وأشار الدكتور الفرد رياشي، الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية، إلى أنّ "الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك نظاماً سياسياً عميقاً ومتماسكاً يمنع حدوث أي فوضى كبيرة حتى في ظل التوترات التي قد تنشأ نتيجة المنافسة الشديدة بين مرشحي الرئاسة".
وعن دور الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات، أكد رياشي أنّ "ترامب قد يضطر إلى اتخاذ خطوات حاسمة في حال خسر في الانتخابات"، مشيراً إلى أنّ "الولايات المتحدة ليست بعيدة عن حدوث تغييرات كبيرة في المعادلة السياسية"، قد تصل إلى "إزالة بعض الشخصيات من الساحة السياسية"، وهو ما يمكن أن يصل إلى حد "الاغتيال السياسي" في حال تهديدها للأمن الداخلي".
وأوضح رياشي أنّ "التوقعات في الانتخابات تميل لصالح كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي، ولكن المفاجآت لا تزال واردة".
من جانبه، أكد الدكتور هشام الأعور، أستاذ العلاقات الدولية والباحث المتخصص في الشأن الأمريكي، أنّ "الانتخابات الأمريكية تُعد محطة حاسمة على الصعيدين السياسي والعالمي. وقال الأعور:
وأضاف الأعور أنّ "الانتخابات الأمريكية تبرز بشكل كبير عجز المشروع العربي في المنطقة، خصوصاً في ظل غياب رؤية استراتيجية واضحة في التعامل مع التحديات التي تفرضها القضايا الكبرى مثل الصراع مع إسرائيل".
وأشار الأعور إلى "أهمية الدعم الروسي لسوريا في مواجهة الهجمات الغربية"، قائلاً: "التحالف الروسي السوري كان حيوياً في صمود سوريا، وهو ما نحتاجه اليوم في لبنان".
وفي السياق ذاته، أكد الأعور أنّ "الانتخابات قد تؤدي إلى أزمة دستورية في أمريكا، مما قد يعرقل عملية تحديد الفائز والخاسر في وقت سريع".
وفيما يتعلق بالسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، قال الأعور: "المعادلة الحالية في السياسة الأمريكية تتمثل في أنّ الديمقراطيين يتفاوضون عبر الدم بينما الجمهوريين يتفاوضون عبر الدبلوماسية، وترامب أقل عدوانية تجاه المنطقة، وهو أقرب لاهتمامات الناخب الأمريكي خصوصاً من الناحية الاقتصادية".
من جهة أخرى، أكد الدكتور خطار أبو ديب، أستاذ العلاقات الدولية من باريس، أنّه "لا يمكن في الوقت الحالي تحديد أي ترجيحات بشأن نتائج الانتخابات الأمريكية"، مشيراً إلى أنّ
"السباق الانتخابي الحالي هو الأكثر حدة في تاريخ الولايات المتحدة". وأضاف أبو ديب أنّ "هناك انقسامات كبيرة في الجاليات العربية فيما يخص التصويت في الانتخابات".
وفيما يتعلق بموقف كامالا هاريس، أشار أبو ديب إلى أنّ "نقطة ضعفها الرئيسية ليست قضية غزة، بل ملف الهجرة الذي عجزت عن إدارته بشكل فعّال"، كما تناول أبو ديب السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، قائلاً:
وفيما يتعلق بموقف أوروبا من الانتخابات الأمريكية، أكد أبو ديب أنّ "أوروبا تجد نفسها في موقف ضعف بسبب عدم قدرتها على تشكيل قطب جيوسياسي قوي".
يذكر أنه يقام، اليوم الثلاثاء، في الولايات المتحدة الأمريكية المعركة الرئيسية على المنصب قائمة بين نائبة الرئيس، مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، والرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب.