https://sarabic.ae/20251111/هل-طالت-الأزمة-الإنسانية-كل-ولايات-السودان؟-1106955324.html
هل طالت الأزمة الإنسانية كل ولايات السودان؟
هل طالت الأزمة الإنسانية كل ولايات السودان؟
سبوتنيك عربي
لا تزال الأوضاع الإنسانية في السودان تثير الكثير من المخاوف حول انتشار الأوبئة والأمراض الخطرة نتيجة نقص الغذاء والدواء وتعذر وصول المواد الإغاثية إلى معسكرات... 11.11.2025, سبوتنيك عربي
2025-11-11T06:43+0000
2025-11-11T06:43+0000
2025-11-11T06:43+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
أخبار السودان اليوم
الفترة الانتقالية في السودان
قوات الدعم السريع السودانية
الجيش السوداني
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/04/07/1099311040_0:3:540:307_1920x0_80_0_0_b60692ee6008a84b302de1846ed9caf1.jpg
هل طالت الحرب كل مناطق السودان أم أن بعضها لا يزال يعيش بصورة مستقرة نسبيا رغم ما يحدث في باقي الولايات؟بداية، تقول الباحثة في الشأن السوداني، فاطمة لقاوة: "في غرب السودان، وتحديدا في مناطق كردفان ودارفور، بدأت ملامح حياة جديدة تتشكل بعد سنوات من العنف والحروب القبلية التي مزقت النسيج الاجتماعي وأهلكت الموارد".استقرار نسبيوأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك": "اليوم، يمكن القول إن مظاهر تلك الصراعات قد اختفت إلى حد كبير، وعاد الأمان نسبيا إلى المجتمعات المحلية في ظل وجود إدارات أهلية أكثر وعيا ومسؤولية، وقوات ميدانية تفرض النظام وتمنع الانفلات، لكن ورغم هذا الاستقرار الأمني النسبي، يعيش إنسان كردفان ودارفور واحدة من أقسى الأزمات المعيشية والإنسانية في تاريخ السودان الحديث".وتابعت لقاوة: "الدولة المركزية التي احتكرت القرار والموارد والخدمات، حرمت ملايين المواطنين في الغرب من أبسط حقوقهم الحياتية، من التعليم إلى الصحة وصولا إلى استخراج الأوراق الثبوتية والجوازات".وأشارت الباحثة في الشأن السوداني إلى أن "نتيجة تلك الإجراءات هو أجيال كاملة من الأطفال والشباب فقدت حقها في التعليم الأساسي والثانوي والجامعي، وتحولت المدارس إلى أطلال أو مقرات نازحين، فيما تعاني النساء في القرى والمدن من إنعدام الرعاية الصحية الأساسية، ويموت كثيرون بسبب أمراض يمكن علاجها بأدوية بسيطة".ونوهت بأنه "على الرغم من الجهود التي تبذلها المنظمات المحلية والدولية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق، إلا أن ضعف التنسيق وغياب مؤسسات الدولة جعل هذه المساعدات غير كافية وغير منتظمة، الأمر الذي فاقم معاناة السكان خاصة في مناطق النزاع والمعارك المستمرة بين طرفي الحرب".تحدي حقيقيوأوضحت لقاوة: "حكومة السلام التي أعلنها تحالف تأسيس أمام تحدي حقيقي حول كيفية سد الفراغ الخدمي والإداري في المناطق التي أصبحت تحت سيطرتها.. وكيف تضع أسس دولة عادلة تضمن الحقوق لكل السودانيين دون تمييز جغرافي أو سياسي، لأن الوضع في السودان، كما يبدو، تجاوز مجرد حرب بين طرفين، إنها أزمة دولة غابت عن مواطنيها، فتركتهم يواجهون مصيرهم في صمت".وطالبت لقاوة، أن تكون هناك "قيادة شجاعة تتحمل المسؤولية وتضع نهاية لهذه الحرب، لا لتنتصر لطرف، بل لتنتصر للوطن، ففي مثل تلك الحروب حتى من يظن أنه منتصر هو في الحقيقة خاسر".