ورغم المفاجأة التي أحدثها هذا التطور، إلا أن "حيدر وصفه بأنه "الأقل ضررًا للكثير من السوريين في الداخل"، مؤكدًا أن "العبور نحو سوريا الجديدة يتم بطريقة سلسة مع الحد الأدنى من الخسائر المتوقعة، خاصة وأن البداية كانت من الطرفين الأساسيين في المواجهة".
وأضاف حيدر في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أن "النزاع بدأ في الأيام الأولى بشكل عسكري، خصوصًا أن التطورات بدأت بعد المواجهة في فلسطين ولبنان، وكان هناك نقاش عالي المستوى من دول إقليمية تشير إلى أن الملف السوري يجب أن يكون الملف التالي بعد فلسطين ولبنان، أو أن يتم التعامل معه بشكل متوازٍ، بهدف الوصول إلى رؤية واضحة ومتوازنة لواقع المنطقة".
وذكر حيدر أن "هذه النقاشات وصلت إلى خواتيمها في لقاءات الدوحة، حيث لم تُعلن النتائج بشكل واضح، ولكن كان من الواضح أن روسيا تتبنى هذا الحوار، وأن روسيا هي المسؤولة عن نتائج اللقاءات".
وفي ما يخص الحل السياسي، أشار حيدر إلى أن "خطة الخروج من الأزمة السورية كانت واضحة المعالم رغم غياب التفاصيل الدقيقة". وقال إن "اتفاقية "2254" لم يتم السير بها بشكل كامل لأنها تضمنت تناقضات في بنود العملية السياسية، وهو ما جعلها غير قابلة للتنفيذ كما كان مأمولًا".
وبالنسبة للانتقال السياسي، أكد ضيف "سبوتنيك" أن "مغادرة الأسد تمت بشكل غير مألوف، حيث غادر من دون الإدلاء بأي تصريح يشير إلى أنه هو من ساهم في هذا الانتقال، ما يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول آلية هذا التغيير".
وتابع حيدر قائلًا: "تغيير النظام في سوريا لا يعني التخلي عن موقفها الثابت في محور المقاومة، وهو ما يجب أن يُناقش في المستقبل". وأشار إلى أن "هوية سوريا القادمة بكل تفاصيلها هي النقطة الأهم في المرحلة المقبلة"، وأضاف أن "موقف سوريا من القضية الفلسطينية يجب أن يكون نابعًا من الشعب السوري نفسه، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية"، مشددا أن "القوى السورية قد حسمت أمرها في هذا الموضوع بعيدًا عن الهوية السياسية".
كما تحدث حيدر عن العدوان الإسرائيلي على سوريا، مشيرًا إلى أن "حجم الدمار الذي خلفته الهجمات الإسرائيلية في اليومين الماضيين كان كبيرًا جدًا".
وأكد أن "إسرائيل قد تجاوزت الحدود المسموح بها في المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية، مما يثير القلق". وتساءل حيدر: "هل سيكون هناك اتفاق دولي وإقليمي يمنع العمل المقاوم ضد إسرائيل في المنطقة؟" وهو أمر يشكل مصدر قلق كبير في ظل الأوضاع الراهنة".
وفي المقابل، أشار وزير المصالحة السورية السابق إلى أن "هناك جانبًا إيجابيًا في الوضع الحالي، حيث أن هناك مظلة دولية تسعى لإنهاء مرحلة الفوضى في سوريا والوصول إلى تسوية شاملة". كما أكد أن "الخطاب العام في سوريا في الوقت الراهن يعتبر جيدًا ومقبولًا، مما يعكس تحسنًا نسبيًا في الوضع السياسي في البلاد".