباشر لليبيين، وتسعى لإطالة أمد الانقسام، ما يؤدي إلى استمرار الانهيار الاقتصادي والمؤسساتي في البلاد".وتابع العبدلي: "كنا نتوقع أن يصدر مجلس الأمن قرارًا يدعم أحد مقترحات اللجنة الاستشارية، وعلى الأقل المقترح الرابع المتعلق بتشكيل لجنة حوار تفرز مجلسًا تأسيسيًا، لكن ذلك لم يحدث، في تجاهل صريح لمطالب قطاعات واسعة من الليبيين".وأشار العبدلي إلى أن "ليبيا تمر اليوم بمرحلة شبيهة بما حدث في دول أخرى، مثل لبنان التي قُسمت سياسيًا وطائفيًا حتى أصبحت دولة هشة تتلقى الضربات من كل الاتجاهات، وفلسطين التي انقسمت إلى حركتين سياسيتين بهدف شل قضيتها، والسودان الذي تقسم عسكريًا بين حميدتي والبرهان". وقال إن "ذات السيناريو يُعاد إنتاجه في ليبيا، حيث توجد حكومتان ومشهد سياسي مشطور، وهو ما يكشف أن وراء ذلك مخططًا إقليميًا ودوليًا محكمًا".وأكد العبدلي أن "سقوط حكومة الدبيبة وحده لا يكفي لتحقيق الحل، ما لم يشمل ذلك حل كل الأجسام السياسية الحالية، بما في ذلك مجلسي النواب والدولة"، مؤكدًا أن "توحيد المؤسسات العسكرية على الأرض لن يكون ممكنًا بدون توافق بين الدول المتدخلة في الشأن الليبي، لأن تلك القوى العسكرية مدعومة من الخارج، ولا يمكن توحيدها بقرار محلي فقط".واختتم بالقول: "علّقنا آمالنا على مؤتمر برلين 3، فخيّب التوقعات. ثم نظرنا إلى مجلس الأمن علّه يُنصف الشعب الليبي، فخيّبنا أيضًا. إن ما نشهده اليوم لا يبشّر بأي تغيير إيجابي، وهو ما يتطلب من الليبيين إعادة النظر في أدواتهم وطرق تعاطيهم مع هذا الواقع المعقّد والمؤلم".
https://sarabic.ae/20250623/ليبيا-تستدعي-السفير-اليوناني-احتجاجا-على-انتهاك-السيادة-البحرية-1101972903.html
https://sarabic.ae/20250625/برلماني-ليبي-بعثات-الأمم-المتحدة-لا-تخدم-إرادة-الشعب-الليبي-وحان-وقت-تشكيل-حكومة-قوية-1102032968.html
https://sarabic.ae/20250625/الحكومة-الليبية-المكلفة-من-البرلمان-تعلق-على-إحاطة-المبعوثة-الأممية-لدى-بلادها-أمام-مجلس-الأمن-1102032598.html
https://sarabic.ae/20250620/برلين-تحتضن-اجتماعا-دوليا-لدعم-الحل-السياسي-في-ليبيا-وتحذر-من-مخاطر-الانقسام-وعودة-العنف-1101893915.html
https://sarabic.ae/20250621/الجزائر-وليبيا-في-المقدمة-شركات-تضع-عينها-على-النفط-والغاز-البري-في-أفريقيا----1101912169.html
https://sarabic.ae/20250619/ليبيا-تحتج-رسميا-على-خطوات-يونانية-للتنقيب-عن-ثروات-باطنية-في-مناطق-بحرية-متنازع-عليها-1101838943.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/05/10/1100648385_161:0:1121:720_1920x0_80_0_0_bc48d2d37651719cbdc5c5199d733df9.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
أخبار ليبيا اليوم, تقارير سبوتنيك, حصري, أخبار العالم الآن, العالم العربي
أخبار ليبيا اليوم, تقارير سبوتنيك, حصري, أخبار العالم الآن, العالم العربي
احتجاجات أمام بعثة الأمم المتحدة في ليبيا... خبراء: البعثة أصبحت جزءا من المشكلة
حصري
شهد محيط مقر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، تظاهرة احتجاجية نظمها مواطنون ونشطاء، بالتزامن مع إحاطة المبعوثة الأممية هانا تيته، أمام مجلس الأمن الدولي بشأن تطورات الأزمة الليبية.
وعبّر المتظاهرون عن رفضهم لما وصفوه بـ"النهج المنحاز"، الذي تتبعه البعثة الأممية، مطالبين بإعادة النظر في دورها وآليات عملها داخل ليبيا.
كما رفع المشاركون لافتات وشعارات تطالب بإنهاء التدخلات الخارجية واحترام إرادة الشعب الليبي.
تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد الجدل حول مستقبل العملية السياسية والانتقادات الموجّهة للبعثة بخصوص تعاملها مع الأطراف المحلية، في الوقت الذي أصدرت فيه الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان بيانًا شديد اللهجة ردّت فيه على إحاطة المبعوثة الأممية هانا تيته، وصفت سياساتها بـ"العبثية وغير المسؤولة"،
وانتقدت الحكومة صمت البعثة تجاه انتهاكات طرابلس، متهمةً إياها بـ"تشويه صورة المتظاهرين وتجاهل مطالب الشارع الليبي"، وأكدت أن "التظاهرات أمام مقر البعثة تعكس غضبًا شعبيًا مشروعًا، ورفضًا لمسار برلين ولأي محاولات لفرض أمر واقع، كما حمّلت البعثة مسؤولية تعميق الانقسام السياسي".
قال الأكاديمي والمحلل السياسي الليبي راقي المسماري، إن "الشعب الليبي بات، منذ سنوات، يشعر باستياء متزايد من أداء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا"، مشيرًا إلى أن "قطاعًا واسعًا من الليبيين يعتقدون بأن البعثة لا تسعى لحل الأزمة بل تديرها وتكرّس حالة الجمود السياسي".
وأوضح المسماري في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أن "هذا الامتعاض الشعبي تفاقم بعد سلسلة من الحوارات السياسية التي جرت في تونس وجنيف، وما رافقها من شبهات فساد، لا سيما ما تم تداوله عن تلقي بعض أعضاء لجنة الحوار لرشى تتعلق بالقائمة الحاكمة الحالية".
وقال المسماري إن "هذه الشائعات، حتى وإن لم تثبت جميع تفاصيلها، أثّرت سلبًا على مصداقية البعثة وسمعتها، وأضعفت ثقة الليبيين بها".
وأكد أن "الإحاطات التي تقدمها البعثة أمام مجلس الأمن أصبحت تفتقر للمصداقية وتغلب عليها الإنشائية والتوصيف الفضفاض"، مشيرًا إلى أن "تلك الإحاطات غالبًا ما تتجنب التقييم الشفاف والموضوعي للوضع القائم، وتبتعد عن النزاهة المطلوبة في طرح الحقائق، وهو ما أدى إلى تآكل الثقة في دور البعثة الأممية".
وأضاف المسماري أن "المظاهرات التي خرجت يوم أمس أمام مقر البعثة في العاصمة طرابلس، جاءت تعبيرًا عن غضب شعبي متزايد، كمحاولة لإيصال صوت الليبيين إلى ممثلي الأمم المتحدة".
ولفت إلى أن "هناك انتقادات واسعة للبعثة بسبب اقتصار تواصلها على الأطراف المسلحة فقط، وتجاهلها لمكونات اجتماعية وسياسية مهمة، كالأعيان والنشطاء المدنيين والقيادات المحلية"، معتبرًا أن "هذا النهج الإقصائي يعمق الانقسام ويقلل من فرص التوافق الوطني".
وأشار المسماري إلى أن "أداء البعثة بات ضعيفًا، سواء أمام الليبيين أو في تقاريرها إلى مجلس الأمن، وهناك ترهل إداري وعملي واضح، جعل منها جزءًا من تعقيدات الأزمة بدل أن تكون أداة لتسهيل حلها".
وأكد أن "تدخل البعثة في ملفات ليست من صميم عملها، مثل الاقتصاد والتنمية وإعادة الإعمار، يعد انحرافًا عن مهمتها الأساسية التي تنحصر في دعم الليبيين في الوصول إلى حل سياسي شامل".
كما انتقد المسماري قيام البعثة باستحداث "اللجنة الاستشارية بعد التقدم المحرز في عمل لجنة (6+6)"، واعتبر أن ذلك القرار "أعاد المسار السياسي إلى الوراء وأدخل البلاد في مرحلة جديدة من الحوارات المتكررة والمخرجات المكررة، رغم الاحترام الكامل لأعضاء تلك اللجنة".
وأكد أن "البعثة بحاجة إلى مراجعة شاملة لنهجها في ليبيا، وأن استمرارها بنفس الآليات والسياسات الحالية قد يؤدي إلى نتائج عكسية تمس طبيعة عملها ومستقبلها في البلاد".
من جهته، قال المحلل السياسي الليبي حسام الدين العبدلي، إن "ما ورد في إحاطة المبعوثة الأممية هانا تيته، أمام مجلس الأمن لم يحمل جديدًا يُذكر، ولا يمكن البناء عليه للوصول إلى أي حلول حقيقية"، مؤكدًا أن "تصريحاتها جاءت سطحية ولم تلامس جوهر الأزمة الليبية حتى الآن".
وأشار في حديثه لـ"سبوتنيك"، إلى أن "تيته تطرقت في إحاطتها إلى اجتماعات برلين وما ترتب عليها من توصيات، أبرزها فرض عقوبات على المعرقلين لأي خارطة طريق، والدعوة إلى انسحاب القوات الأجنبية، وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، إلى جانب دعم المقترحات الأربعة التي قدمتها اللجنة الاستشارية التابعة للبعثة".
