سجلت وزارة الصحة الفلسطينية، في 16 أغسطس/ آب الماضي، أول إصابة بشلل الأطفال في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر، لم يتلق أي جرعة تحصين ضد المرض.
وباشرت طواقم وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع المنظمات الصحية الدولية ومنها منظمة الصحة العالمية، و"يونيسيف"، و"أونروا" استعداداتها لإطلاق حملة التطعيم، ضد شلل الأطفال في قطاع غزة.
انطلاق حملة التطعيم
وانطلقت حملة التطعيم ضد مرض "شلل الأطفال"، في مستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح وسط قطاع غزة، وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن الحملة الطارئة للتطعيم ضد شلل الأطفال ستتم بمحافظة دير البلح وسط قطاع غزة، على مدار 4 أيام.
وأضافت المنظمة، في منشور على حسابها عبر منصة "إكس"، أن "الحملة الطارئة للتطعيم ضد شلل الأطفال من عمر يوم واحد إلى 10 أعوام في دير البلح، تستمر خلال الفترة الممتدة بين الأحد والأربعاء"، وناشدت المنظمة أهالي القطاع، قائلة: "حتى لو تم تطعيم أطفالكم سابقًا، أحضروهم لأقرب نقطة تطعيم للحصول على الجرعة الطارئة وحمايتهم من الفيروس"، مؤكدة أن "التطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع سيكون مجانيا وآمنا".
وقال الطبيب موسى عابد، مدير عام الرعاية والصحة الأولية في قطاع غزة لوكالة "سبوتنيك"، إن "حملة التطعيم انطلقت في المنطقة الوسطى لمدة 4 أيام، ثم ستكون الحملة في خان يونس والمناطق المتاحة من رفح جنوب القطاع، لمدة 4 أيام، ثم شمال القطاع أيضا 4 أيام، وخلال 12 يوما من مدة التطعيم، سيتم تقديم التطعيم في مراكز الصحة الأولية التابعة لوزارة الصحة، والتابعة لـ"لأونروا" في جميع محافظات القطاع، وقد طالبنا أن تكون فترة الحملة 7 أيام، ولكن الجانب الإسرائيلي أصرّ على 4 أيام، لذلك رفعنا عدد الطواقم العاملة على حملة التطعيم من 450 إلى 770، كي نصل إلى جميع الأطفال خلال هذه المدة القصيرة".
وأضاف: "عدد التطعيمات التي وصلت قطاع غزة مليون و260 ألف جرعة، وهذا يكفي لمرحلة ونصف من التطعيم، ونحن ننتظر وصول 400 ألف جرعة من التطعيم في القريب العاجل، لأن الحملة تستمر على مرحلتين يفصل بينهم 3 أسابيع، وهذا التطعيم هو آمن، وجميع الدراسات الدولية تؤكد فعاليته، وقد استخدم في 21 دولة".
واللقاحات عبارة عن قطرات فموية وليست حقنا، وتوافد فلسطينيون غالبيتهم من النازحين بصحبة أطفالهم من أجل تلقي الجرعة الأولى خوفا من انتشار الأوبئة بين الأطفال.
وتقول أم فداء العزازي، لـ"سبوتنيك": "لقد قدمت مع طفلتي البالغة من العمر ثلاث سنوات ونصف، من أجل الحصول على الجرعة الأولى ضد شلل الأطفال، وقد تم توعيتنا ونحن مع أي شيء فيه صحة أطفالنا، خاصة بعدما علمنا أن هناك تسجيل لحالات مصابة بهذا الفيروس، وكنا ننتظر بفارغ الصبر وصول التطعيم من أجل أطفالنا".
وأضافت: "يجب على الجميع، بالرغم من الظروف الحالية، الوقاية من هذا الفيروس واتباع تعاليم النظافة الشخصية للأطفال، وعدم الاحتكاك المباشر مع المصابين أو مع المرضى، سواء في المشافي أو في مخيمات النزوح، ويجب الاهتمام بالأطفال وبصحتهم وعدم السماح للأطفال بالسباحة في البحر بعدما تم فحص عينات منه ووجود الفيروس فيها، لهذا يجب أخذ كل الإجراءات الوقائية، والحمد لله سنتجاوز هذا الفيروس بإذن الله".
ويستهدف برنامج التطعيم أكثر من 600 ألف طفل في قطاع غزة، وجددت منظمة الصحة العالمية مناشدتها للمواطنين بضرورة "التوجه لأقرب مركز تطعيم حسب الخارطة، التي نشرتها الوزارة، من أجل تطعيم أبنائهم وحمايتهم من مرض شلل الأطفال".
ويقول مسؤولون في منظمة الصحة العالمية إن "ما لا يقل عن 90 بالمئة من الأطفال يحتاجون لجرعتين من التطعيم تفصل بينهما 4 أسابيع حتى تنجح الحملة"، لكنها تواجه تحديات هائلة في قطاع غزة، الذي دمرته الحرب إلى حد كبير.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، وفي اليوم الـ332 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 40,738 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة94,154 آخرين.
وفي 7 أكتوبر الماضي، شنّ مقاتلون من حركة حماس هجوما على جنوبي إسرائيل، أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، وردا على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيرا ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 قُتلوا، من إجمالي 250 شخصا خُطفوا في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.