https://sarabic.ae/20251228/ما-خطورة-الاعتراف-الإسرائيلي-بـأرض-الصومال-على-المنطقة-والقرن-الأفريقي-1108674687.html
ما خطورة الاعتراف الإسرائيلي بـ"أرض الصومال" على المنطقة والقرن الأفريقي؟
ما خطورة الاعتراف الإسرائيلي بـ"أرض الصومال" على المنطقة والقرن الأفريقي؟
سبوتنيك عربي
فجرت إسرائيل قنبلة جديدة في المنطقة، هذه المرة في القرن الأفريقي، تلك المنطقة شديدة التعقيد بعد إعلانها الاعتراف بإقليم "أرض الصومال" (صوماليلاند) كدولة... 28.12.2025, سبوتنيك عربي
2025-12-28T19:59+0000
2025-12-28T19:59+0000
2025-12-28T19:59+0000
حصري
تقارير منوعات
الصومال
إسرائيل
جامعة الدول العربية
العالم العربي
توتر العلاقات في القرن الأفريقي
مصر
أخبار تركيا اليوم
منظمة الأمم المتحدة
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/05/1f/1049121719_0:0:1280:721_1920x0_80_0_0_df35215c2aac15d050fd4d24c2634510.jpg
يرى مراقبون أن التحرك الإسرائيلي يهدف إلى تصدير الأزمات الداخلية في المقام الأول، علاوة على السعي لتنفيذ مخطط متشابك للضغط على الدول لتحقيق أهدافها، سواء التي تتعلق بالقضية الفلسطينية أو غيرها من الاتفاقات كـ"الشرق الأوسط الجديد" أو "الكبير" وكذا اتفاقات إبراهيم عبر تقسيم الدول إلى دويلات يسهل السيطرة عليها، لكن الأمر لن يمر بتلك السهولة التي تريدها تل أبيب لأنه يتعلق بمصالح قوى كبرى في المنطقة.أصدر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في اجتماع غير عادي عقد اليوم الأحد، بيانا ختاميا شدد فيه على إدانته بأشد العبارات الاعتراف الإسرائيلي بإقليم "أرض الصومال" (صوماليلاند) ككيان مستقل، معتبرا هذا الاعتراف غير قانوني وباطلا ولاغيا من الناحية القانونية الدولية.وجدد البيان التأكيد على الموقف العربي الثابت والواضح، بأن إقليم الشمال الغربي للصومال يعد جزءا لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية ذات السيادة المعترف بها دوليا، مشيرا إلى أن الخطوة الإسرائيلية -التي أُعلنت يوم الجمعة الماضية- تأتي في إطار محاولات إسرائيل المستمرة لزعزعة الأمن والسلام الإقليمي والدولي.ودعا المجلس جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية إلى الامتناع التام عن أي تعامل رسمي أو شبه رسمي مع سلطات إقليم "أرض الصومال" خارج إطار السيادة الصومالية، محذرا من أن أي خطوات من هذا القبيل تشكل سابقة خطيرة تهدد الاستقرار في القرن الأفريقي والمنطقة ككل.تقدير موقفبداية يقول الدكتور حسن شيخ علي نور، خبير العلاقات الدولية، وأستاذ الدراسات الأمنية في المعهد العالي للدراسات الأمنية في مقديشو الصومال: "في الفترة الماضية كان هناك نائب في الكونغرس الأمريكي دائم الحديث في الإعلام العالمي، على أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرس الإعتراف بأرض الصومال أو (صوماليلاند) كدولة مستقلة، هذا التحرك كان خلفه اللوبي الصهيوني الأمريكي بإيعاز من إسرائيل، وبعد إعلان نتنياهو عن الإعتراف بأرض الصومال، جاء بيان وزارة الخارجية الأمريكية واضحا، بأن موقف واشنطن هو مع الصومال الموحد وأن أرض الصومال جزء لا يتجزأ منها".