وقال لوكالة "سبوتنيك": "الهدنة غالبًا ما تكون بمثابة تجربة لتقييم الواقع، وأنه من الضروري أن تتضمن أي تسوية تحسين الشروط الروسية، بما يضمن الحفاظ على الأمن القومي الروسي"، في وقت يرى فيه أنّ "العودة إلى اتفاقية مينسك هي الحل الفعّال للأزمة".
وأوضح المصري أن "الاتحاد الأوروبي قد ضرب اتفاقية مينسك التي كانت تمثل ضمانات لروسيا، ومن بينها عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ونزع الصواريخ الباليستية من دول شرق أوروبا القريبة من الحدود الروسية".
واعتبر أنّ "هذه الاتفاقية قد تم تجاوزها من قبل الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، بالإضافة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد ساهمت في تأجيج الأزمة، من خلال محاولة محاصرة روسيا بلعبة خطيرة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد".
وحول الموقف الأوكراني، قال أستاذ العلوم السياسية إن "الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي بدأ يشعر بالخوف من تغير المواقف الأوروبية تجاه الأزمة، وبالتالي يحاول زرع فخاخ ضد روسيا عبر استهدافات كضربات قازان، وهو أمر معتاد في الحروب الكبرى".
وأكد أنّ أي "مفاوضات حقيقية يجب أن تضمن حماية الأمن القومي الروسي، وتحقيق استقرار طويل الأمد".
وفي ما يخص التغييرات المحتملة في الإدارة الأمريكية، أشار المصري إلى أن "وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة مرة أخرى قد يغير المعادلات العسكرية والسياسية في المنطقة"، مشددًا على أن "اتفاقية مينسك تظل الضمان الأهم للأمن الروسي".
وأوضح أن "أوروبا قد أضعفت موقفها بإمداد أوكرانيا بالدعم العسكري والتسليح، في حين أن روسيا تمكنت من فرض شروطها على الأرض، مما يضمن لها النجاح في المعركة على المدى الطويل".
وقال: "الاتحاد الأوروبي قد فشل في تحقيق أي إنجازات ضد روسيا منذ عام 2022، رغم الدعم المستمر من الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن". وأكد أنّ "فشل أوروبا في تحقيق تقدم عسكري ضد روسيا كان له تأثير كبير في تغيير موقفها، خاصة مع ظهور إدارة أمريكية جديدة تتجه نحو تقليص الدعم العسكري لأوكرانيا".
وأضاف ضيف "سبوتنيك"، أن "الولايات المتحدة بدأت في التخفيف من عبء حلف الناتو الذي يثقل كاهلها، وهو ما أزعج الأوروبيين على عدة مستويات". وأوضح أن "هذه المتغيرات جعلت الاتحاد الأوروبي يبدأ في تقليص دعم أوكرانيا، في مسعى للحفاظ على ماء وجهه، خاصة وأنه لم يحقق أي انتصارات على الأرض في مواجهة روسيا".
وفي ما يتعلق بالوضع الداخلي في أوروبا، قال المصري إن "هناك تململًا متزايدًا في الرأي العام الأوروبي ودافعي الضرائب بسبب الأزمات الداخلية المتصاعدة، مما جعل أوروبا أقل قدرة على تحمل تبعات استمرار الحرب". وأشار إلى أن "أوروبا كانت تراهن على استنزاف روسيا، إلا أن الاستراتيجية العسكرية الروسية الثابتة والمتميزة قد أظهرت تفوقًا على الأرض، مما جعل روسيا تواصل استنزاف الداخل الأوكراني".
واختتم المصري بتأكيد على أنّ "الاتحاد الأوروبي بدأ يدرك أن الوضع الحالي لا يمكن تحمله على المدى الطويل، وبدأ في التفكير في بناء منظومة دفاعية خاصة به بعيدًا عن الولايات المتحدة، في وقتٍ تشهد فيه العلاقات الدولية تحولات كبرى". وأضاف أنّ "الولايات المتحدة أصبحت أكثر تركيزًا على مواجهة الصين على الصعيد التجاري، مما أثر سلبًا على الاتحاد الأوروبي الذي بات فاقدًا للمظلة الأمنية التي كانت توفرها أمريكا عبر حلف الناتو، وهو ما زاد من صعوبة الوضع بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي".