باحث في العلاقات الدولية: أمريكا تريد إنهاء الازمة الأوكرانية للتركيز على الصين وأوروبا في موقف صعب

أفراد عسكريون من القوات المسلحة الروسية في أفدييفكا، العملية العسكرية الخاصة
بيّن الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية علي شكر، أن "الولايات المتحدة الأمريكية قد أدركت أن المواجهة مع روسيا لم تحقق الأهداف المأمولة، مما دفعها إلى تعديل استراتيجيتها والتركيز على إنهاء الصراع في أوكرانيا".
Sputnik
وأكد في تصريح لـ"سبوتنيك"، أن "هذا التوجه يهدف إلى تمكين الولايات المتحدة من التفرغ لمواجهة الصين، في الوقت الذي تُدرك فيه أوروبا أن إنهاء الحرب في الوقت الحالي قد يُعد إهانة لها، خاصة وأن ذلك قد يُسهم في تقليص دورها في المنطقة".

ولفت شكر إلى أن "الآلية التي تقدم بها الأمريكيون تشير إلى تجاوزهم للاتحاد الأوروبي، مع التركيز على فرض ضمانات واتفاقيات مباشرة مع أوكرانيا، في ظل غياب كامل للدور الأوروبي".

مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بالإجماع تعيين ماركو روبيو وزيرا للخارجية
العملية العسكرية الروسية الخاصة
روبيو: أوضحنا لأوكرانيا مرارا أولوية تحقيق السلام على الضمانات الأمنية
واعتبر أن "الحراك الأوروبي يهدف بشكل رئيسي إلى إثبات الوجود، خاصة وأن الحرب في أوروبا تؤثر بشكل مباشر على أمنها القومي، بالنظر إلى المشكلة التاريخية التي تواجهها القارة مع تصاعد الدور الروسي في المنطقة".

وقال الباحث في العلاقات الدولية إن "الدور الأوروبي في الأزمة الأوكرانية يشهد حالة من التخبط، حيث أن الاستراتيجية الأمريكية واضحة، وكانت الحرب ضد روسيا قد شُنت بأهداف معينة لم تحقق نتائجها، ولم يعد هناك حاجة لاستمرار الحرب بعد أن صمدت روسيا وأثبتت قدرتها على الصمود في المعركة".

وتابع: "يُحاول الأوروبيون، خصوصًا الفرنسيين والألمان والبريطانيين، تقليل الخسائر، وفي نفس الوقت، إثبات وجودهم في ظل الأزمة، ولكنهم يدركون أنهم تخلوا عن دورهم الجيوبوليتيكي لصالح الولايات المتحدة".

وأوضح شكر أنه "رغم محاولات الأوروبيين العرقلة، فإن القوة الأمريكية ستدفعهم في النهاية إلى قبول تسوية قد لا تكون مرضية لهم".

العملية العسكرية الروسية الخاصة
"في الجو والبحر".. ماكرون وستارمر يقترحان وقفا لإطلاق النار في أوكرانيا لمدة شهر

وفي هذا السياق، أشار شكر إلى "العامل الداخلي في أوكرانيا، حيث بات الشعب الأوكراني أمام لحظة حاسمة لإعادة النظر فيما حدث في البلاد، بما في ذلك الآثار التي خلفتها الحرب والإهانة التي تعرض لها الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض".

وأضاف أن "الأزمة الأوكرانية تكشف عن مشكلة بنيوية على مستوى الاتحاد الأوروبي، حيث يُحاول الأوروبيون الآن الخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه".
وختم أن "محاولات أوروبا الحالية ليست مرتبطة بالذكاء السياسي بقدر ما هي محاولة لإثبات الوجود في لحظة تتقاطع فيها المصالح الأمريكية والروسية، وهو ما يثير القلق في أوروبا حول مصيرها ودورها في المستقبل".
مناقشة