خبير عسكري يمني يوضح لـ"سبوتنيك" تداعيات التصعيد بين "أنصار الله" وإسرائيل على الوضع في المنطقة

أكد العميد عزيز راشد، الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، أن العملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد "الكيان الصهيوني" (إسرائيل) في يافا كانت موجعه، ما دفعه للرد بقصف أهداف مدنية في الحديدة.
Sputnik
وقال في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إن القوات المسلحة وجهت ضربة مهمة جدا لإسرائيل في يافا، وهى رسالة واضحة لهم بأننا قادرون على تخطي كافة الدفاعات الجوية، تلك العملية كانت ضربة موجعة في الرأس ولذا قام بعملية مماثلة لكن ضد الأهداف المدنية في الحديدة.
في أول مواجهة مباشرة... إلى أين يتجه التصعيد بين "أنصار الله" وإسرائيل؟
وتابع راشد: "كنا نعلم بعد عملية يافا أن إسرائيل سوف ترد على تلك العملية وكنا جاهزين ومستعدين للرد، لأنهم إن لم يردوا فسوف تنقلب عليهم الأمور ويحدث انهيار في داخل الكيان، لكن الهدف الذي نفذوا ضده عمليتهم هو هدف مدني وليس عسكري، الأمر الذي يعطينا اليوم الحق في بدأ المرحلة الخامسة ضد العدوان الإسرائيلي والتي أعلن عنها قائد الثورة عبد الملك الحوثي في السابق وكررها قبل أيام".
وأشار الخبير العسكري، إلى أن "المرحلة الخامسة في هذا الصراع ستكون مهمة جدا وأنها سوف تعجل بالاجتماع الدولي حول ما يجري، وأعتقد أن هذا التصعيد يمكن أن يكون بداية سلام، لأن الأمريكي لا يستطيع الاستمرار في تلك الحرب وهو مقدم على انتخابات رئاسية، كما أن العدو الإسرائيلي محاصر من جميع الجبهات سواء في الشمال أو الجنوب أو الجبهة الوسطى والداخلية، وإذا حدثت ردة فعل أخرى من جانب تل أبيب سوف تكون هناك ردة فعل يمنية أخرى أكبر من ذي قبل".
إيران: العدوان الإسرائيلي على اليمن انتهاك للقوانين الدولية وتهديد لأمن المنطقة
وحول الدور الإيراني فيما تقوم به القوات المسلحة اليمنية ضد إسرائيل يقول راشد: "استهداف الكيان الصهيوني ليس في مصلحة إيران المشغولة حاليا بتأسيس المجلس الرئاسي الجديد وترغب في تعزيز قوتها ومكانتها السياسية وعلاقاتها الخارجية علاوة على الوضع الاجتماعي الداخلي، والمؤكد أن ضرب العمق الإسرائيلي لا يخدم استقرار إيران، ما يحدث أن هناك مغالطون يريدون تسفيه الأمور كلما قمنا بضربة مهمة وكبيرة أكبر من مستوى هؤلاء الصغار الذين لا يمتلكون إرادة القتال أو الدفاع عن هذه الأمة".

ولفت راشد إلى أن "الرد وقصف العمق الصهيوني من جانب القوات المسلحة اليمنية هو بداية السلام الحقيقية التي تؤدي إلى خضوع واشنطن للقرارات الدولية الخاصة بالمأساة في غزة والمأساة التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني".

باحث سياسي: استهداف الحديدة في اليمن جاء بضوء أخضر أمريكي
وأكد راشد مجددا أن "الجانب الأمريكي لا يريد توسيع نطاق الحرب، لأن قيامه بذلك من شأنه أن يفتح العديد من الجبهات، حيث أن القوات المسلحة في صنعاء لديها تنسيق مع غرف المقاومة وستكون الضربات مشتركة، إذا اسرائيل لا تستطيع المواجهة، خاصة وأن ما لدى حزب الله وإيران والعراق من احداثيات عسكرية هى لدينا، وما لدينا من إحداثيات عسكرية هى لدى الطرف الآخر المقاوم، إذا أي تصعيد من جانب إسرائيل هو عملية انتحار".
واختتم راشد بأن "الرد كان حتميا وهو بداية الجلوس للحوار في مجلس الأمن ووقف العدوان على غزة، مشيرا إلى أن الرد من قبلنا ومن قبل محور المقاومة بالضرورة سيؤدي إلى فرض أدوات سلام في المنطقة لوقف العدوان على غزة وفلسطين بشكل عام".
كشف سبب جديد لفشل صد هجوم "أنصار الله" اليمنية بمسيرة على تل أبيب
وشنت مقاتلات إسرائيلية، السبت الماضي، سلسلة غارات جوية على صهاريج لتخزين الوقود في ميناء الحديدة، وخزانات للمازوت في محطة توليد الكهرباء في منطقة الكثيب في مدينة الحديدة.
وتوعدت "أنصار الله" بالرد على الغارات الإسرائيلية، بقصف أهداف حيوية في إسرائيل، معلنةً تل أبيب منطقة غير آمنة، مؤكدةً "إعداد العدة لحرب طويلة مع إسرائيل حتى وقف عملياتها العسكرية وحصارها عن الشعب الفلسطيني".
وتصاعد التوتر في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، منذ بدء جماعة "أنصار الله"، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، شن هجمات على سفن تقول إنها مرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانيها، ردًا على عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأكد زعيم "أنصار الله" في اليمن عبد الملك الحوثي، أن عمليات الجماعة "مستمرة في إطار المرحلة الرابعة"، متوعدًا بأنها ستكون في "تصاعد مستمر كمّاً وكيفاً".
وفي المقابل، توجه الولايات المتحدة وبريطانيا، ضربات جوية على مواقع "أنصار الله" بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة.
مناقشة