إلا أن العبدلي وصف البيان الصادر عن اجتماع برلين 3 بأنه "خجول"، ولا يرقى لحجم التحديات والجهود التي بُذلت خلال السنوات الماضية من قبل عبد الله باتيلي، وستيفان خوري، ثم هانا تيته، على حد قوله.
وقال العبدلي: "كنا ننتظر بيانًا قويًا من مجلس الأمن وقرارًا حاسمًا يعكس حجم المعاناة التي تمر بها ليبيا، لكن ما صدر كان ضعيفًا، وأثبت مرة أخرى أن المجتمع الدولي، بقيادة النظام العالمي، لا يرغب في إنهاء الانقسام في ليبيا، بل يسعى إلى إبقاء البلاد في حالة فوضى وضعف سياسي وعسكري، لأنها حين تكون ضعيفة لا تُشكّل خطرًا على المنطقة".
وأكد العبدلي أن "ما يحدث في ليبيا ليس مجرد فشل سياسي داخلي، بل هو نتيجة مباشرة لتآمر دولي وإقليمي ممنهج ضد الشعب الليبي"، وقال: "يبدو أن هناك حقدًا دفينًا على الليبيين، وخططًا مرسومة لإبقاء ليبيا منقسمة ومنهكة اقتصاديًا، الأمم المتحدة ليست سوى أداة بيد الدول الكبرى، وما تقترحه من حلول ما هو إلا انعكاس لإرادة هذه الدول".
وشدّد على ضرورة أن "يكون الشعب الليبي أكثر وعيًا ويقظة"، معتبرًا أن "هناك مؤامرة حقيقية من بعض الدول الأجنبية والعربية، وصلت إلى درجة أن بعض هذه الدول أصبحت تُعامل وكأنها عدو مباشر لليبيين، وتسعى لإطالة أمد الانقسام، ما يؤدي إلى استمرار الانهيار الاقتصادي والمؤسساتي في البلاد".
وتابع العبدلي: "كنا نتوقع أن يصدر مجلس الأمن قرارًا يدعم أحد مقترحات اللجنة الاستشارية، وعلى الأقل المقترح الرابع المتعلق بتشكيل لجنة حوار تفرز مجلسًا تأسيسيًا، لكن ذلك لم يحدث، في تجاهل صريح لمطالب قطاعات واسعة من الليبيين".
وأشار العبدلي إلى أن "ليبيا تمر اليوم بمرحلة شبيهة بما حدث في دول أخرى، مثل لبنان التي قُسمت سياسيًا وطائفيًا حتى أصبحت دولة هشة تتلقى الضربات من كل الاتجاهات، وفلسطين التي انقسمت إلى حركتين سياسيتين بهدف شل قضيتها، والسودان الذي تقسم عسكريًا بين حميدتي والبرهان". وقال إن "ذات السيناريو يُعاد إنتاجه في ليبيا، حيث توجد حكومتان ومشهد سياسي مشطور، وهو ما يكشف أن وراء ذلك مخططًا إقليميًا ودوليًا محكمًا".
وعلّق العبدلي على التظاهرات الأخيرة أمام مقر البعثة الأممية في طرابلس، قائلًا: "في البداية، كانت هذه المظاهرات تعبيرًا عن رفض أداء البعثة، لكنها للأسف تم اختراقها وتسييسها. باتت ترفع شعارات تطالب بإسقاط حكومة الدبيبة وتدعو إلى تشكيل حكومة جديدة تنبثق عن مجلسي النواب والدولة، وهذا في رأيي خطأ فادح، كيف نطالب بحل من جهات نعتبرها أصل المشكلة؟ فالمجلسان لن ينتجا إلا حكومة أكثر فسادًا من سابقاتها".
وأكد العبدلي أن "سقوط حكومة الدبيبة وحده لا يكفي لتحقيق الحل، ما لم يشمل ذلك حل كل الأجسام السياسية الحالية، بما في ذلك مجلسي النواب والدولة"، مؤكدًا أن "توحيد المؤسسات العسكرية على الأرض لن يكون ممكنًا بدون توافق بين الدول المتدخلة في الشأن الليبي، لأن تلك القوى العسكرية مدعومة من الخارج، ولا يمكن توحيدها بقرار محلي فقط".
واختتم بالقول: "علّقنا آمالنا على مؤتمر برلين 3، فخيّب التوقعات. ثم نظرنا إلى مجلس الأمن علّه يُنصف الشعب الليبي، فخيّبنا أيضًا. إن ما نشهده اليوم لا يبشّر بأي تغيير إيجابي، وهو ما يتطلب من الليبيين إعادة النظر في أدواتهم وطرق تعاطيهم مع هذا الواقع المعقّد والمؤلم".