استمرار الحياةمن جانبها، تقول الخبيرة السودانية في الشؤون الأفريقية ومستشار الإعلام الدولي وفض النزاعات، لنا مهدي: "الأوضاع المعيشية في المناطق التي تديرها حكومة تحالف السودان التأسيسي "تأسيس" تبدو أكثر تماسكا مقارنة بعدد من الأقاليم الأخرى التي ما تزال تعاني من آثار الحرب، فبرغم صعوبة الظروف الاقتصادية العامة استطاعت الإدارة الحكومية المحلية في تلك المناطق أن تحافظ على الحد الأدنى من الخدمات وأن تبقي دورة الحياة اليومية مستمرة ولو بإمكانيات محدودة".وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك": "ما زالت الأسواق تعمل في مناطق تأسيس والمرافق الحيوية تؤدي دورها بدرجات متفاوتة، الأمر الذي يعكس قدرا من التنظيم والقدرة على إدارة الموارد المتاحة".وتابعت مهدي: "في الجانب الصحي على سبيل المثال تبذل حكومة تأسيس جهودا واضحة لإبقاء المستشفيات والمراكز الطبية في الخدمة، من خلال دعم محلي وتنسيق مع مبادرات أهلية وشبابية ساهمت في توفير الأدوية والمستلزمات الضرورية وإنقاذ كثير من الحالات الطارئة، رغم ضعف الإمكانيات وغياب الدعم المنتظم".واختتمت مهدي بالقول: "بوجه عام يمكن القول إن حكومة تأسيس استطاعت في حدود الواقع الصعب أن تقدم نموذجا لإدارة حكومية تحاول تثبيت مؤسساتها وتحسين أوضاع الناس بالتدرج، بعيدا عن الشعارات وبروح المسؤولية والاعتماد على الذات".التحديات الإنسانيةبدوره، يقول رئيس منظمات المجتمع المدني السودانية، عادل عبد الباقي: "بعد النزاعات الأخيرة في دارفور وإعلان تأسيس السيطرة على دارفور بالكامل من القوات المشتركة والقوات المسلحة السودانية، لا شك أن حكومة تأسيس لن تجد الأرض مفروشة بالورود، بل هناك تحديات وعقبات كبرى أمامها".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "نرى بأن حكومة تأسيس تواجه بعض التحديات الإنسانية لا سيما فى ظل غياب عدد كبير من المنظمات الأممية و الإقليمية، وقد شاهدنا في اليومين الماضيين، حكومة تأسيس تقوم بزيارات ميدانية وتقدم الدعم الإنساني للمواطنين في الفاشر".وتابع عبد الباقي: "نحن في منظمات المجتمع المدني السودانية نثمن كل دور يقوم بتقديم الدعم الإنساني للمواطنين ودعم التخفيف من قسوة أوضاع النازحين والمدنيين في دارفور، في الوقت ذاته هناك بعض الولايات تواجه تحديات في إيصال المساعدات الإنسانية".وطالب عبد الباقي بأن "يتم فتح الباب أمام منظمات المجتمع المدني للقيام بدورها في مناطق الصراع ومعسكرات النزوح وعدم الزج بالمدنيين في تلك الحرب لمجابهة الأزمة الإنسانية".وفي أبريل/ نيسان عام 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة في السودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
https://sarabic.ae/20251108/الرباعية-الدولية-الأمل-الأخير-لإنهاء-حرب-السودان-وسط-إشادة-بالدور-الإماراتي-1106877028.html
https://sarabic.ae/20251105/تحالف-تأسيس-قائد-الدعم-السريع-يأمر-بتشكيل-لجنة-للتحقيق--بالتجاوزات-الفردية-في-مدينة-الفاشر-1106766125.html
https://sarabic.ae/20251106/قوات-الدعم-السريع-توافق-على-الدخول-في-الهدنة-المطروحة-من-دول-الرباعية-1106814258.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
أحمد عبد الوهاب
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0b/11/1107188209_0:51:960:1011_100x100_80_0_0_bb4f592dbfd5bd9159d18de176616262.jpg
أحمد عبد الوهاب