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "لو أفترضنا جدلا أن إسرائيل استطاعت أن يكون لها قدم على شواطيء البحر الأحمر في أرض الصومال، هذا الأمر لا يشكل خطرا على الصومال بمفردها، بل سوف يشكل خطرا على الأمن القومي العربي عامة وبشكل خاص على مصر والسعودية ودول الخليج العربية، نظرا لأن الموقع الجيوبوليتيكي الصومالي خطير جدا لأنه يربط بين القارات الثلاثة وممر تجاري دولي، هذا الموقع الجيوبوليتيكي يمثل حساسية للعالم بصفة عامة، لذا غالبية دول العالم أعلنوا رفضهم لزعم نتنياهو".وتابع شيخ علي، "البيان الذي صدر من الخارجية الصومالية حول المزاعم الإسرائيلية، أكد أن التصريحات التي أطلقها نتنياهو هى تدخل سافر في الشأن الداخلي، مشيرا إلى أن نتنياهو في تلك المرحلة هو شخص فاقد السيطرة ليس فقط في العالم الخارجي، بل حتى في الداخل الإسرائيلي بارتكاب خروقات، ومتهم بارتكاب المجازر والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لذا فإن نتنياهو يحاول الخروج من الواقع الأليم الذي يعيش فيه، ومحاولة تصدير الأزمات الداخلية إلى العالم الخارجي، وهى كما نرى تصريحات لا تأثير لها على أرض الواقع وسوف تبقى الصومال موحدة وننظر إلى التصريحات الإسرائيلية بأنها لا أساس ولا تأثير لها على أرض الواقع".مصر وتركياوحول تأثير الاعتراف الإسرائيلي على دول المنطقة وما إذا كانت إسرائيل تهدف من وراء تلك التصريحات الضغط على تلك الدول يقول شيخ علي: "لا أظن أن إسرائيل قادرة على الضغط على مصر على سبيل المثال والتي وقعت اتفاقية استراتيجية مع الصومال، علاوة على الاتفاق الموقع بين الصومال وتركيا، لذا فإن وحدة الأراضي الصومالية مضمونة من قبل القاهرة وأنقرة أيضا".ولفت شيخ علي إلى أن: "بعض الدول يمكن أن تنحى أو تقول ما قالت به إسرائيل حول الإعتراف بأرض الصومال، لكن هذا لن يحدث إلا بإيحاء إسرائيلي، فلا توجد دولة في العالم تشكل خطرا على الأمن القومي الصومالي سوى دولة بالجوار وكان الرد المصري والتركي حاسما عليها، بأن الوحدة الصومالية خط أحمر، نحن لا نخشى على الأمن القومي الصومالي، لكن يبدو أن إسرائيل تريد أن تضغط بشكل ما على بعض حلفاء الصومال، لكنها لن تستطيع تحقيق ذلك".باطل قانونامن جانبه يقول، المحلل السياسي الصومالي، عمر محمد: " قانونيا، هذا الاعتراف الإسرائيلي باطل حسب المواثيق والأعراف المحلية والإقليمية والدولية، ولا يغير من الواقع شيئا وفق تصريح، السيد أحمد معلم فقي، وزير الدفاع في الحكومة الفيدرالية الصومالية، وقد اعترفت تايوان بهذه الإدارة الانفصالية سابقا ولم يغير ذلك شيئا من الواقع، فالكيان الصهيوني( إسرائيل) ذاته لا يتمتع بالشرعية والصفة القانونية التي تخوله لذلك، بل يفتقر ذاته إلى الاعتراف والقبول".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أما توقيت الاعتراف، فيبدو أنه كان مخططا ومتعمدا، إذ أتى بعد ساعات فقط، من أول انتخابات محلية عامة ومباشرة (صوت واحد لشخص واحد) شهدتها العاصمة مقديشو منذ 1969، إذ يرى البعض أن هذه الخطوة الإيجابية على الرغم من علاتها وأخطائها لم ترق لأعداء الأمة الصومالية ووحدة أراضيها وتقدم دولتها وازدهارها".وفيما يتعلق بتداعيات هذه الخطوة في الداخل الصومالي، يقول، محمد، "أثبتت التجارب التاريخية أن الشعب الصومالي على الرغم من انقساماته الداخلية وتناحراته القبلية، إلا أنه يقف متحدا في وجه الغزاة والمحتلين، وعلى هذا المنوال، فقد أقر البرلمان الصومالي بمجلسيه الشعب والشيوخ في جلسته الطارئة اليوم الأحد 28/ديسمبر-كانون الأول/2025م، قرارا بالإجماع يرفض ويتصدى لانتهاكات الاحتلال لسيادة الصومال ووحدة أراضي الجمهورية الصومالية الفيدرالية".