خبير بالعلاقات الدولية: واشنطن تريد إقحام روسيا وأوروبا في صراع نووي وموسكو ستفرض شروطها مستقبلا

أكّد أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، الدكتور روني خليل، في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، أن "روسيا لم تخسر القواعد الأساسية أو نقاط قوتها في عمليتها العسكرية التي أطلقتها في أوكرانيا، على الرغم من الدعم الغربي الهائل".
Sputnik
وأوضح الدكتور خليل، أن "روسيا استطاعت أن تتحلى بالاكتفاء الذاتي على صعيد الطاقة، والتعزيز من قدراتها العسكرية، على الرغم من الحصار الغربي ومحاولات افتعال الفتن في الداخل الروسي".

وأشار إلى أن "واشنطن كانت تحاول التعويل على إحداث انقلاب في الداخل الروسي، إلا أن النتيجة جاءت عكسية، وتقرب الشعب الروسي من السلطة للتوحد في وجه تهديدات الغرب".

العملية العسكرية الروسية الخاصة
بوريل يتلاعب بالكلمات لكي لا يضع الاتحاد الأوروبي في "حالة الحرب مع روسيا"
وبيّن أن "الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب بحل أي أزمة في العالم، فالإدارة الامريكية تحاول تكريس مفهوم الهيمنة من خلال تدخلها في شؤون الدول ومنع التوصل إلى أي حل للنزاعات المسلحة القائمة".

وأضاف: "واشنطن تريد إقحام روسيا وأوروبا في صراع نووي، ما يفسر الهجمات الأوكرانية على المحطات النووية الروسية".

العملية العسكرية الروسية الخاصة
مظليون روس يقضون على مجموعة استطلاع تابعة للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك... فيديو
وتطرّق الدكتور خليل إلى الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا وخلفها الغرب قائلا: "أوروبا تعاني اقتصاديا من هجرة ملايين الأوكرانيين إلى دولها، والقادة الأوروبيون باتوا في مأزق لعجزهم عن تأمين احتياجات الكمّ الهائل من المهاجرين".
وشدّد على أنه "لا يمكن اعتبار الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا على أنها حرب شاملة، فهي لا تتعدى كونها حرب موارد، إذ إن باستطاعة الروس اكتساح دول أوروبية في غضون أيام وتجاهل كل العقوبات المفروضة عليهم".

وحول هجوم كورسك الإرهابي، أكد الدكتور خليل أن "الخطوة الأوكرانية كانت سلبية وغير محسوبة"، مشيرا إلى أن "العديد من الدول والإمبراطوريات حاولت اقتحام العمق الروسي والسيطرة على أراض واسعة فيه، إلا أن القادة الروس لطالما كانوا في حالة وحدة، واستطاعوا تكبيد الأعداء خسائر جسيمة".

ترامب: من المهم ضمان عدم استخدام الأسلحة النووية أبدا
وأوضح أن "الجانب الأوكراني يحاول اختلاق نصر وهمي على الجبهتين الشرقية والجنوبية للحصول على بعض المساعدات الغربية، إذ إنه بات يُحسد على وضعه المالي والعسكري والسياسي".
ولفت إلى أن "النازيين في أوكرانيا مستعدون لتنفيذ أي عملية، ولو كانت على حساب الإنسانية والسكان، لتحقيق أي انتصار مزعوم". وشدّد الدكتور خليل على أن "أي تدخل أوكراني في الأراضي الروسية لن يحقق النتائج المرجوة، إذ إن الغرب يستبيح السيادة الروسية من خلال أوكرانيا ويستخدم أسلحة محرمة دوليا بحجة الدفاع عن الأمن القومي الأوكراني".

وأكد أن "أوروبا باتت غير قادرة على تحمل أعباء الحرب في أوكرانيا، لا سيما وأننا على أبواب فصل الشتاء". وأشار إلى أن "القارة العجوز تمر الآن بانتكاسة اجتماعية واقتصادية ومالية".

وجدّد الدكتور خليل تذكيره بأن "روسيا لا تتكبد خسائر، ولم تُصب بأضرار، مقارنة بحجم الأضرار التي أصيبت بها أوروبا"، معربا عن أمله في "أن يعود الأوروبيون الى رشدهم ويدفعون الجانب الأوكراني إلى الجلوس على طاولة مفاوضات لتسوية الوضع على الجبهة".
واعتبر أن "استمرار روسيا في تحقيقها مكاسب هائلة على الجبهة، سيدفعها إلى فرض شروطها مستقبلا على أي اتفاق قد يُعقد مع الغرب".
مناقشة