وأضاف الخبراء أن "الحادث سيفتح الباب لسيناريوهات عدة، من بينها الحرب الأهلية حال تكرار المحاولة ضد ترامب، أو أي من حملته".
شوهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وهو يغادر طائرته الخاصة دون تلقي المساعدة، بعد ساعات من نجاته من محاولة اغتيال.
ونشرت نائب مدير الاتصالات في حملة ترامب، مارغو مارتن، عبر منصة "إكس"، مقطعا مصورا في وقت مبكر من اليوم الأحد، والذي يمكن من خلاله رؤية ترامب، وهو يرتدي بذلة وقميصا أبيض دون ربطة عنق، وهو ينزل على سلم من طائرته، بينما يقف عميل مسلح للحراسة.
ولا يمكن رؤية في الفيديو أذن ترامب التي أصيبت أثناء محاولة الاغتيال.
وكتبت مارتن مع الفيديو الذي نشرته عن ترامب: "قوي ومرن، ولن يتوقف أبدا عن القتال من أجل أمريكا".
من ناحيته قال محمد سعيد الرز، الخبير الاستراتيجي اللبناني، إن محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح للانتخابات الرئاسية الحالية، دونالد ترامب، كشفت الغطاء عن حقيقة التسابق نحو البيت الأبيض، وهو أن من يتحكم به ليس الاقتراع الشعبي، حسبما تعنيه كلمة الديمقراطية.
وأضاف في حديث مع "سبوتنيك"، أن مشاريع ما يسمى بالدولة العميقة وأجنحتها المتعددة والمتنافسة التي تسيطر على كبريات المصالح من شركات ووسائل إعلام وتجارة الأسلحة والأدوية والصناعات الكبرى، تتحكم في المشهد، مما يجعل التركيبة العامة لهيكلية الحكم في الولايات المتحدة أقرب إلى منطق المافيات أكثر منها إلى معادلة توازن المؤسسات، وإلا ماذا يعني حصر الترشح للرئاسة بيد حزبي الجمهوريين والديمقراطيين فقط.
وتابع: "لكل هذه الوقائع نجد أن عمليات اغتيال المرشحين للرئاسة أو الرؤساء الفائزين تشكل سمة في ما يسمى بالديمقراطية الأمريكية، من إبراهام لينكولن إلى جيمس غارفيلد، وويليام ماكينلي، وجون كنيدي، مع تعرض معظم الرؤساء الآخرين إلى محاولات اغتيال، تنتهي إما بمقتل الجاني، أو بوصفه بالجنون".
وأوضح "أن من ينشط سياسيا ويحمل مطالب الحرية ويستقطب شعبية واسعة مثل مارتن لوثر كينغ، تتم تصفيته جسديا".
ولفت إلى أن محاولة اغتيال ترامب في ولاية بنسلفانيا خلال مؤتمر انتخابي، ونجاته منها سوف ترفع من نسبة أسهمه في السباق الرئاسي، وهو ما يزرع القلق في نفوس الديمقراطيين الذين شككوا أساسا بقدرة بايدن على قيادة أمريكا الأمر الذي سوف يدفعهم أكثر نحو مطالبة بايدن بالانسحاب.
ويرى أنه إذا نشأت عوائق جديدة في وجه ترامب، كاستهداف مؤتمراته الانتخابية، أو تكرار محاولات تصفيته، أو اختلاق قضايا قانونية جديدة بحقه، فإن احتمال نشوب حرب أهلية في أمريكا غير مستبعد، خاصة وأنها كانت قاب قوسين حين اقتحم مؤيدو ترامب قبل أربع سنوات مقر الكابيتول، وحاولوا تعطيل فرز الأصوات لصالح بايدن.
وتابع: "بعد محاولة الاغتيال سوف يكسب ترامب جماهيرية كبرى، متعاطفه معه من الجمهوريين، بالطبع ومؤتمرهم الرسمي المقبل، وحتى من بعض الديمقراطيين".
في الإطار قال محمد الطيار الخبير الأمني المغربي، إن محاولة اغتيال ترامب ليست بالأمر الغريب، في المشهد السياسي الأمريكي، إذ شهد التاريخ الأمريكي حوادث مشابهة.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن ما حدث يرفع من منسوب تبادل التهم بين الأطراف الأمريكية، التي يصاحبها المزيد من العنف.
ويرى أن الحادث ينعكس سلبا على الحزب الديمقراطي المتخبط، وخاصة الرئيس بايدن، ما سيفرض على الحزب الديمقراطي تغيير خطابه تجاه ترامب.
ولفت إلى أن الصحافة المؤيدة لبايدن تقع على عاتقها مسؤولية خاصة بالحادث، إذ لعبت دورا في تأجيج الوضع بما يشبه التحريض ضد ترامب.
وكان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قال إنه أصيب بطلق ناري اخترق الجزء العلوي من أذنه اليمنى، وشعر فورا بالرصاصة وهي تخترق الجلد، وأنه نزف كثيرا جراء الإصابة.