ما تأثير التظاهرات والإضراب العام في إسرائيل على صفقة الأسرى وحكومة نتنياهو؟

في خطوة تصعيدية، شهدت إسرائيل تظاهرات عارمة لمطالبة الحكومة بإتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس الفلسطينية، بالتزامن مع الإضراب العام، الذي نفذته صباح اليوم الاثنين، النقابات العمالية.
Sputnik
وأعلن رئيس اتحاد العمال في إسرائيل (الهستدروت)، أرنون بار ديفيد، عن تنفيذ إضراب عام الإثنين، بسبب ما وصفه بـ"الفشل في إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة"، مشيرًا إلى أن "صفقة تبادل الأسرى أهم من أي شيء آخر".
وبعد حديثه مع العديد من المسؤولين الأمنيين، قال رئيس الاتحاد إنه يعتقد أن الصفقة متوقفة "بسبب اعتبارات سياسية"، حيث يرى أن السبب في ذلك الاستقطاب السياسي، وتابع: "لم نعد شعبا واحدا؛ نحن معسكر ضد معسكر، نحن بحاجة إلى إعادة دولة إسرائيل".
وطرح بعض المراقبين تساؤلات بشأن التصعيد الداخلي في إسرائيل، وإمكانية أن تضغط التظاهرات على حكومة نتنياهو، لتنفيذ صفقة التبادل أو تذهب إلى الإطاحة بها وانتخاب حكومة جديدة بقيادة المعارضة.
نتنياهو: الإضراب في إسرائيل دعم للسنوار

تأثير كبير

اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن "ما يحدث في ملف الأسرى يؤثر على حكومة نتنياهو، فإعادة 6 جثث كان يمكن إعادتهم أحياءً، أشعل الشارع الإسرائيلي والمعارضة، واليوم كان هناك تظاهرات صاخبة في تل أبيب وتم إغلاق الشوارع الرئيسية".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، ما يحدث يشكل ضغطا جماهيريا وشعبيا على حكومة إسرائيل والرأي العام الإسرائيلي، وكذلك في الرأي العام العالمي، لأن الجميع بما في ذلك الإدارة الأمريكية، يدركون بأن المفاوضات توقفت على قضية هامشية منصوص عليها في اتفاقية مصر - إسرائيل، ولا يجوز للجانب الإسرائيلي أن يتمسك بهذه المنطقة والمتمثلة في محور فيلادلفيا أو معبر رفح، بحسب قوله.
وأكد أن "الإدارة الأمريكية عليها أن تمارس ضغوطا على حكومة إسرائيل بقبول الصفقة والتنازل عن التواجد في خط فيلادلفيا والعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء هذا الملف بشكل إيجابي، وبتبادل الأسرى وإعادة الأسرى مقابل الأسماء الفلسطينية، التي طالبت بهم المقاومة".
ويرى كنعان أن "التظاهرات ستؤثر على الرأي العام الإسرائيلي والحكومة، حيث تدعو المعارضة لتكثيف جهودها فيما يتعلق بقضية المختطفين وإتمام الصفقة، خاصة أن الإدارة الأمريكية لها تواصل مع جانب من المعارضة، وتحديدا بيني غانتس، وهو أمر يصعّد عمليا الضغط على حكومة إسرائيل وربما يؤثر عليها بشكل مباشر في المستقبل".
تقرير: إسرائيل منقسمة ومفككة أكثر من أي وقت مضى

تطور لافت

اعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن "الضغط العسكري الذي يروج نتنياهو له، بأنه قادر على تحقيق الصفقة أو تحرير المحتجزين بالقوة فشل على الصعيدين، فصفقة وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى، لا يزال بعيدًا، وما أسفر عنه الضغط العسكري شاهده الجميع من الاعتراف بمقتل 6 محتجزين كانت حماس قد نشرت فيديوهات تؤكد أنهم على قيد الحياة، ولا يمكن للجانب الإسرائيلي أن يزعم أنهم قتلوا يوم 7 أكتوبر".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، هؤلاء القتلى كان يمكن إنقاذهم وأن يخرجوا في صفقة تأخرت بسبب صلف وتعنّت نتنياهو، والأمر الآن يتعلق بارتفاع نبرة الاحتجاجات. هناك موجة عالية وعارمة، دخل على الخط فيها اتحاد عمال إسرائيل، حيث تم الإعلان عن إضراب شامل، وهو ما يمس الاقتصاد الإسرائيلي الذي يتراجع وفي أسوء حالته، وأضر ضررا بالغا به، بحسب قوله.
وأشار أنور إلى أن "محور فيلادلفيا العائق الأساسي الذي تم تقديم الستة على مذابحه، وفقا لعائلاتهم بأن هناك تقصيرا، ونتنياهو يضحي بهؤلاء في مقابل المحور الذي لم تكن فيه إسرائيل على مدار 20 عاما، فيما تبني وزير الدفاع مجددا المطالب، التي تؤكد على ضرورة الانسحاب من المحور لإنجاز الصفقة، وسحب القرار الخاص بالمجلس الأمني الوزاري المصغر وهو تطور لافت".
وأكد أن "من التطورات اللافتة أيضا الحديث عن جمعية جديدة، تقول إنها صرخة من أولويات الجنود، والتي تقول إن الحرب أنهكت الجنوب وبدون نتائج، وتطالب نتنياهو بوقف الحرب، وهذه الروح من التمرد لها دلالة وتأثير على صناع القرار".
وأضاف: "في هذا السياق، يرتفع التوتر وأعمال المقاومة في الضفة الغربية، ودخول العربيات المفخخة على الخط، واستقالة رئيس الوحدة 8200 بالمخابرات الإسرائيلية، والتي كانت تبث الشائعات والفتن من الدول العربية، وتسرب اسم رئيس الوحدة ونسب لها فشل 7 أكتوبر".
ويرى أن "كل الأمور ضاغطة على الحكومة الإسرائيلية، وقد نجد أدرعي يقدم البديل، حيث اقترح أن يتم استبعاد سموتريتش، وبن غفير، من الحكومة وضم ساعار، وغانتس، إليها في حكومة وحدة وطنية، خاصة أن الحريديم لا يعتقدون بأن بن غفير يتصرف وفق الشريعة اليهودية حين دنس الحرم القدسي، وحينما منع مشروع قانون لزيادة مرتبات الحاخامات"، معتبرًا أن "كل هذه الخلافات تؤثر على الوضع، وصور الجثث ستحرك الكثير من الأمور في المشهد الجامد منذ شهور".
يأتي ذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، عن انتشال جثث 6 رهائن لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، اختطفوا في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
رئيس حزب إسرائيلي: نتنياهو يحكم علينا بالبقاء في "وحل" غزة
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي عبر "تلغرام": "قوات جيش الدفاع والشاباك تعثر وتعيد جثث المختطفين الستة".
وأضاف: "عثرت قوات جيش الدفاع أمس السبت وأعادت إلى إسرائيل من داخل نفق تحت الأرض في منطقة رفح جثامين المختطفين كرمل غات وعدين يروشلمي وهيرش غولدبريغ بولين والكسندير لوبنوف والموغ ساروسي وضابط الصف أوري دانينو وأعادتهم إلى إسرائيل"، وتابع: "لقد تم اختطافهم في يوم السابع من أكتوبر من قبل حماس في غزة".
وأشار إلى أنه "بعد عملية التحقق من هويتهم التي تمت في معهد الطب الشرعي وجهات تابعة للحاخامية العسكرية وشرطة إسرائيل، قام فريق المخطوفين التابع لقسم القوى البشرية بإبلاغ العائلات. يشارك جيش الدفاع وجهاز الأمن العام العائلات حزنها العميق في هذه الأوقات الصعبة".
وفيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية تصعيداً أمنياً متواصلاً منذ الهجوم الإسرائيلي على القطاع، في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، حيث أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية عن مقتل أكثر من 600 فلسطيني واعتقال زهاء 9000 آخرين.
مناقشة