وتابع، "في الوقت ذاته أصدرت منصة إنقاذ الصومال التي يتحد تحتها أقطاب المعارضة الصومالية من بينهم الرئيس الصومالي الأسبق شريف شيخ أحمد، بيانا يوضحون فيه موقفهم الداعم للحكومة الفيدرالية الصومالية إزاء ما تتخذه من إجراءات في حماية سيادة البلاد ووحدة أراضيها".تصدير الأزماتوأكد المحلل السياسي أنه "في داخل صوماليلاند "الإدارة الانفصالية في شمال غرب الصومال" هناك أصوات رافضة لهذه الخطوة التي أقدمت عليها الإدارة، وتفيد الأنباء باعتقال السلطات لبعض من رموز المجتمع هناك، عقب توضيح موقفهم الرافض لهذه الخطوة من بينهم عالم دين يدعى الشيخ الدكتور محمد كارييه، حسبما تتناقله الأنباء".ولفت محمد إلى أن، "هذه الخطوة على العموم تبدو من وجهة نظري محاولة بائسة ويائسة من الاحتلال لنقل صراعات الشرق الأوسط إلى القرن الأفريقي الذي يعج بالكثير من الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية، الأمر الذي يتطلب إجماعا عربيا مشتركا، وتحركا إقليميا موحدا، فضلا عن قرارات صارمة لكل من الجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة الإيغاد، ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، توقف الكيان عند حده وتمسك بيده حتى لا يعيث في الأرض فسادا، فهذه المنطقة متوترة وحساسة، وقابلة للاشتعال لأدنى سبب".سابقة خطيرةبدوره رحب الدكتور محمد محمود مهران، الخبير المصري وأستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، ببيان وزارة الخارجية المصرية والذي أدان بأشد العبارات اعتراف إسرائيل الأحادي بما يسمى أرض الصومال باعتباره انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويقوض أسس السلم والأمن الدوليين، ويسهم في زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، يأتي هذا التحرك الإسرائيلي في سياق مخطط شامل يربط بين تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري وبين اختراق القرن الأفريقي استراتيجيا لتطويق مصر وتهديد أمنها القومي، وما كشفته القناة 14 الإسرائيلية عن صفقة تربط الاعتراف بصوماليلاند مقابل قبولها استيعاب سكان غزة المهجرين قسرا يكشف حقيقة المؤامرة، مشيرا إلى أن إعلان نتنياهو الاعتراف الرسمي بصوماليلاند كدولة مستقلة ذات سيادة يمثل الخطوة الأولى في تنفيذ هذا المخطط الإجرامي.وأضاف مهران، أن توقيع نتنياهو ووزير خارجيته جدعون ساعر إعلانا مشتركا مع ما يسمى رئيس صومالي لاند تحت مظلة اتفاقيات إبراهيم، يكشف عن استراتيجية إسرائيلية ممنهجة لتفتيت الدول العربية والأفريقية، حيث سبق أن نجحت إسرائيل في تقسيم السودان عام 2011 وتسعى الآن لتكرار السيناريو في الصومال ودول أخرى، مشيرا إلى أن هذا الاعتراف ينتهك بشكل مباشر المادة الثانية الفقرة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة التي تحظر المساس بالسلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة، كما ينتهك قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تؤكد جميعها على وحدة الصومال وسيادته على كامل أراضيه.وأوضح مهران، أن ميثاق الاتحاد الأفريقي يرفض بشكل قاطع تغيير الحدود الموروثة عن الاستعمار، وأن جميع الدول الأفريقية ملزمة باحترام مبدأ السلامة الإقليمية، وأن اعتراف إسرائيل بالكيان الانفصالي يشكل سابقة خطيرة تهدد وحدة العديد من الدول الأفريقية التي تعاني من حركات انفصالية.