ووافق العضو السابق في التنظيم المتطرف، الحامل للاسم المستعار "أبو محمد الإدلبي"، على التحدث مع مراسل "سبوتنيك"، مع إخفاء هويته.
ووفقاً له، كان لديه أسباب عدة لترك التنظيم؛ لكن السبب الرئيسي هو أن أقاربه وعائلته يعيشون في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية الرسمية.
وقام الإدلبي لبعض الوقت بنقل معلومات استخباراتية إلى أجهزة الاستخبارات السورية، ثم انشق عن "هيئة تحرير الشام" بأمان وهو الآن على الأراضي الخاضعة لسيطرة دمشق الرسمية.
وقال الإدلبي للوكالة: "منذ فترة طويلة كنت أنتمي إلى أحد فصائل "هيئة تحرير الشام"، ومنذ فترة طويلة، أكثر من عام، يقوم قادة هيئة تحرير الشام بتدريب (المسلحين) على استخدام الأسلحة الخفيفة، مثل المدافع الرشاشة، وقاذفات القنابل وأنواع أخرى من الأسلحة، ومع مرور بعض الوقت وصل ضباط أو متخصصون أجانب إلى المنطقة".
ووفقاً له، قام المدربون، بعد وصولهم، باختيار مجموعة من الشباب للتدريب على تقنيات الطائرات المسيرة، بما في ذلك التحكم في طائرات انتحارية، وسرعان ما بدأ صديقه في عرض مقاطع فيديو من منطقة العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا، والتي أظهرت استخدام القوات المسلحة الأوكرانية للطائرات المسيرة الهجومية ضد القوات الروسية.
بعد التدريب، أطلعني أحد القادة الميدانيين في "هيئة تحرير الشام"، وهو صديقي، على مقطع فيديو لطائرة مسيرة تضرب أهدافاً عسكرية. وبعد الانتهاء من التدريب، علمنا أن الخبراء الموجودين هم من الجنسية الأوكرانية.
وأضاف أن المدربين الأوكرانيين قاموا بتدريب المسلحين الشباب على استخدام طائرات الكاميكازي (الانتحارية) المسيرة، ضد مواقع الجيش الروسي في إدلب، وفي جميع أنحاء سوريا.
المهارات والتكتيكات
بدوره، أخبر موظف في شركة عسكرية يدرس نماذج الطائرات المسيرة التي يستخدمها المتطرفون في سوريا، عن المهارات والتقنيات التي هم (المتطرفون) تلقوها من المدربين الأجانب.
وقال الموظف للوكالة :"أستطيع أن أقول، مع اليقين المطلق، أن المسلحين يتم تدريبهم على يد متخصصين ومدربين أجانب".
وتابع: "لقد كنت بنفسي في منطقة العملية العسكرية الخاصة، ورأيت كيف تعمل المسيرات هناك، وبعد وصولي إلى هنا، لاحظت أن المسلحين يستخدمون نفس التكتيكات كما هو الحال بالنسبة للأوكرانيين، يمكنني أن أستنتج من ذلك أن الأجهزة الخاصة الأوكرانية موجودة في منطقة خفض التصعيد بإدلب".
ووفقاً له، بدأ المسلحون باستخدام مسيرات انتحارية (الكاميكازي) في الليل، وهذا يعني أنها مجهزة بالفعل بكاميرات ليلية أو أجهزة تصوير حرارية، هذا التكتيك نموذجي بالنسبة للأفراد العسكريين الأوكرانيين في منطقة العملية العسكرية الخاصة.
وأضاف المحاور: "الأمر الأكثر إثارة للاهتمام، هو أن كل عينة تحتوي على نقوش باللغة الإنكليزية، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للمسلحين من أصل عربي".