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0b/11/1107188209_0:51:960:1011_100x100_80_0_0_bb4f592dbfd5bd9159d18de176616262.jpg
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/04/07/1099311040_64:0:476:309_1920x0_80_0_0_422b0d37fbd176e0004eeff67572597f.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
أحمد عبد الوهاب
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0b/11/1107188209_0:51:960:1011_100x100_80_0_0_bb4f592dbfd5bd9159d18de176616262.jpg
حصري, تقارير سبوتنيك, أخبار السودان اليوم, الفترة الانتقالية في السودان, قوات الدعم السريع السودانية, الجيش السوداني
حصري, تقارير سبوتنيك, أخبار السودان اليوم, الفترة الانتقالية في السودان, قوات الدعم السريع السودانية, الجيش السوداني
هل طالت الأزمة الإنسانية كل ولايات السودان؟
أحمد عبد الوهاب
مراسل "سبوتنيك" في مصر
حصري
لا تزال الأوضاع الإنسانية في السودان تثير الكثير من المخاوف حول انتشار الأوبئة والأمراض الخطرة نتيجة نقص الغذاء والدواء وتعذر وصول المواد الإغاثية إلى معسكرات النزوح وتجمعات الفارين، وعلى الجانب الآخر من الصورة هناك بعض المناطق في السودان تسير الحياة فيها بصورة شبه مستقرة.
هل طالت الحرب كل مناطق السودان أم أن بعضها لا يزال يعيش بصورة مستقرة نسبيا رغم ما يحدث في باقي الولايات؟
بداية، تقول الباحثة في الشأن السوداني، فاطمة لقاوة: "في غرب السودان، وتحديدا في مناطق كردفان ودارفور، بدأت ملامح حياة جديدة تتشكل بعد
سنوات من العنف والحروب القبلية التي مزقت النسيج الاجتماعي وأهلكت الموارد".
وأضافت في حديثها لـ"
سبوتنيك": "اليوم، يمكن القول إن مظاهر تلك الصراعات قد اختفت إلى حد كبير، وعاد الأمان نسبيا إلى المجتمعات المحلية في ظل وجود إدارات أهلية أكثر وعيا ومسؤولية، وقوات ميدانية تفرض النظام وتمنع الانفلات، لكن ورغم هذا الاستقرار الأمني النسبي، يعيش إنسان
كردفان ودارفور واحدة من أقسى الأزمات المعيشية والإنسانية في تاريخ السودان الحديث".
وتابعت لقاوة: "الدولة المركزية التي احتكرت القرار والموارد والخدمات، حرمت ملايين المواطنين في الغرب من أبسط حقوقهم الحياتية، من التعليم إلى الصحة وصولا إلى استخراج الأوراق الثبوتية والجوازات".
وأشارت الباحثة في الشأن السوداني إلى أن "نتيجة تلك الإجراءات هو أجيال كاملة من الأطفال والشباب فقدت حقها في التعليم الأساسي والثانوي والجامعي، وتحولت المدارس إلى أطلال أو مقرات نازحين، فيما تعاني النساء في القرى والمدن من إنعدام الرعاية الصحية الأساسية، ويموت كثيرون بسبب أمراض يمكن علاجها بأدوية بسيطة".
ونوهت بأنه "على الرغم من الجهود التي تبذلها
المنظمات المحلية والدولية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق، إلا أن ضعف التنسيق وغياب مؤسسات الدولة جعل هذه المساعدات غير كافية وغير منتظمة، الأمر الذي فاقم معاناة السكان خاصة في مناطق النزاع والمعارك المستمرة بين طرفي الحرب".
وأوضحت لقاوة: "حكومة السلام التي أعلنها تحالف تأسيس أمام تحدي حقيقي حول كيفية سد الفراغ الخدمي والإداري في المناطق التي أصبحت تحت سيطرتها.. وكيف تضع أسس دولة عادلة تضمن الحقوق لكل السودانيين دون تمييز جغرافي أو سياسي، لأن
الوضع في السودان، كما يبدو، تجاوز مجرد حرب بين طرفين، إنها أزمة دولة غابت عن مواطنيها، فتركتهم يواجهون مصيرهم في صمت".