تهديد مباشروحذر خبير القانون الدولي من أنه، من زاوية الأمن القومي المصري، نجد أن موقع صوماليلاند الاستراتيجي على مضيق باب المندب يجعل السيطرة الإسرائيلية عليها تهديدا مباشرا للأمن المائي والبحري المصري، لافتا إلى أن إسرائيل تسعى لتطويق مصر من الجنوب والسيطرة على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، الخطير في الأمر أن هذا المخطط يتم تنفيذه بالتزامن مع محاولات التهجير القسري للفلسطينيين، مما يكشف عن رؤية إسرائيلية شاملة لإعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم أطماعها التوسعية ويحقق هيمنتها الاستراتيجية على حساب الأمن القومي العربي.يذكر أن الخارجية المصرية أصدرت بيانا جددت فيه رفضها التام للإجراءات الأحادية التي تمس سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها وتتعارض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما أكدت القاهرة رفضها التام للاعتراف بأي كيانات موازية أو انفصال بطرق غير شرعية وغير قانونية، ودعمها الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية.وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن أول أمس الجمعة، اعتراف إسرائيل بـ"أرض الصومال دولة مستقلة وذات سيادة".ووقع نتنياهو، ووزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، وزعيم جمهورية "أرض الصومال"، المعلنة من جانب واحد، عبد الرحمن محمد عبد الله، إعلانًا مشتركًا بهذا الشأن.وأعرب وزراء خارجية 21 دولة بينها مصر وتركيا والسعودية وإيران، في بيان مشترك أمس السبت، عن رفضهم الكامل لاعتراف إسرائيل بـ"أرض الصومال"، مشددين على أن "تلك الخطوة لها تداعيات خطيرة على منطقة القرن الأفريقي".يذكر أن الصومال فقد فعليا وحدته كدولة مركزية عام 1991، عقب سقوط حكومة سياد بري. وتسيطر الحكومة الفيدرالية المعترف بها دوليا على العاصمة مقديشو وبعض المناطق الأخرى، فيما تعمل إدارة إقليم "أرض الصومال"، في الشمال منذ عام 1991 بشكل مستقل، دون أن تحظى باعتراف دولي كدولة منفصلة.
https://sarabic.ae/20251228/جامعة-الدول-العربية-ترفض-بشدة-اعتراف-إسرائيل-بـأرض-الصومال-وتؤكد-وحدة-الصومال-وسيادته-1108667403.html
https://sarabic.ae/20251228/إعلام-إسرائيلي-الاعتراف-بـأرض-الصومال-يمنح-إسرائيل-عمقا-استراتيجيا-وخيارات-جديدة-لسلاح-الجو-1108673192.html
https://sarabic.ae/20251228/الرئيس-الصومالي-اعتراف-إسرائيل-بـأرض-الصومال-يمثل-عدوانا-واضحا-وانتهاكا-مرفوضا-لسيادتنا-1108662616.html
https://sarabic.ae/20251228/البرلمان-الصومالي-يعتمد-بالإجماع-قرارا-يرفض-ويبطل-اعتراف-إسرائيل-بـأرض-الصومال-1108660980.html
https://sarabic.ae/20251123/ما-تداعيات-التصريحات-الإسرائيلية-بإمكانية-اعترافها-بـصوماليلاند-كدولة-مستقلة-عن-الصومال؟-1107423697.html
https://sarabic.ae/20251227/الصومال-يطلب-اجتماعا-عاجلا-للجامعة-العربية-لبحث-اعتراف-إسرائيل-بـصومالي-لاند-1108637144.html
الصومال
إسرائيل
مصر
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
أحمد عبد الوهاب
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0b/11/1107188209_0:51:960:1011_100x100_80_0_0_bb4f592dbfd5bd9159d18de176616262.jpg
أحمد عبد الوهاب
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0b/11/1107188209_0:51:960:1011_100x100_80_0_0_bb4f592dbfd5bd9159d18de176616262.jpg
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/05/1f/1049121719_0:0:1280:960_1920x0_80_0_0_c796524b359a42f69f864f351acd1e3d.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
أحمد عبد الوهاب
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0b/11/1107188209_0:51:960:1011_100x100_80_0_0_bb4f592dbfd5bd9159d18de176616262.jpg
حصري, تقارير منوعات, الصومال, إسرائيل, جامعة الدول العربية, العالم العربي, توتر العلاقات في القرن الأفريقي, مصر, أخبار تركيا اليوم, منظمة الأمم المتحدة
حصري, تقارير منوعات, الصومال, إسرائيل, جامعة الدول العربية, العالم العربي, توتر العلاقات في القرن الأفريقي, مصر, أخبار تركيا اليوم, منظمة الأمم المتحدة
ما خطورة الاعتراف الإسرائيلي بـ"أرض الصومال" على المنطقة والقرن الأفريقي؟
أحمد عبد الوهاب
مراسل "سبوتنيك" في مصر
حصري
فجرت إسرائيل قنبلة جديدة في المنطقة، هذه المرة في القرن الأفريقي، تلك المنطقة شديدة التعقيد بعد إعلانها الاعتراف بإقليم "أرض الصومال" (صوماليلاند) كدولة مستقلة، ما أثار موجة من ردود الفعل الرافضة لهذا التحرك الذي يزيد من اشتعال المنطقة ويؤسس لسابقة خطيرة تخالف القانون الدولي وتهدد وحدة واستقرار الدول.
يرى مراقبون أن التحرك الإسرائيلي يهدف إلى تصدير الأزمات الداخلية في المقام الأول، علاوة على السعي لتنفيذ مخطط متشابك للضغط على الدول لتحقيق أهدافها، سواء التي تتعلق بالقضية الفلسطينية أو غيرها من الاتفاقات كـ"الشرق الأوسط الجديد" أو "الكبير" وكذا اتفاقات إبراهيم عبر تقسيم الدول إلى دويلات يسهل السيطرة عليها، لكن الأمر لن يمر بتلك السهولة التي تريدها تل أبيب لأنه يتعلق بمصالح قوى كبرى في المنطقة.
أصدر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في اجتماع غير عادي عقد اليوم الأحد، بيانا ختاميا شدد فيه على إدانته بأشد العبارات
الاعتراف الإسرائيلي بإقليم "أرض الصومال" (صوماليلاند) ككيان مستقل، معتبرا هذا الاعتراف غير قانوني وباطلا ولاغيا من الناحية القانونية الدولية.
وجدد البيان التأكيد على الموقف العربي الثابت والواضح، بأن إقليم الشمال الغربي للصومال يعد جزءا لا يتجزأ من جمهورية
الصومال الفيدرالية ذات السيادة المعترف بها دوليا، مشيرا إلى أن الخطوة الإسرائيلية -التي أُعلنت يوم الجمعة الماضية- تأتي في إطار محاولات إسرائيل المستمرة لزعزعة الأمن والسلام الإقليمي والدولي.
واعتبر المجلس أن هذا الاعتراف يمثل محاولة خطيرة لإعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية في منطقة خليج عدن والبحر الأحمر، قبالة السواحل الصومالية، معبرا عن رفضه القاطع لاستخدام أي جزء من الأراضي الصومالية من قبل أطراف خارجية كمنصة أو منطلق لأعمال عدائية أو عسكرية أو استخباراتية تستهدف دولاً أخرى
ودعا المجلس جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية إلى الامتناع التام عن أي تعامل رسمي أو شبه رسمي مع سلطات إقليم "أرض الصومال" خارج إطار
السيادة الصومالية، محذرا من أن أي خطوات من هذا القبيل تشكل سابقة خطيرة تهدد الاستقرار في القرن الأفريقي والمنطقة ككل.
