خبير في العلاقات الدولية: عناد زيلينسكي أغضب ترامب وما يقوم به بمثابة انتحار سياسي

بيّن خبير العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن الأمريكي علي رزق، أن "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مصرّة على توطيد العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وهو مسعى كان موجودًا منذ بداية ولايته الأولى، إلا أن بعض الشخصيات في الإدارة السابقة عطلت هذا التوجه".
Sputnik
وأضاف رزق في تصريح لـ"سبوتنيك"، أن "إدارة ترامب الحالية تضم شخصيات تشارك الرئيس الأميركي هذه الرغبة ولا تتبع الدولة العميقة"، مشيرًا إلى أن "هناك تحديًا واضحًا بين إدارة ترامب والدولة العميقة في الولايات المتحدة".

ولفت الخبير إلى أن "الموقف الذي تعرض له الرئيس الاوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض، يشير إلى أنّه يتسم بالعناد ويتحدى مواقف ترامب بشكل واضح"، متابعًا أن "زيلينسكي لا يتراجع بسهولة، مما أثار غضب ترامب"، وأضاف أنه "من غير المرجح أن تتم إزاحته بسهولة من منصبه".

العملية العسكرية الروسية الخاصة
وزير التجارة الأمريكي: مطالبة زيلينسكي بضمانات أمنية من الولايات المتحدة "عبثية"

وفيما يخص الوضع الأوكراني، أوضح الخبير في الشأن الأمريكي أن "الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته لا يزال يحظى بدعم قوي من الأوروبيين"، لكنه أشار إلى أن "هذا الدعم قد يتقلص إذا تبنى الأوروبيون في النهاية وجهة نظر ترامب بشأن التسوية في أوكرانيا".

وأضاف رزق: "في النهاية، سيكون من غير الممكن أن تستمر أوروبا أو زيلينسكي، في المسار الحالي إذا تمسكوا به، حيث سيكون ذلك بمثابة انتحار سياسي".

وأكد أن "إدارة ترامب تتعامل مع شخصية عنيدة مثل زيلينسكي"، ولا يعتقد أن "ترامب سيغير موقفه تجاهه"، مشيرًا إلى أن "ما جرى في البيت الأبيض يدل على أن ترامب يتعامل مع شخصية مقاومة لا تسهل مواجهتها".

وأعتبر رزق أن "الغرب، وخاصة أوروبا، يتصرف أحيانًا بمنطق غير عقلاني في تعامله مع الأزمة الأوكرانية، حيث يقوم "بشيطنة روسيا" وهو أمر لا ينبع من مقاربة عقلانية، بل من مواقف عقائدية".
العملية العسكرية الروسية الخاصة
المجر ترفض مشروع الاتحاد الأوروبي بشأن "الضمانات الأمنية" لأوكرانيا

وتابع أن "زيلينسكي يستفيد من التباين بين المواقف الغربية تجاه روسيا، وهو ما يجعله يظل في موقع قوة على الرغم من الضغوط".

وحول ما يخص قدرة أوروبا على التعامل مع المواقف الدولية، بيّن ضيف "سبوتنيك"، أن "أوروبا غير قادرة على ملء الفراغ بعد تراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا، وأن بريطانيا، رغم محاولاتها، لا تستطيع تحمل هذه المسؤولية".

واعتبر رزق أن "هناك محاولة من بريطانيا، من خلال زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى أميركا، لتكون هي الوسيط بين أوروبا وأميركا، لكنني أستبعد أن تنجح هذه المحاولة".

وأكد أن "بريطانيا تستغل الموقف الأميركي الرافض لاستمرار الدعم الأوكراني، ولكن في النهاية هي أكبر من قدراتها السياسية والتأثيرية في هذا السياق"، مشيرًا إلى أن "لندن دائمًا ما تطمح لاستعادة المجد الإمبراطوري، وهو ما لا يمكنها تحقيقه".
الكرملين: زيلينسكي لا يريد السلام
وأما في ما يتعلق بنهج "الناتو"، استبعد رزق أن "يكون من الممكن خروج الولايات المتحدة من الحلف الأطلسي في الوقت الحالي، حتى وإن كانت هناك بعض الأصوات التي تؤيد هذا الموقف، مثل الملياردير إيلون ماسك".

ونوّه أنه "حتى لو دعم ماسك هذا الموقف، لا يعني أن ترامب يتبناه بشكل رسمي"، موضحًا أن "الناتو لا يزال حلفًا عسكريًا مهمًا بالنسبة لأميركا"، وأن "الخلافات الجوهرية بين ضفتي الأطلسي ستكون بحاجة إلى حلول، وأن الموضوع لا يزال بعيدًا عن أن يصبح واقعًا في المستقبل القريب".

وختم رزق حديثه: "في النهاية، الأوروبيون سيضطرون إلى تبني وجهة نظر ترامب بشأن أوكرانيا، وإن لم يحدث ذلك، سيكون من المستحيل استمرار الوضع الحالي".
مناقشة