وطالبت لقاوة، أن تكون هناك "قيادة شجاعة تتحمل المسؤولية وتضع نهاية لهذه الحرب، لا لتنتصر لطرف، بل لتنتصر للوطن، ففي مثل تلك الحروب حتى من يظن أنه منتصر هو في الحقيقة خاسر".
من جانبها، تقول الخبيرة السودانية في الشؤون الأفريقية ومستشار الإعلام الدولي وفض النزاعات، لنا مهدي: "
الأوضاع المعيشية في المناطق التي تديرها حكومة تحالف السودان التأسيسي "تأسيس" تبدو أكثر تماسكا مقارنة بعدد من الأقاليم الأخرى التي ما تزال تعاني من آثار الحرب، فبرغم صعوبة الظروف الاقتصادية العامة استطاعت الإدارة الحكومية المحلية في تلك المناطق أن تحافظ على الحد الأدنى من الخدمات وأن تبقي دورة الحياة اليومية مستمرة ولو بإمكانيات محدودة".
وأضافت في حديثها لـ"
سبوتنيك": "ما زالت الأسواق تعمل في مناطق تأسيس والمرافق الحيوية تؤدي دورها بدرجات متفاوتة، الأمر الذي يعكس قدرا من التنظيم والقدرة على إدارة الموارد المتاحة".
وتابعت مهدي: "في الجانب الصحي على سبيل المثال تبذل حكومة تأسيس جهودا واضحة لإبقاء المستشفيات والمراكز الطبية في الخدمة، من خلال دعم محلي وتنسيق مع
مبادرات أهلية وشبابية ساهمت في توفير الأدوية والمستلزمات الضرورية وإنقاذ كثير من الحالات الطارئة، رغم ضعف الإمكانيات وغياب الدعم المنتظم".
وحول مدى انتظام العملية التعليمية، تقول مهدي: "ما يتعلق بالتعليم، سعت الحكومة إلى إعادة فتح المدارس وضمان استمرار العام الدراسي ولو في بيئات مؤقتة أو مبانٍ بديلة، وذلك حفاظا على حق الطلاب في التعليم وعدم تعطيل مستقبلهم وهو ما يعكس توجها إيجابيا نحو الاستقرار الاجتماعي".
واختتمت مهدي بالقول: "بوجه عام يمكن القول إن حكومة تأسيس استطاعت في حدود الواقع الصعب أن تقدم نموذجا لإدارة حكومية تحاول تثبيت مؤسساتها وتحسين أوضاع الناس بالتدرج، بعيدا عن الشعارات وبروح المسؤولية والاعتماد على الذات".
بدوره، يقول رئيس منظمات المجتمع المدني السودانية، عادل عبد الباقي: "بعد النزاعات الأخيرة في دارفور وإعلان تأسيس السيطرة على دارفور بالكامل من القوات المشتركة والقوات المسلحة السودانية، لا شك أن حكومة تأسيس لن تجد الأرض مفروشة بالورود، بل هناك تحديات وعقبات كبرى أمامها".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "نرى بأن حكومة تأسيس تواجه بعض التحديات الإنسانية لا سيما فى ظل غياب عدد كبير من المنظمات الأممية و الإقليمية، وقد شاهدنا في اليومين الماضيين، حكومة تأسيس تقوم بزيارات ميدانية وتقدم الدعم الإنساني للمواطنين في الفاشر".
وتابع عبد الباقي: "نحن في منظمات
المجتمع المدني السودانية نثمن كل دور يقوم بتقديم الدعم الإنساني للمواطنين ودعم التخفيف من قسوة أوضاع النازحين والمدنيين في دارفور، في الوقت ذاته هناك بعض الولايات تواجه تحديات في إيصال المساعدات الإنسانية".
وطالب عبد الباقي بأن "يتم فتح الباب أمام منظمات المجتمع المدني للقيام بدورها في مناطق الصراع ومعسكرات النزوح وعدم الزج بالمدنيين في تلك الحرب لمجابهة الأزمة الإنسانية".
وفي أبريل/ نيسان عام 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة في السودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية
لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.