تعد مكافحة السرطان واحدة من أكثر مشاكل الرعاية الصحية الحديثة إلحاحًا. ويبحث العلماء في جميع أنحاء العالم عن أساليب مختلفة لعلاج السرطان، بما في ذلك تلك المرتبطة بتطوير أساليب جديدة في مجال الكيمياء الاصطناعية.
يهدف البحث، الذي أجراه علماء من جامعة شمال القوقاز الفيدرالية، إلى إنشاء مركبات حلقية غير متجانسة جديدة تم الاعتراف بها سابقًا على أنها واعدة لتطوير الأدوية المضادة للسرطان.
تتضمن الطريقة استخدام حمض الأسيتيك وإشعاع الميكرويف، وهو ما يتوافق مع مبادئ "الكيمياء الخضراء".
وفي هذا الاتجاه، قام العلماء بدراسة التفاعلات بين المواد النشطة بيولوجيًا من أصل نباتي، والمعروفة باسم "الإندولات"، و"2-نيترو أسيتوفينون".
وقال عميد كلية الكيمياء في جامعة شمال القوقاز الفيدرالية، ألكسندر أكسينوف: "توجد المركبات الحلقية غير المتجانسة، وخاصة تلك التي تحتوي على النيتروجين، على نطاق واسع في الطبيعة ولها مجموعة واسعة من الأنشطة البيولوجية، وفي الوقت نفسه، يجذب الإندول اهتماما خاصا لمرونته الهيكلية وتنوع الأنشطة البيولوجية لمشتقاته".
ويتضمن النهج الجديد لتخليق دورات الإندول غير المتجانسة استخدام حمض الأسيتيك كمذيب وإشعاع الميكرويف لتنفيذ التفاعل. ووفقا للعلماء، وبفضل هذا المزيج، فإن الطريقة المقترحة فعالة من حيث التكلفة وتتوافق مع مبادئ "الكيمياء الخضراء".
وأضاف أكسينوف: "لقد وجدنا أنه عن طريق تسخين بعض مشتقات الإندول مع "2-نيتروسيتوفينون" في حمض الأسيتيك باستخدام حمض الكبريتيك كمحفز، يمكن الحصول على أشكال مختلفة من المنتج النهائي. ومن خلال معالجتها بشكل أكبر في جهاز الميكرويف، يتم الحصول على هياكل أكثر تعقيدًا على سبيل المثال، (البنزوكاربازولات، والنفثوكاربازولات، وكذلك بيتا كاربولينونات)".
ووفقا لأكسينوف، فإن المركبات الناتجة لها أهمية كبيرة بسبب قمعها الفعال لنمو الخلايا السرطانية في ظل ظروف تجويع الأوكسجين. ووفقا له، فإن النمو السريع للأورام يفوق تطور الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى نقص الأوكسجين في أنسجة الورم (نقص الأكسجة) وهي ظاهرة نموذجية للعديد من أنواع الأورام، وخاصة في المراحل اللاحقة.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة "إي سي إس بوبليكيشين"، يفتح هذا البحث آفاقا جديدة في مجال تخليق المركبات المضادة للسرطان التي يمكن أن تصبح الأساس لتطوير فئة كاملة من الأدوية.