محللة بـ"الخطابات القيادية": وجود الإمارات في "بريكس" يسهم ببناء نظام عالمي متعدد الأقطاب

قالت الدكتورة، رشا علي عمر الشمري، المحللة في الخطابات القيادية، إن التعاون الاقتصادي بين روسيا والإمارات يشهد نموًا متسارعًا على عدة مستويات.
Sputnik
وأضافت في حوارها مع "سبوتنيك"، أن التعاون بين البلدين يمهد لآفاق مستقبلية واعدة.
وأوضحت أن العديد من المجالات الرئيسية التي تعزز هذا التعاون وتفتح الباب لمزيد من الفرص المستقبلية، منها التجارة والاستثمار، والتعاون في مجال الطاقة، والتعاون المالي والمصرفي، وتعزيز التجارة بالعملات المحلية بين البلدين، مما يخفف من الاعتماد على الدولار الأمريكي ويعزز الاستقرار المالي بين الشريكين، وتأسيس نظام مالي مستقل بين الإمارات وروسيا من خلال مجموعة "بريكس" يعد من أولويات المرحلة القادمة​... إلى نص الحوار.
باللغة الروسية... محمد بن زايد: الإمارات مهتمة بتعزيز العلاقات مع روسيا
بداية كيف يمكن تقييم الشراكة الإماراتية الروسية في ضوء المشاركة في قمة بريكس 2024؟
تعد الشراكة بين الإمارات وروسيا في ضوء المشاركة في قمة بريكس، خطوة شجاعة واستراتيجية، تسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين على الساحة العالمية.
من خلال الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، تسعى الإمارات إلى تحقيق تنمية مستدامة وتنويع اقتصادها بالتعاون مع روسيا، التي تشكل شريكًا رئيسيًا في مجالات الطاقة، التكنولوجيا، والبنية التحتية، كما أن هذه الشراكة تعزز استخدام العملات المحلية وتخفف من التبعية الاقتصادية للدول الغربية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون في نظام مالي عالمي متعدد الأقطاب.
ما الأهمية الاقتصادية لقمة بريكس على المستوى الثنائي؟
تحمل قمة "بريكس" أهمية كبيرة على المستوى الثنائي بين الإمارات وروسيا نظرًا للروابط الاقتصادية المتزايدة بين البلدين، أذكر منها بعض النقاط الهامة:
تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية:
حيث تشكل القمة فرصة لتعميق العلاقات التجارية بين الإمارات وروسيا، بما في ذلك التعاون في مجالات مثل الطاقة، التكنولوجيا، الزراعة، والبنية التحتية. روسيا تعتبر شريكًا مهمًا للإمارات في الطاقة، خاصة مع المشاريع المتعلقة بالنفط والغاز والطاقة النووية، بينما تسعى روسيا لتوسيع نطاق استثماراتها في الإمارات.
تنويع الاقتصاد:
تساعد القمة الإمارات في جهودها لتنويع اقتصادها، بعيدًا عن الاعتماد على النفط، التعاون مع روسيا في مجالات مثل الفضاء، الذكاء الاصطناعي، والصناعات الدفاعية يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتنويع الاقتصادي الإماراتي.
التعاون في الأسواق المالية
الدول الأعضاء في بريكس تعمل على تعزيز التعاون المالي بما في ذلك اعتماد العملات المحلية في التبادل التجاري. هذا قد يساهم في تعزيز استخدام العملات المحلية بين الإمارات وروسيا، مما يقلل الاعتماد على الدولار الأمريكي ويفتح فرصًا جديدة للاستثمارات الثنائية.
التعاون في البنية التحتية والاستثمار:
الإمارات وروسيا تستفيدان من المشاريع الاستثمارية المشتركة في البنية التحتية، حيث تسعى الإمارات لدعم استثماراتها الخارجية، بما في ذلك المشاريع الروسية الكبرى مثل مشاريع النقل والزراعة.
التفاعل في المحافل الدولية:
من خلال حضور القمم الاقتصادية مثل "بريكس"، يمكن للإمارات وروسيا تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي بينهما في المحافل الدولية، مما قد يساعدهما في مواجهة التحديات العالمية المشتركة مثل الأمن الغذائي والاستدامة.
الرئيس البوليفي: هذا يوم تاريخي وبلادنا تتشرف بأن تكون جزءا من حدث بحجم قمة "بريكس"
هل تسهم القمة في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين؟
من خلال عضوية الإمارات في مجموعة "بريكس"، يمكن تسهيل التجارة والاستثمار بين الإمارات وروسيا، حيث تسعى المجموعة إلى تعزيز التجارة باستخدام العملات المحلية، ما يقلل من الاعتماد على الدولار الأمريكي ويزيد من استقرار التجارة الثنائية، إلى جانب التعاون في مشروعات البنى التحتية، بما في ذلك الطاقة، النقل، والتنمية المستدامة. هذا التعاون يمكن أن يسهم في تحقيق أهداف الإمارات في تنويع اقتصادها وزيادة استثماراتها في القطاعات غير النفطية.
وكذلك توسيع التعاون المالي، حيث تعتبر الإمارات أحد اللاعبين الرئيسيين في الاستثمارات العالمية بفضل صناديق الثروة السيادية الضخمة، ومن خلال شراكتها مع روسيا والدول الأعضاء الأخرى في بريكس، يمكن أن تلعب دورًا أكبر في تعزيز التعاون المالي العالمي، مثل دعم تمويل مشروعات التنمية عبر بنك التنمية الجديد التابع لبريكس​.
الإمارات تؤكد تعاونها مع "بريكس" لمواجهة التحديات العالمية المشتركة
ما الذي يمكن أن تضيفه الإمارات خلال عضويتها للمجموعة؟
تواجد الإمارات في قمة "بريكس" يضيف أبعادًا هامة تعزز من مكانتها الإقليمية والدولية، عبر تعزيز دور الإمارات كمركز عالمي للاستثمار والتجارة، وتعميق العلاقات الاقتصادية مع روسيا وبقية الدول الأعضاء، ودعم استخدام العملات المحلية، والمساهمة في نظام عالمي متعدد الأقطاب، وتعزيز التنمية المستدامة والمشروعات المشتركة.
بالتالي، فإن تواجد الإمارات في قمة بريكس لا يضيف فقط إلى نفوذها الاقتصادي، بل يعزز من مكانتها السياسية والدبلوماسية على المستوى الدولي.
على المدى المستقبلي، هل يحقق تواجد الإمارات في قمة بريكس فوائد استراتيجية؟
بالفعل يحقق بعض الفوائد، خاصة في السنوات القادمة، يمكن أن تصبح الإمارات شريكًا رئيسيًا في مشروعات التكنولوجيا الرقمية التي تطلقها الدول الأعضاء في بريكس، مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والبنية التحتية الرقمية. هذا سيساعد في تحقيق رؤية الإمارات في التحول الرقمي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة​
وكذلك تعزيز التعاون في مجال الطاقة النظيفة، فمع تزايد الاهتمام العالمي بالطاقة المتجددة، يمكن أن تستفيد الإمارات من الانخراط في مبادرات "بريكس" للتنمية المستدامة والطاقة النظيفة.
من خلال التعاون مع روسيا والصين، ستتمكن الإمارات من تسريع تطوير مشاريع الطاقة الشمسية والهيدروجين، مما يدعم أهدافها الطموحة المتعلقة بالتنمية المستدامة، وتطوير النظام المالي الجديد، ودوسيع دور الإمارات في الجغرافيا السياسية. ​
في المجمل، يمكن أن يُمكّن التواجد الإماراتي المستقبلي في "بريكس" من تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية ودبلوماسية رئيسية، مما يساهم في تحقيق أهدافها الطموحة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
بوتين يبدي رأيه في انضمام السعودية لـ"بريكس".. فيديو
ما مستقبل التعاون الاقتصادي بين روسيا والإمارات في ضوء التواجد في "بريكس"؟
التعاون الاقتصادي بين روسيا والإمارات يشهد نموًا متسارعًا على عدة مستويات، مما يمهد لآفاق مستقبلية واعدة. هناك العديد من المجالات الرئيسية التي تعزز هذا التعاون وتفتح الباب لمزيد من الفرص المستقبلية، منها التجارة والاستثمار، والتعاون في مجال الطاقة، والتعاون المالي والمصرفي، خاصة بعد العقوبات الغربية على روسيا، باتت الحاجة ملحة لتعزيز التجارة بالعملات المحلية بين البلدين، مما يخفف من الاعتماد على الدولار الأمريكي ويعزز الاستقرار المالي بين الشريكين، وتأسيس نظام مالي مستقل بين الإمارات وروسيا من خلال مجموعة بريكس يعد من أولويات المرحلة القادمة​.
أيضا فيما يتعلق بالتكنولوجيا والابتكار، فمع تزايد الاهتمام العالمي بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، تتطلع الإمارات لتعزيز التعاون مع روسيا في هذا المجال، خاصة في مشاريع الابتكار الرقمي وتطوير البنية التحتية التكنولوجية. روسيا، بدورها، تمتلك خبرات واسعة في مجالات مثل الفضاء والذكاء الاصطناعي، مما يجعلها شريكًا مثاليًا للإمارات​.
السيسي يكشف أهمية عضوية مصر في "بريكس" كبوابة لـ"قارة المستقبل"
برأيك ما أهم المشروعات المرتقبة بين البلدين؟
أهم المشروعات المرتقبة بين الإمارات وروسيا تشمل عدة مجالات استراتيجية تشكل جزءًا من تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، منها:
مشاريع الطاقة المتجددة، حيث من المتوقع أن تلعب الطاقة المتجددة دورًا رئيسيًا في التعاون المستقبلي بين البلدين. الإمارات وروسيا تسعيان لتعزيز مشاريع الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر. هذه المشاريع تأتي في إطار التزام الدولتين بالتحول نحو الطاقة المستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري​.
مشاريع التكنولوجيا والابتكار، إذ تشمل التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، الفضاء، والتكنولوجيا المالية، والذي يمثل أحد المحاور الرئيسية للمشروعات المستقبلية.
من المنتظر أن تشهد هذه المجالات مزيدًا من التعاون بين الشركات الإماراتية والروسية، حيث تسعى الإمارات لتعزيز قدراتها التكنولوجية والاستفادة من الخبرات الروسية​.
مشاريع البنية التحتية، حيث أن روسيا والإمارات تتطلعان إلى تعزيز التعاون، في مجالات النقل والتكنولوجيا الذكية. هذه المشاريع قد تشمل تطوير شبكات النقل، المطارات، والموانئ، وهي مشروعات تسهم في تعزيز التعاون اللوجستي والتجاري بين البلدين​.
مشروعات التمويل والاستثمار، ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من التعاون خاصة مع توجه البلدين نحو تقليل الاعتماد على العملات الأجنبية وتطوير أنظمة دفع محلية، وهذا التعاون يمكن أن يشمل استثمارات مشتركة في الصناديق السيادية والمشروعات الاستثمارية الكبرى في الأسواق الناشئة​.
هذه المشروعات تعتبر جزءًا من رؤية مستقبلية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الإمارات وروسيا، حيث يسعى البلدان للاستفادة من التحولات العالمية في مجالات الطاقة، التكنولوجيا، والتمويل.
أجرى الحوار: محمد حميدة
مناقشة