https://sarabic.ae/20250829/الكنوز-اللبنانية-المفقودة-رحلة-الآثار-من-الشرق-إلى-متاحف-العالم-1104293505.html
الكنوز اللبنانية المفقودة... رحلة الآثار من الشرق إلى متاحف العالم
الكنوز اللبنانية المفقودة... رحلة الآثار من الشرق إلى متاحف العالم
سبوتنيك عربي
يعد لبنان واحدا من أغنى بلدان العالم بالآثار، إذ تعاقبت على أرضه حضارات كبرى تركت بصماتها في المعابد والمدافن والكتابات المنقوشة على الحجر، لكنها كما اَثار... 29.08.2025, سبوتنيك عربي
2025-08-29T16:35+0000
2025-08-29T16:35+0000
2025-10-29T11:58+0000
لبنان
كنوز أثرية
العالم العربي
تهريب الآثار
تقارير سبوتنيك
حصري
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/08/1d/1104292695_0:160:3072:1888_1920x0_80_0_0_d5b3da1f869722367162f4bbfdb5a1f2.jpg
أكد عالم الآثار، الدكتور زياد العريضي، أن "ظاهرة سرقة الاَثار اللبنانية ليست جديدة، بل بدأت منذ فترة النهضة الأوروبية، عندما ازداد اهتمام الأوروبيين بالآثار الشرقية، وسعى ملوك أوروبا إلى امتلاك القطع الأثرية الشرقية، وقد برزت العديد من الحملات لجمع ونقل هذه الآثار، أشهرها حملة نابليون على مصر والمناطق المحيطة بها".وأشار إلى أن "هذه الظاهرة ترافق مع فترة الحكم العثماني، الذي كان يهمش الاهتمام بالآثار والتاريخ، لا سيما في أواخر الدولة العثمانية حين ضعفت مؤسساتها. هذا الواقع سهّل على الأوروبيين شراء أو نقل الآثار إلى الخارج، مما جعل الكثيرمن الآثار الشرقية تتوزع في متاحف العالم، سواء من سوريا ولبنان وفلسطين أو من العراق ومصر. لذا يمكن القول دون مبالغة أن معظم متاحف العالم تحتوي على آثار من هذه المنطقة الغنية بالتاريخ والثقافة والحضارة، والتي تعاني من نقص في الخارج".وتابع العريضي: "إذا ذهبنا إلى أي متحف، سنجد قطعاً أثرية من الساحل الشرقي للمتوسط، خاصة من لبنان وفلسطين وسوريا القديمة، ومن مناطق مثل نيقيا وكنعان. بعض هذه القطع مبهرة على المستوى العالمي، مثل مجموعة المتحف المتروبوليتان التي تضم قطعاً فينيقية مصدرها لبنان، وأهمها قطع من معبد أشمون في صيدا التي استعيد بعضها لاحقا. كما يضم متحف اللوفر الفرنسي قطعا شهيرة، أبرزها ناموس أشمون عازار، إضافة إلى مجموعات أثرية تم نقلها خلال فترة الانتداب الفرنسي عبر علماء آثار مثل أرنستينون وموريدينو من مناطق لبنانية عدة إلى فرنسا".وأضاف: "متحف إسطنبول يضم مجموعة كبيرة مأخوذة من لبنان، لا سيما من صيدا، وتشمل نواويس رائعة ونادرة على مستوى العالم، مثل ناووس الملك تبنيت الذي يشبه التراث المصري، محفور عليه نص طويل بالهيروغليفية والفينيقية يروي عن الملك ومن ينتهك حرمة الملك. للأسف، تم نقل الجثة المحنطة من هذا الناووس مع السائل المحنطي، مما أدى إلى تحللها وفقدان معلومات قيمة عن طرق التحنيط القديمة".وأشار العريضي أيضا إلى "تابوت الإسكندر، الذي يعد نموذجا نحتيا رائعا يصور المعركة بين الفرس واليونانيين، ويظهر صورة الإسكندر في المعركة بوضوح، إضافة إلى نواويس الباكيات والنواويس الأخرى التي تظهر البكاء على الموتى. ومن الجدير بالذكر أن النصوص الفينيقية الموجودة على الناووس، مثل نص أشمون عازار، تعد من أطول النصوص الفينيقية الموجودة عالميا، وتضفي على القطع قيمة تاريخية وفنية كبيرة".وفيما يخص المتحف البريطاني، ذكر العريضي أن "هناك مجموعات من الشرق المتوسط، مع تركيز كبير على مصر والعراق، نتيجة الانتداب البريطاني على العراق والفرنسي على سوريا ولبنان".وأكد أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم وجود إحصاء دقيق للقطع الأثرية اللبنانية الموجودة في متاحف العالم، إذ لم تتمكن الدولة اللبنانية من إعداد هذا الإحصاء بسبب الحاجة إلى موارد وجهود كبيرة، مما أدى إلى نقص المعلومات عن مصادر القطع ومدى ملكيتها"، موضحا أن "بعض القطع التي سرقت حديثا تتابع مديرية الآثار اللبنانية العمل على حصرها، كما أن الوزير السابق ريمون عريجي أطلق مبادرة لتسجيل القطع الأثرية الخاصة، ما ساعد على حفظها ومراقبتها".ودلل العريضي على ذلك، "حين اكتشفت مجموعة من القطع الرخامية النادرة في معبد أشمون، وتم نقلها خلال الاجتياح الإسرائيلي إلى جبيل، وفُقدت معلوماتها بسبب عدم وجود لائحة دقيقة. لاحقا، ظهرت بعض هذه القطع في متحف المتروبوليتان في أمريكا، واستعاد لبنان جزءا منها بفضل متابعة عالم الآثار رالف سوكي وتطبيق قانون اليونسكو لعام 1970 و1971".كما أشار العريضي إلى قصص فقدان كنوز أثرية لبنانية، مثل "كنز فضي نُقل إلى سويسرا، ولم تستطع الدولة اللبنانية استعادته بسبب كلفة الدعوى القانونية العالية، مما يعكس ضعف المؤسسات اللبنانية في حماية التراث". وشدد العريضي على "ضرورة التركيز على التوعية، وتعزيز الوعي الثقافي لدى المواطنين، والاعتناء بالمتاحف الوطنية، وإشراك البلديات في حماية الأبنية التراثية والآثار المحلية"، مؤكدا أن "استثمار التراث الثقافي لا يقل أهمية عن الثروات الطبيعية، ويمكن أن يكون مصدر دخل مستدام إذا أحسن استثماره، ويعيد للبنان مكانته الحضارية والثقافية التي يستحقها".
لبنان
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
عبد القادر الباي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0a/1d/1106513757_0:0:854:854_100x100_80_0_0_a7c9e8dd4afc87e1998826be15cb00f5.jpg
عبد القادر الباي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0a/1d/1106513757_0:0:854:854_100x100_80_0_0_a7c9e8dd4afc87e1998826be15cb00f5.jpg
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/08/1d/1104292695_171:0:2902:2048_1920x0_80_0_0_8813f772a4b867a31b2928dc87525ff1.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
عبد القادر الباي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0a/1d/1106513757_0:0:854:854_100x100_80_0_0_a7c9e8dd4afc87e1998826be15cb00f5.jpg
لبنان, كنوز أثرية, العالم العربي, تهريب الآثار, تقارير سبوتنيك, حصري
لبنان, كنوز أثرية, العالم العربي, تهريب الآثار, تقارير سبوتنيك, حصري
الكنوز اللبنانية المفقودة... رحلة الآثار من الشرق إلى متاحف العالم
16:35 GMT 29.08.2025 (تم التحديث: 11:58 GMT 29.10.2025) عبد القادر الباي
مراسل "سبوتنيك" في لبنان
حصري
يعد لبنان واحدا من أغنى بلدان العالم بالآثار، إذ تعاقبت على أرضه حضارات كبرى تركت بصماتها في المعابد والمدافن والكتابات المنقوشة على الحجر، لكنها كما اَثار عربية عدة، تم تهريبها إلى الخارج لتتصدر متاحف الغرب، أو تحجز لها مكانا ضمن المزادات العالمية.
أكد عالم الآثار، الدكتور زياد العريضي، أن "ظاهرة سرقة الاَثار اللبنانية ليست جديدة، بل بدأت منذ فترة النهضة الأوروبية، عندما ازداد اهتمام الأوروبيين بالآثار الشرقية، وسعى ملوك أوروبا إلى امتلاك
القطع الأثرية الشرقية، وقد برزت العديد من الحملات لجمع ونقل هذه الآثار، أشهرها حملة نابليون على مصر والمناطق المحيطة بها".
وأوضح العريضي أن "هذه الحملات الأوروبية كان لها تأثير كبير على نقل الثقافة والحضارة الشرقية إلى الغرب، ما أسهم بدوره في النهضة الأوروبية"، مضيفا: "كما دفع هذا الواقع الرحالة والمستشرقين الأوروبيين إلى زيارة الشرق وجمع المعلومات عن كنوزه الثقافية، سواء على شكل بعثات دبلوماسية، أو بعثات تبشيرية، أو سياحية، لنقل الأخبار إلى أوروبا حول ما تحتويه هذه المنطقة من آثار".
وأشار إلى أن "هذه الظاهرة ترافق مع فترة الحكم العثماني، الذي كان يهمش الاهتمام بالآثار والتاريخ، لا سيما في أواخر الدولة العثمانية حين ضعفت مؤسساتها. هذا الواقع سهّل على الأوروبيين شراء أو
نقل الآثار إلى الخارج، مما جعل الكثيرمن الآثار الشرقية تتوزع في متاحف العالم، سواء من سوريا ولبنان وفلسطين أو من العراق ومصر. لذا يمكن القول دون مبالغة أن معظم متاحف العالم تحتوي على آثار من هذه المنطقة الغنية بالتاريخ والثقافة والحضارة، والتي تعاني من نقص في الخارج".
