المجرات الراديوية العملاقة هي هياكل كونية عملاقة يمكن أن تمتد لملايين السنين الضوئية، ما يجعلها من أكبر الهياكل المعروفة في الكون.
وعلى الرغم من حجمها، فقد يكون من الصعب العثور على مجرات راديوية عملاقة، نظرا لأن الفضاء كبير جدا. واكتشاف واحدة منها أمر مهم، خاصة إذا كانت هائلة وغريبة مثل تلك التي اكتشفها علماء الفلك مؤخرًا باستخدام تلسكوب (MeerKAT) في جنوب أفريقيا.
يبلغ طول المجرة المكتشفة حديثًا أكثر من 3 ملايين سنة ضوئية من طرفها إلى طرفها، بما في ذلك النفاثات الضخمة من البلازما الساخنة التي تطلقها في الفضاء بين المجرات، وهذا يعني أنها أكبر من حجم مجرتنا درب التبانة بأكثر من 30 مرة.
يقول الباحثون إنها أيضًا غامضة، بصفات غير عادية تتحدى التفسير البسيط. وتقول المؤلفة الأولى كاثلين تشارلتون، طالبة الماجستير في جامعة كيب تاون: "لقد أطلقنا على هذه المجرة العملاقة اسم "إنكاثازو"".
تتميز المجرات الراديوية بالفعل بفيزياء مذهلة، مع تراكم الثقوب السوداء الهائلة للمادة في قلب المجرة وإرسال نفاثات بلازما هائلة تتوهج بترددات الراديو. ويمكن تصنيف تلك التي يزيد حجمها عن 2 مليون سنة ضوئية على أنها مجرات راديوية عملاقة.
وتضيف تشارلتون، واصفةً المجرة: "ليس لديها نفس خصائص العديد من المجرات الراديوية العملاقة الأخرى. على سبيل المثال، تتمتع نفاثات البلازما بشكل غير عادي: فبدلاً من الامتداد بشكل مستقيم من طرف إلى طرف، فإن إحدى النفاثات منحنيه".
وبينما قد يكون حجم "إنكاثازو" مثيرًا للإعجاب في أي مكان، فإنه أمر مفاجئ بشكل خاص نظرًا لموقع المجرة. تقع "إنكاثازو" وسط مجموعة من المجرات الأخرى، حيث من المفترض أن تثبط الظروف نمو مثل هذه النفاثات العملاقة.
يقول المؤلف المشارك كشيتيج ثورات، وهو عالم فلك في جامعة بريتوريا في جنوب أفريقيا: "هذا اكتشاف مثير وغير متوقع. إن العثور على مجرات راديوية عملاقة في بيئة عنقودية يثير تساؤلات حول دور التفاعلات البيئية في تكوين وتطور هذه المجرات العملاقة".
ويلاحظ الباحثون أن المجرات الراديوية العملاقة، التي كانت تعتبر نادرة ذات يوم، بدأت تكشف عن نفسها بشكل متكرر في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل الجيل الجديد من التلسكوبات الراديوية الأكثر تطورًا مثل (MeerKAT).
ووفقا للدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فقد تم رصد معظم المجرات الراديوية العملاقة، التي تم العثور عليها حتى الآن عبر تلسكوبات في نصف الكرة الشمالي للأرض، لكن بعض الاكتشافات الحديثة سلطت الضوء على الكنوز المحتملة المختبئة في السماء الجنوبية.