العملية العسكرية الروسية الخاصة

باحث سياسي: دعوة غروسي إلى كورسك مبادرة إيجابية ورسالة تحذيرية لأوكرانيا

رأى الباحث السياسي، الدكتور زكريا الغول، أنّ دعوة روسيا لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إلى كورسك تُعدّ مبادرةً إيجابيةً، إذ أنّها تهدف إلى وضع الأمور في نصابها، والتحذير من عواقب وخيمة في حال حدوث أيّ تصعيد مدفعي أو صاروخي قد يطال هذه المنشأة من الجانب الأوكراني.
Sputnik
واستبعد الغول في حديث لإذاعة "سبوتنيك" أن "تقوم روسيا باستخدام سلاحها النووي في المعركة المقبلة"، مضيفاً أنّ تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمره الصحفي مع نظيره اليمني، حيث تحدث عن العقيدة النووية الروسية، يحمل رسالةً تحذيريةً إلى الحلف الأطلسي الواقع تحت الهيمنة الأمريكية مفادها أن روسيا ستدافع عن أراضيها بحزم في أي مواجهة.
الغول اعتبر أنّ اجتماع "الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن أهم من اجتماعه مع الحلف الأطلسي"، لافتا إلى أنّ "الولايات المتحدة الأمريكية ستنشغل قريبًا بمشاكلها الداخلية والانتخابات الرئاسية في تشرين المقبل وذلك في ظل انشغالها أيضًا بالحرب الدائرة في الشرق الأوسط وهي أولوية بالنسبة لها، وعليه يحاول اليوم زيلينسكي اليائس تقديم أوراق اعتماد عسكرية يجد من خلالها مأمن له فيما لو تغيرت الإدارة الأمريكية"، موضحا أنّه "في حال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب سيختلف الوضع في ما يتعلق بالملف الأوكراني".
العملية العسكرية الروسية الخاصة
مقاتلات "سو-25" الروسية تستهدف مواقع للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك... فيديو
واختتم الغول بقوله إن "كل الحروب ستؤول في نهاية المطاف إلى مسار الحوار، وما يقوم به الأوكرانيون حالياً هو محاولة لتحسين شروطهم في الوقت الذي يشتد عليهم الضغط نتيجة فشل زيلينسكي، وبالتالي مصيره عند انتهاء الحرب".
وفي وقت سابق، أفادت المتحدثة باسم زارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء، أنه لا يمكن إجراء مفاوضات مع أوكرانيا في سياق الهجوم الإرهابي الذي شنته القوات المسلحة الأوكرانية على مقاطعة كورسك الروسية.
وصرحت زاخاروفا في مؤتمر صحفي: "المسلحون الأوكرانيون والمرتزقة الأجانب يرتكبون فظائع حقيقية (في كورسك)، ويطلقون النار على المدنيين والمتطوعين، ويدمرون البنية التحتية المدنية، ويستهدفون الصحفيين، ويخلقون تهديدات لمنشآت الطاقة النووية".
العملية العسكرية الروسية الخاصة
الكرملين يعلق على تصريحات ترامب حول نشوب حرب عالمية ثالثة بعد غزو كورسك
وتابعت: "أي نوع من مفاوضات السلام ستكون في مثل هذه الظروف ومع من يمكن عقدها؟ بالطبع لا يمكن الحديث عن أي مفاوضات سلام مع نظام كييف الإرهابي".
وأضافت: "نعتبر زيارة رئيس الوزراء الهندي مودي إلى كييف محاولة لتقديم مساهمتنا المجدية في التسوية السياسية والدبلوماسية للأزمة الأوكرانية، إلى جانب جهود الدول الأخرى التي تطرح خطًا متوازنًا وغير متحيز"، وأردفت بالقول: "نحن على استعداد لمواصلة الحوار مع أصدقائنا في الهند بشأن القضية الأوكرانية".
وشنّت وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية، هجومًا على الأراضي الروسية في مقاطعة كورسك، في 6 أغسطس/ آب الجاري، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاعتداء الأوكراني بـ"الاستفزازي".
وفي 24 أغسطس/ آب الجاري، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأنه خلال المعارك في اتجاه كورسك، فقدت القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 5.5 ألف عسكري، و71 دبابة، و11 قاذفة "إم إل أر إس".
وتم فرض نظام "عملية مكافحة الإرهاب" في مقاطعة كورسك، وكذلك في مقاطعتي بيلغورود وبريانسك، وذلك من أجل ضمان أمن المواطنين ومكافحة خطر الأعمال الإرهابية، التي تنفذها وحدات التخريب والاستطلاع الأوكرانية.
مناقشة