سبوتنيك - موسكو. وقال أبو مرزوق، الذي وصل موسكو على رأس وفد تابع لحماس، في تصريحات لـ"سبوتنيك": "هذه زيارة بدعوة رسمية من وزارة الخارجية الروسية، لدينا العديد من الموضوعات التي نود مناقشتها مع قيادة وزارة الخارجية، نحن بحاجة إلى أن تشارك روسيا في إعمار قطاع غزة، وينبغي لروسيا أن تكون حاضرة في هذه العملية، وأن تؤدي دورها وهذا مهم جدا بالنسبة لنا".
وتوقع أبو مرزوق أن تقدم موسكو على إرسال مساعدات إنسانية للقطاع، وتساهم في عملية إعادة الإعمار، موضحًا أنه سيجري مباحثات مع المسؤولين الروس حول تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وعملية تبادل الأسرى.
وكشف القيادي في حماس أن إسرائيل كانت تعترض منذ البداية على هذا الاتفاق، وبدأت عملية عسكرية في رفح ودمرت ما دمرته هناك وأقفلت المعبر بين مصر وقطاع غزة ودمرته، وثم انتقلت إلى الشمال حسب خطة الجنرالات المعروفة
وحول الاستعراضات التي ترافق عمليات تسليم الأسرى والتي احتجت عليها إسرائيل، أشار القيادي في حماس إلى أن هذا ليس استعراضًا عسكريًا، إنما إجراءات لحماية الإسرائيليين"، مضيفًا "حينما يختل الوضع الأمني قد يتعرض بعض الأسرى للضرر. وهذا ما لا نريده. وكما حصل في تبادل أربيل يهود من تدافع كان غير محمود".
وشدد على أن "الرسائل العسكرية كانت موجودة أثناء الحرب، فنحن قاتلنا في اليوم الأول كما قاتلنا في اليوم الأخير وبنفس الكفاءة. وبالعكس، إن خسائره (الجيش الإسرائيلي) كانت في الشمال في نهاية المعركة أكثر كثيراً مما كانت في بداية المعركة".
وأستبعد أبو مرزوق عودة الجيش الإسرائيلي للحرب مرة أخرى، "ليس لأنه (الجيش الإسرائيلي) محب للسلام، ولكن أنا أستبعد أن الجيش يذهب إلى معركة من أجل قتل أسراه، ولذلك لابد أن يذهب إلى الصفقة الثانية ويدفع الثمن مقابل إطلاق سراح الجنود".
وحول الخلاف مع السلطة الفلسطينية حول إدارة قطاع غزة في إدارة المرحلة المقبلة، أشار أبو مرزوق إلى أنه ليس لدى حماس "فيتو" للتعامل مع السلطة، والحركة ترحب بقدوم السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، موضحًا أن اتفاق في القاهرة ومن قبله في بكين وموسكو دعت لتشكيل وحكومة وحدة وطنية، وكانت السلطة الفلسطينية من ترفض.
جدير بالذكر أنه، وبعد عدة شهور من المفاوضات المكثفة في العاصمة المصرية القاهرة والقطرية الدوحة، وبمشاركة مندوبين من قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، نجحت جهود الوساطة بالدفع بالطرفين الإسرائيلي وحركة حماس للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق نار.
وفي مقابل ذلك، تقوم إسرائيل بإطلاق سراح عدة مئات من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية من ذوي الأحكام العالية والمؤبدة، بالإضافة لإدخال 600 شاحنة مساعدات إغاثية يوميًا.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار
حيز التنفيذ، ظهر الأحد 19 كانون الثاني/يناير الجاري، وذلك بعد حرب مدمرة شنتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة لما يزيد عن 15 شهراً، أوقعت أكثر من 200 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح ومفقود.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده تدعو إلى البدء فوراً باستئناف عملية التفاوض بشأن إقامة دولة فلسطينية؛ مُشدِّدًا على موقف الرئيس فلاديمير بوتين، الداعي إلى تسوية أزمة الشرق الأوسط على أساس صيغة "حل الدولتين"، التي أقرها مجلس الأمن الدولي.