ويرى خبراء أن التصريحات الإسرائيلية مجرد حرب كلامية للاستهلاك الداخلي، وإقناع المستوطنين أن إسرائيل لا تزال قوية، بيد أن الواقع مغاير تماما، وتل أبيب لا يمكنها خوض هذه المعركة، على الأقل في الوقت الراهن.
وقال وزير المال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إنه "لا مفر من خوض حرب مع حزب الله اللبناني، رغم الأثمان الباهظة للحرب"، مشيرا إلى أن "الحرب يجب أن تنتهي عندما لا يكون هناك حركة "حماس" أو "حزب الله".
أحلام إسرائيلية
قال المحلل السياسي اللبناني، ميخائيل عوض، إن "خطة سموتريتش وبن غفير ونتنياهو واضحة جدا، محاولة تصفية القضية الفلسطينية أولا، وتدمير وتجويع قطاع غزة من أجل تحييدها، ثم الضفة الغربية ومحاولة تهجير الفلسطينيين هناك إلى وطن بديل".
وبحسب تصريحاته لـ"سبوتنيك": "إذا نجح هذا المخطط، سيكون الدور على لبنان، بيد أن كل المعطيات وكيفما تم بحثها وتداولها، تجزم وتؤكد أن تل أبيب ستهزم وستكون الضفة الغربية، مفاتيح تحرير فلسطين من الاحتلال".
ويرى أن "مجرد التخطيط باجتياح لبنان لتصفية "حزب الله" تعتبر مجرد أحلام، فالعاجز في غزة والضفة لن يجرؤ على التحرش بلبنان".
وأوضح أن "تصريحات سموتريتش الأخيرة، وقبلها تصريحات بن غفير ونتنياهو، أحاديث هوائية للاعتزاز بالنفس، ومحاولة إقناع المستوطنين أن إسرائيل لا تزال قوية".
تهديدات مستمرة
بدوره، اعتبر الناشط المدني اللبناني، أسامة وهبي، أن "هناك آلاف التهديدات والتصريحات التي أطلقت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ضد لبنان و"حزب الله"، وقبل هذا التاريخ كانت إسرائيل دائما ما تهدد بدخول البلاد، وأنها ستعيده للعصر الحجري".
وبحسب تصريحاته لـ"سبوتنيك": "هناك منعطفات خطيرة وصل إليها التصعيد بين لبنان وإسرائيل، لكن هذا لا يعني أن إسرائيل جاهزة للدخول في حرب شاملة مع لبنان، فالجيش الإسرائيلي منهك، والحكومة غير مستقرة، والشارع ملتهب، وهناك العديد من الأزمات التي تحول دون الدخول في حرب شاملة".
ومضى قائلا: "ما يقوله سموتريتش وبن غفير، لا يعبّر عن حقيقة الأمر، أو عن رأي الحكومة مجتمعة، لأن هناك ترددا وعدم رغبة بالذهاب لحرب شاملة مع لبنان، ولا يوجد رغبة أمريكية للذهاب إلى هذه الحرب، في ظل انشغالها بالانتخابات الرئاسية".
ولفت وهبي إلى "تصريحات أمريكية تؤكد بأن الغواصات والعتاد العسكري الموجود في الشرق الأوسط، لا يمكن أن يبقى هناك للأبد، لأن الأمر مكلف جدا على الإدارة الأمريكية، وواشنطن لا تعمل خادمة عند إسرائيل لتترك في المتوسط حاملات الطائرات وغواصات تكلف ملايين الدولارات يوميا من أجل تهرّب نتنياهو من إبرام صفقة، ومن أزماته".
ويرى أن "التصعيد خطير جدا، لكن إسرائيل غير جاهزة للدخول في هذه الحرب، وإن كان نتنياهو وبن غفير وسموتريتش يرغبون في ذلك بسبب تعطشهم للدماء، والهروب إلى الأمام، لا سيما نتنياهو الذي يحاول التهرب من السجن، بسبب إخفاقاته في الحرب وفساده".
وختم حديثه قائلا: "الحرب ليست حتمية بين إسرائيل ولبنان، حتى لو رغب في ذلك سموتريتش وبن غفير ونتنياهو".
وأعلن "حزب الله" اللبناني في بيان له عن ملخص عملياته التي استهدفت 8 مواقع للجيش الإسرائيلي في القطاعين الشرقي والغربي من جنوب لبنان.
وأوضح "حزب الله" في بيانه، اليوم الجمعة، أنه استهدف، أمس الخميس، 8 مواقع للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، إذ شن هجوما مركبا بسرب من المسيرات الانقضاضية وصواريخ الكاتيوشا على ثكنة راموت نفتالي وأصاب أهدافه بدقة، كما شن هجوما آخر على مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هيلل وأصاب هدفه بدقة. كما شن هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث للواء الغربي 300 جنوب ثكنة يعرا، مستهدفا أماكن استقرار وتموضع ضباطه وجنوده، وأصاب أهدافه بدقة. واستهدفوا تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في تلة الطيحات بالأسلحة الصاروخية، وقصفوا موقع المالكية بقذائف المدفعية، وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا، وموقع حانيتا، كما استهدفوا التجهيزات التجسسية في موقع بركة ريشا.
من جهته، قصف الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان مستهدفا 11 بلدة، حيث أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية على بلدات بليدا، عيتا الشعب، مروحين، وكفرا، كما أغارت الطائرات المسيّرة على بلدة كفرا، وقصفت المدفعية الثقيلة بلدات بيت ليف، شبعا، ميس الجبل، علما الشعب، الناقورة، وعيتا الشعب. كذلك، مشطوا بالأسلحة الرشاشة بلدتي رامية ورميش.
وتستمر المعارك في جنوب لبنان بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، بعد بدء حماس عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الفائت. وازدادت حدة التوترات بعد استهداف الجيش الإسرائيلي للضاحية الجنوبية في بيروت، ومقتل القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر، ورد الحزب باستهداف مقر الوحدة 8200 في قاعدة "غليلوت" شمالي إسرائيل.
وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية تصعيدا أمنيا متواصلا، منذ الهجوم الإسرائيلي على القطاع، في 7 أكتوبر الماضي، حيث أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية عن مقتل أكثر من 600 فلسطيني واعتقال زهاء 9000 آخرين.