بداية يقول الدكتور حسن شيخ علي نور، خبير العلاقات الدولية، وأستاذ الدراسات الأمنية في المعهد العالي للدراسات الأمنية في مقديشو الصومال: "في الفترة الماضية كان هناك نائب في الكونغرس الأمريكي دائم الحديث في الإعلام العالمي، على أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرس الإعتراف بأرض الصومال أو (صوماليلاند) كدولة مستقلة، هذا التحرك كان خلفه اللوبي الصهيوني الأمريكي بإيعاز من إسرائيل، وبعد إعلان نتنياهو عن الإعتراف بأرض الصومال، جاء بيان وزارة الخارجية الأمريكية واضحا، بأن موقف واشنطن هو مع الصومال الموحد وأن أرض الصومال جزء لا يتجزأ منها".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "لو أفترضنا جدلا أن إسرائيل استطاعت أن يكون لها قدم على شواطيء البحر الأحمر في أرض الصومال، هذا الأمر لا يشكل خطرا على الصومال بمفردها، بل سوف يشكل خطرا على الأمن القومي العربي عامة وبشكل خاص على
مصر والسعودية ودول الخليج العربية، نظرا لأن الموقع الجيوبوليتيكي الصومالي خطير جدا لأنه يربط بين القارات الثلاثة وممر تجاري دولي، هذا الموقع الجيوبوليتيكي يمثل حساسية للعالم بصفة عامة، لذا غالبية دول العالم أعلنوا رفضهم لزعم نتنياهو".
وتابع شيخ علي، "البيان الذي صدر من الخارجية الصومالية حول المزاعم الإسرائيلية، أكد أن التصريحات التي أطلقها نتنياهو هى تدخل سافر في الشأن الداخلي، مشيرا إلى أن نتنياهو في تلك المرحلة هو شخص فاقد السيطرة ليس فقط في العالم الخارجي، بل حتى في الداخل
الإسرائيلي بارتكاب خروقات، ومتهم بارتكاب المجازر والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لذا فإن نتنياهو يحاول الخروج من الواقع الأليم الذي يعيش فيه، ومحاولة تصدير الأزمات الداخلية إلى العالم الخارجي، وهى كما نرى تصريحات لا تأثير لها على أرض الواقع وسوف تبقى الصومال موحدة وننظر إلى التصريحات الإسرائيلية بأنها لا أساس ولا تأثير لها على أرض الواقع".
وحول تأثير الاعتراف الإسرائيلي على دول المنطقة وما إذا كانت إسرائيل تهدف من وراء تلك التصريحات الضغط على تلك الدول يقول شيخ علي: "لا أظن أن إسرائيل قادرة على الضغط على مصر على سبيل المثال والتي وقعت اتفاقية استراتيجية مع الصومال، علاوة على الاتفاق الموقع بين
الصومال وتركيا، لذا فإن وحدة الأراضي الصومالية مضمونة من قبل القاهرة وأنقرة أيضا".
ولفت شيخ علي إلى أن: "بعض الدول يمكن أن تنحى أو تقول ما قالت به إسرائيل حول الإعتراف بأرض الصومال، لكن هذا لن يحدث إلا بإيحاء إسرائيلي، فلا توجد دولة في العالم تشكل خطرا على الأمن القومي الصومالي سوى دولة بالجوار وكان الرد المصري والتركي حاسما عليها، بأن الوحدة الصومالية خط أحمر، نحن لا نخشى على الأمن القومي الصومالي، لكن يبدو أن إسرائيل تريد أن تضغط بشكل ما على بعض حلفاء الصومال، لكنها لن تستطيع تحقيق ذلك".
