ناشطة دولية في مجال حقوق الإنسان تتحدث عن الفظائع التي شاهدتها داخل قطاع غزة

كشفت المتطوعة الدولية والناشطة في مجال حقوق الإنسان، فاليريا كورتيز، لوكالة "سبوتنيك"، عن الفظائع التي شاهدتها في قطاع غزة، أحد الأماكن الأكثر تأثراً بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
Sputnik
وأمضت كورتيز سنوات إلى جانب سكان غزة، وقامت بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان ومرافقة المزارعين والصيادين الفلسطينيين في خضم الهجمات الإسرائيلية.

المدينة التي تقاوم

وصلت كورتيز إلى غزة لأول مرة في عام 2014، متغلبة على العديد من العقبات، خاصة وأن الدخول إلى القطاع كان "خاضعًا لسيطرة ومقيدا من قبل السلطات الإسرائيلية" لعقود من الزمن، واعترفت الناشطة الفنزويلية بأن توقعاتها من الشعب الفلسطيني تختلف عن الواقع الذي كانت تواجهه.
خبير في الشأن الفلسطيني الإسرائيلي: الحرب التي تخوضها إسرائيل أسقطت فكرة أن جيشها لا يقهر

وقالت لوكالة "سبوتنيك": "كانت لدي فكرة مسبقة عن أهل غزة على أنهم شعب متشدد لا يثق في نفسه، ولكنني فوجئت بسرور، لأن كل شيء هو عكس ذلك تماما، الألم لم يقسِ قلوبهم؛ بل على العكس من ذلك، فقد أيقظ شعوراً بالتضامن في جميع أنحاء المجتمع".

شهود عيان على "الإبادة الجماعية"

القصة الأصعب والمؤثرة التي قدمتها فاليريا كورتيز هي شهادتها عن أيام "الإبادة الجماعية" في غزة عام 2014، وروت إحدى أصعب التجارب التي مرت بها أثناء مساعدة ضحايا القصف الإسرائيلي.

وقالت: "لقد رأيت أفضل وأسوأ ما في الإنسانية، رأيت أناسا يخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين، ورأيت الأسوأ، الطائرات الأمريكية تسقط الصواريخ على المدارس والمستشفيات والمنازل والأطفال الذين يلعبون في الشارع".

بعد عام على الحرب... 86% من قطاع غزة مدمر وخسائر اقتصادية مباشرة بقيمة 35 مليار دولار
وتابعت: "حدثت لي أسوأ تجربة وهي أنني رأيت طفلا صغيرا يموت بين ذراعي في سيارة الإسعاف، وأحشاؤه خارجة، وعائلته تبكي وتصرخ من حوله".

المقاومة هي السبيل الوحيد للخروج

وأوضحت كورتيز أن الطريق الوحيد لتحرير الشعب الفلسطيني هي المقاومة، وتصر كورتيز طوال المقابلة على أن "الصهيونية، مثل النازية، لا تفهم أي لغة أخرى غير لغة السلاح".

وقالت: "سيتم إيقاف الصهيونية بنفس الطريقة التي تم بها إيقاف النازيين، من خلال قتالهم، إنهم غير قادرين على الفهم. الشعب الفلسطيني على حق، لكنه لا يستطيع الدفاع عن هذا الحق إلا بالقوة".

الوحشية الإسرائيلية واللامبالاة الدولية

ولفتت إلى أن أحد الجوانب الأكثر إثارة للدهشة في رواية كورتيز هو الإفلات من العقاب الذي تصرفت به إسرائيل على مر السنين.
قيادي في "حماس" ينفي الاتفاق مع "فتح" على إدارة غزة من قبل السلطة الفلسطينية

وقالت: "لقد قتلت أكثر من 10% من سكان غزة، ودُفنت آلاف العائلات بأكملها تحت الأنقاض لأنها (القوات الإسرائيلية) لم تسمح لفرق الإنقاذ بالتواجد هناك".

وختمت، قائلة: "الإفلات من العقاب الذي يعمل به الجيش الإسرائيلي يسمح بتكاثر الهمجية، مما يسمح بحدوث فظائع لا يمكن تصورها".
مناقشة