الجبال البحرية هي براكين تحت الماء توجد في كل محيط. وهي ناجمة عن "نقاط ساخنة" تحت سطح الأرض، حيث تذيب الحرارة المتراكمة "الوشاح"، وتطلق أعمدة ساخنة في ارتفاع يشبه الأنبوب.
في البداية، لم يعتقد العلماء أن النقاط الساخنة يمكن أن تتحرك، لذلك كان يُعتقد أن درب البراكين تحت الماء ينتج عن انزلاق الصفائح التكتونية فوق قمة نقطة ساخنة ثابتة.
وكما اتضح، تشكلت السلسلة البركانية المغمورة في المحيط الهندي بطريقة مختلفة. يمكن تصور النقطة الساخنة في هذه الحالة بشكل أفضل على أنها قلم حبر، حيث يترسب "الطرف" المتحرك من الصهارة السائلة عبر سطح الأرض.
يقول عالم الجيولوجيا هوغو أوليروك، من جامعة كيرتن في أستراليا: "على عكس معظم النقاط الساخنة البركانية التي تظل ثابتة في الوشاح وتخلف مسارات بركانية مع انجراف الصفائح التكتونية فوقها، وجدت هذه الدراسة أن النقطة الساخنة المسؤولة عن سلسلة جبال "ناينتي إيست"، تحركت عدة مئات من الكيلومترات داخل الوشاح بمرور الوقت".
وبحسب الدراسة، فإن نقطة "كيرغولين" الساخنة هي المسؤولة عن خلق الندبة العمودية تحت الماء في المحيط الهندي، وقد أشارت دراسات أخرى إلى أن النقطة الساخنة ربما تحركت جنوبًا أو غربًا بمرور الوقت.
قام العلماء بتحليل عينات من البازلت من سلسلة جبال "ناينتي إيست" لدعم هذه الفكرة. وأشارت النتائج إلى أن عمود وشاح "كيرغولين" قد نشأ عندما بدأت الصفيحة الهندية في الانجراف شمالًا، مما أدى إلى فتح المحيط الهندي.
إذا ظلت نقطة "كيرغولين" الساخنة ثابتة أسفل الصفيحة الهندية أثناء هذه الحركة، فإن السلسلة كانت لتتحرك شمالًا بنفس معدل انتشار قاع البحر.
ومن خلال الفحص بالنظائر المشعة تبين أنه بين 83 و 66 مليون سنة مضت، تم إنشاء قمم سلسلة الجبال بمعدل نصف معدل انتشار قاع البحر تقريبًا. وهذا يعني أن نقطة "كيرغولين" الساخنة لم تكن ثابتة تحت الصفيحة الهندية.
وقبل حوالي 66 مليون سنة، انفصل العمود عندما بدأ سلسلة التلال المنتشرة في الانجراف بعيدًا جدًا. وفي وقت لاحق، تم التقاط العمود مؤقتًا مرة أخرى، هذه المرة بواسطة سلسلة التلال الغربية المنتشرة.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإنه قبل نحو 42 مليون سنة، رسمت النقطة الساخنة خطًا رأسيًا يفصل الآن المحيط الهندي إلى شرق وغرب.