من جانبه يقول، المحلل السياسي الصومالي، عمر محمد: " قانونيا، هذا الاعتراف الإسرائيلي باطل حسب المواثيق والأعراف المحلية والإقليمية والدولية، ولا يغير من الواقع شيئا وفق تصريح، السيد أحمد معلم فقي، وزير الدفاع في
الحكومة الفيدرالية الصومالية، وقد اعترفت تايوان بهذه الإدارة الانفصالية سابقا ولم يغير ذلك شيئا من الواقع، فالكيان الصهيوني( إسرائيل) ذاته لا يتمتع بالشرعية والصفة القانونية التي تخوله لذلك، بل يفتقر ذاته إلى الاعتراف والقبول".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "أما توقيت الاعتراف، فيبدو أنه كان مخططا ومتعمدا، إذ أتى بعد ساعات فقط، من أول انتخابات محلية عامة ومباشرة (صوت واحد لشخص واحد) شهدتها العاصمة مقديشو منذ 1969، إذ يرى البعض أن هذه الخطوة الإيجابية على الرغم من علاتها وأخطائها لم ترق لأعداء الأمة الصومالية ووحدة أراضيها وتقدم دولتها وازدهارها".
وفيما يتعلق بتداعيات هذه الخطوة في الداخل الصومالي، يقول، محمد، "أثبتت التجارب التاريخية أن
الشعب الصومالي على الرغم من انقساماته الداخلية وتناحراته القبلية، إلا أنه يقف متحدا في وجه الغزاة والمحتلين، وعلى هذا المنوال، فقد أقر البرلمان الصومالي بمجلسيه الشعب والشيوخ في جلسته الطارئة اليوم الأحد 28/ديسمبر-كانون الأول/2025م، قرارا بالإجماع يرفض ويتصدى لانتهاكات الاحتلال لسيادة الصومال ووحدة أراضي الجمهورية الصومالية الفيدرالية".
وتابع، "في الوقت ذاته أصدرت منصة إنقاذ الصومال التي يتحد تحتها أقطاب المعارضة الصومالية من بينهم الرئيس الصومالي الأسبق شريف شيخ أحمد، بيانا يوضحون فيه موقفهم الداعم للحكومة الفيدرالية الصومالية إزاء ما تتخذه من إجراءات في حماية سيادة البلاد ووحدة أراضيها".
وأكد المحلل السياسي أنه "في
داخل صوماليلاند "الإدارة الانفصالية في شمال غرب الصومال" هناك أصوات رافضة لهذه الخطوة التي أقدمت عليها الإدارة، وتفيد الأنباء باعتقال السلطات لبعض من رموز المجتمع هناك، عقب توضيح موقفهم الرافض لهذه الخطوة من بينهم عالم دين يدعى الشيخ الدكتور محمد كارييه، حسبما تتناقله الأنباء".
ويرى محمد أنه "في الوقت الراهن، قد لا تتجرأ دولة من الدول أن تحذو حذو إسرائيل، لأن معظم دول العالم ملتزمة بالقانون الدولي وإن كان على تفاوت فيما بينها، وعلى خلاف مع هذا الكيان الغاصب المدلل الذي ينتهك القوانين والأعراف الدولية بكرة وأصيلا".
ولفت محمد إلى أن، "هذه الخطوة على العموم تبدو من وجهة نظري محاولة بائسة ويائسة من الاحتلال لنقل صراعات الشرق الأوسط إلى
القرن الأفريقي الذي يعج بالكثير من الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية، الأمر الذي يتطلب إجماعا عربيا مشتركا، وتحركا إقليميا موحدا، فضلا عن قرارات صارمة لكل من الجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة الإيغاد، ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، توقف الكيان عند حده وتمسك بيده حتى لا يعيث في الأرض فسادا، فهذه المنطقة متوترة وحساسة، وقابلة للاشتعال لأدنى سبب".
بدوره رحب الدكتور محمد محمود مهران، الخبير المصري وأستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، ببيان وزارة الخارجية المصرية والذي أدان بأشد العبارات اعتراف إسرائيل الأحادي بما يسمى أرض الصومال باعتباره انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويقوض أسس السلم والأمن الدوليين، ويسهم في زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
وقال في حديثه لـ"
سبوتنيك"، يأتي هذا التحرك الإسرائيلي في سياق مخطط شامل يربط بين تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري وبين اختراق القرن الأفريقي استراتيجيا لتطويق مصر وتهديد أمنها القومي، وما كشفته القناة 14 الإسرائيلية عن صفقة تربط
الاعتراف بصوماليلاند مقابل قبولها استيعاب سكان غزة المهجرين قسرا يكشف حقيقة المؤامرة، مشيرا إلى أن إعلان نتنياهو الاعتراف الرسمي بصوماليلاند كدولة مستقلة ذات سيادة يمثل الخطوة الأولى في تنفيذ هذا المخطط الإجرامي.
