خبير: محادثات بوتين وجين بينغ في بكين تؤكد فشل احتواء التقارب بين روسيا والصين

أنشأت روسيا والصين آليات فعالة للتعاون العملي في مواجهة العقوبات والضغوط المتزايدة من الغرب، وإن التقارب بينهما يتحدد بمنطق تطورها وليس بالوضع الجيوسياسي، وعكس اجتماع قادة التنسيق والتعاون الاستراتيجي بين الدولتين في الشؤون الإقليمية والدولية، بحسب رأي الخبراء.
Sputnik
وكشف الخبير في مركز الدراسات الأمريكية في جامعة تشجيانغ للدراسات الأجنبية، وانغ بينغ، في مقابلة مع "سبوتنيك"، النتائج الجيواستراتيجية الرئيسية للاجتماع بين قادة الصين وروسيا في ثلاثة جوانب.
وقال: "أولاً، هذا هو تعميق وتعزيز للثقة السياسية المتبادلة، وقد أسهم الاجتماع بين شي جين بينغ، وفلاديمير بوتين، في هذه العملية، وأكد الطرفان مجددًا التزامهما بتقديم الدعم المتبادل لبعضهما بعضا في القضايا (الدولية) المهمة، ما يساعد على تعزيز العلاقات المتبادلة في التعاون الاستراتيجي وضمان الاستقرار الإقليمي والعالمي بشكل مشترك".
"بداية تاريخية جديدة".. بوتين وشي جين يرسمان ملامح عالم متعدد الأقطاب... صور وفيديو
وتابع الخبير الصيني: "ثانيا، أكد رئيسا الصين وروسيا، مجددا، موقفهما الداعم للتعددية والقانون الدولي، وهذا يشير إلى أن كلا البلدين يعتزمان لعب دور نشط في الشؤون الدولية والدفاع عن النظام العالمي القائم على الأمم المتحدة، وكذلك معارضة الأحادية والهيمنة".

وأضاف: "ثالثا، يتعلق الأمر بتنمية التعاون العملي الثنائي، وخلال اللقاء بين رئيسي الصين وروسيا، تم التوصل إلى عدد من الاتفاقيات بشأن التعاون الثنائي، الذي يتعلق بالتعاون التجاري والاقتصادي والطاقة والعلوم والتكنولوجيا، وتسهم هذه الاتفاقيات في زيادة تعميق العلاقات الصينية الروسية، وتحقيق المنافع المتبادلة على أساس المصالح المشتركة للجانبين".

وانتهى اليوم الأول من زيارة الرئيس الروسي للصين، بمباحثات غير رسمية بين زعيمي البلدين، وفي تلك اللقاءات، أكد الرئيس بوتين عزم روسيا على تحسين التعاون مع الصين ودول الجنوب الأخرى في العالم لصالح العدالة الدولية، ومن جانبه، أعرب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، عن استعداده للعمل مع الرئيس بوتين، للمساهمة في الأمن والاستقرار العالميين.
بوتين وشي جين يوقعان بيانا مشتركا حول تعميق علاقات الشراكة

وبحسب الخبير، وانغ بينغ، هناك رسالة قوية أخرى للغرب، جاءت من خلال تصريح الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في لقاء مشترك مع الرئيس الروسي بوتين، مع الصحفيين، حيث قال الخبير: "التصريحات الصادرة عن الجانب الصيني أعطت إشارة واضحة للولايات المتحدة وأوروبا مفادها أنه في العلاقات الصينية الروسية، فإن الدعم المتبادل في القضايا الحاسمة لا يخضع على الإطلاق للتأثير الخارجي، ومن خلال التأكيد على أن (الطرفين) سوف يلتزمان بمبادئ عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم توجيه العلاقات ضد دول ثالثة، فإن الصين تشير إلى الدول وأوروبا بأن العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية، مبنية على على أساس الاحترام والتعاون المتبادلين، فإن موسكو وبكين ليستا تحالفًا موجهًا ضد أي دولة ثالثة أو كتلة مواجهة (ضد أحد)".

رسائل بوتين من بكين.. النظام العالمي الجديد يتدحرج من كييف إلى واشنطن
ولتلخيص ذلك، انعكست النتائج الرئيسية لهذا الاجتماع (جين بينغ، وبوتين) في التنسيق والتعاون الاستراتيجي بين البلدين في الشؤون الإقليمية والدولية، وأظهرت أيضًا للاعبين الخارجيين تصميم الصين وروسيا، على الدفاع بثبات عن التعددية والنظام العالمي.
الكرملين: ستتم مناقشة أوكرانيا بالتأكيد في المحادثات بين بوتين وشي جين بينغ
وانعكست الرؤية المشتركة بين الصين وروسيا، للأمن والاستقرار الإقليميين، في بيان مشترك لتعميق الشراكات الشاملة والمشاركة الاستراتيجية مع دخولهما عصرًا جديدًا، حيث اتفق الطرفان، على وجه الخصوص، على مواصلة تعزيز التعاون في المجال العسكري وتوسيع نطاق التدريبات المشتركة والتدريب القتالي.

وتشعر روسيا والصين بالقلق إزاء نقل مجمعات إطلاق الصواريخ النووية المتوسطة المدى إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا، ويعتبران ذلك تهديدًا مباشرًا لأمنهما، بحسب الخبير الصيني.

وأردف وانغ بينغ: "لقد أدركوا أن قضية بحر الصين الجنوبي يجب أن يتم حلها من قبل الأطراف المعنية من خلال المفاوضات والمشاورات، وعارضوا بشدة تدخل القوى من خارج المنطقة في هذه المسألة".
ومضى، قائلا: "كما لاحظت روسيا والصين التأثير السلبي على السلام والاستقرار الإقليميين لاستراتيجية الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتي تزامنت مع خط الناتو المدمر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما أعلن رئيسا الدولتين معارضتهما لإنشاء اتحادات وهياكل تكتل مغلقة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولا سيما التحالفات العسكرية والائتلافات الموجهة ضد أي طرف ثالث".
مناقشة