وتابع العريضي: "إذا ذهبنا إلى أي متحف، سنجد قطعاً أثرية من الساحل الشرقي للمتوسط، خاصة من لبنان وفلسطين وسوريا القديمة، ومن مناطق مثل نيقيا وكنعان. بعض هذه القطع مبهرة على المستوى العالمي، مثل مجموعة المتحف المتروبوليتان التي تضم قطعاً فينيقية مصدرها لبنان، وأهمها قطع من معبد أشمون في صيدا التي استعيد بعضها لاحقا. كما يضم
متحف اللوفر الفرنسي قطعا شهيرة، أبرزها ناموس أشمون عازار، إضافة إلى مجموعات أثرية تم نقلها خلال فترة الانتداب الفرنسي عبر علماء آثار مثل أرنستينون وموريدينو من مناطق لبنانية عدة إلى فرنسا".
وأضاف: "متحف إسطنبول يضم مجموعة كبيرة مأخوذة من لبنان، لا سيما من صيدا، وتشمل نواويس رائعة ونادرة على مستوى العالم، مثل ناووس الملك تبنيت الذي يشبه التراث المصري، محفور عليه نص طويل بالهيروغليفية والفينيقية يروي عن الملك ومن ينتهك حرمة الملك. للأسف، تم نقل الجثة المحنطة من هذا الناووس مع السائل المحنطي، مما أدى إلى تحللها وفقدان معلومات قيمة عن طرق التحنيط القديمة".
وأشار العريضي أيضا إلى "تابوت الإسكندر، الذي يعد نموذجا نحتيا رائعا يصور المعركة بين الفرس واليونانيين، ويظهر صورة الإسكندر في المعركة بوضوح، إضافة إلى نواويس الباكيات والنواويس الأخرى التي تظهر البكاء على الموتى. ومن الجدير بالذكر أن النصوص الفينيقية الموجودة على الناووس، مثل نص أشمون عازار، تعد من أطول النصوص الفينيقية الموجودة عالميا، وتضفي على القطع قيمة تاريخية وفنية كبيرة".
وفيما يخص المتحف البريطاني، ذكر العريضي أن "هناك مجموعات من الشرق المتوسط، مع تركيز كبير على مصر والعراق، نتيجة
الانتداب البريطاني على العراق والفرنسي على سوريا ولبنان".
وأكد أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم وجود إحصاء دقيق للقطع الأثرية اللبنانية الموجودة في متاحف العالم، إذ لم تتمكن الدولة اللبنانية من إعداد هذا الإحصاء بسبب الحاجة إلى موارد وجهود كبيرة، مما أدى إلى نقص المعلومات عن مصادر القطع ومدى ملكيتها"، موضحا أن "بعض القطع التي سرقت حديثا تتابع
مديرية الآثار اللبنانية العمل على حصرها، كما أن الوزير السابق ريمون عريجي أطلق مبادرة لتسجيل القطع الأثرية الخاصة، ما ساعد على حفظها ومراقبتها".
ودلل العريضي على ذلك، "حين اكتشفت مجموعة من القطع الرخامية النادرة في معبد أشمون، وتم نقلها خلال الاجتياح الإسرائيلي إلى جبيل، وفُقدت معلوماتها بسبب عدم وجود لائحة دقيقة. لاحقا، ظهرت بعض هذه القطع في متحف المتروبوليتان في أمريكا، واستعاد لبنان جزءا منها بفضل متابعة عالم الآثار رالف سوكي وتطبيق قانون اليونسكو لعام 1970 و1971".
ولفت إلى أن "هناك تحديات كبيرة، إذ لا يمكن المطالبة بالقطع التي نُقلت قبل صدور قانون اليونسكو عام 1970، ما يضع لبنان أمام مشكلات تاريخية وقانونية، ويبرز أهمية وجود قوة تحمي الحقوق الثقافية، كما هو الحال بالنسبة للشعوب المهددة في أراضيها، مثل فلسطين".
كما أشار العريضي إلى قصص فقدان كنوز أثرية لبنانية، مثل "كنز فضي نُقل إلى سويسرا، ولم تستطع الدولة اللبنانية استعادته بسبب كلفة الدعوى القانونية العالية، مما يعكس ضعف المؤسسات اللبنانية في حماية التراث".
وشدد العريضي على "ضرورة التركيز على التوعية، وتعزيز الوعي الثقافي لدى المواطنين، والاعتناء بالمتاحف الوطنية، وإشراك البلديات في
حماية الأبنية التراثية والآثار المحلية"، مؤكدا أن "استثمار التراث الثقافي لا يقل أهمية عن الثروات الطبيعية، ويمكن أن يكون مصدر دخل مستدام إذا أحسن استثماره، ويعيد للبنان مكانته الحضارية والثقافية التي يستحقها".