وأضاف مهران، أن توقيع نتنياهو ووزير خارجيته جدعون ساعر إعلانا مشتركا مع ما يسمى رئيس صومالي لاند تحت مظلة اتفاقيات إبراهيم، يكشف عن استراتيجية إسرائيلية ممنهجة لتفتيت الدول العربية والأفريقية، حيث سبق أن نجحت إسرائيل في تقسيم السودان عام 2011 وتسعى الآن لتكرار السيناريو في
الصومال ودول أخرى، مشيرا إلى أن هذا الاعتراف ينتهك بشكل مباشر المادة الثانية الفقرة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة التي تحظر المساس بالسلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة، كما ينتهك قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تؤكد جميعها على وحدة الصومال وسيادته على كامل أراضيه.
وأوضح مهران، أن ميثاق الاتحاد الأفريقي يرفض بشكل قاطع تغيير الحدود الموروثة عن الاستعمار، وأن جميع الدول الأفريقية ملزمة باحترام مبدأ السلامة الإقليمية، وأن اعتراف
إسرائيل بالكيان الانفصالي يشكل سابقة خطيرة تهدد وحدة العديد من الدول الأفريقية التي تعاني من حركات انفصالية.
وحذر خبير القانون الدولي من أنه، من زاوية الأمن القومي المصري، نجد أن
موقع صوماليلاند الاستراتيجي على مضيق باب المندب يجعل السيطرة الإسرائيلية عليها تهديدا مباشرا للأمن المائي والبحري المصري، لافتا إلى أن إسرائيل تسعى لتطويق مصر من الجنوب والسيطرة على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، الخطير في الأمر أن هذا المخطط يتم تنفيذه بالتزامن مع محاولات التهجير القسري للفلسطينيين، مما يكشف عن رؤية إسرائيلية شاملة لإعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم أطماعها التوسعية ويحقق هيمنتها الاستراتيجية على حساب الأمن القومي العربي.
وأكد مهران، أن الصمت الدولي على هذه الجريمة سيفتح الباب أمام موجة من التفتيت والانفصال في مناطق مختلفة من العالم، مما يقوض النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، محذرا من أن نجاح المخطط الإسرائيلي سيكون له تداعيات كارثية على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
يذكر أن الخارجية المصرية أصدرت بيانا جددت فيه رفضها التام للإجراءات الأحادية التي تمس سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها وتتعارض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما أكدت القاهرة رفضها التام للاعتراف بأي كيانات موازية أو انفصال بطرق غير شرعية وغير قانونية، ودعمها الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن أول أمس الجمعة، اعتراف
إسرائيل بـ"أرض الصومال دولة مستقلة وذات سيادة".
ووقع نتنياهو، ووزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، وزعيم جمهورية "أرض الصومال"، المعلنة من جانب واحد، عبد الرحمن محمد عبد الله، إعلانًا مشتركًا بهذا الشأن.
وأعرب وزراء خارجية 21 دولة بينها مصر وتركيا والسعودية وإيران، في بيان مشترك أمس السبت، عن رفضهم الكامل لاعتراف إسرائيل بـ"
أرض الصومال"، مشددين على أن "تلك الخطوة لها تداعيات خطيرة على منطقة القرن الأفريقي".
يذكر أن الصومال فقد فعليا وحدته كدولة مركزية عام 1991، عقب سقوط حكومة سياد بري. وتسيطر الحكومة الفيدرالية المعترف بها دوليا على العاصمة مقديشو وبعض المناطق الأخرى، فيما تعمل إدارة إقليم "أرض الصومال"، في الشمال منذ عام 1991 بشكل مستقل، دون أن تحظى باعتراف دولي كدولة منفصلة.