أشارت مجلة "scientificrussia" العلمية التي نشرت المقال، إلى أن حرائق الغابات تشكل مشكلة ملحة في روسيا، وتؤدي الحرائق كل عام إلى إتلاف أكثر من 3 ملايين هكتار من الغابات وموت آلاف الحيوانات، وانبعاثات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يهدد سلامة الإنسان في كثير من الأحيان.
ولهذا السبب يعمل العلماء من مناطق مختلفة بشكل نشط على تطوير تقنيات يمكنها المساعدة في الكشف السريع عن الحرائق وإخمادها قبل انتشارها على مساحة واسعة. ومن بين هذه الحلول الطائرات دون طيار، التي تسمح قدرتها على المناورة بالاستجابة السريعة لمشكلة ما.
يقول نيكولاي نيكولايفيتش غوليوتين، مدير التطوير في شركة (AVAKS-GeoService) المتخصصة في مجال تقنيات الطائرات دون طيار للمهام البيئية: "تنتج الشركة حاليًا بكميات كبيرة طائرات دون طيار ذات جناحين يبلغ طولهما 4 أمتار في نسختين: وزنها 30 كلغم و 17 كلغم. يمكن استخدام هذه الطائرات دون طيار ليس فقط لمراقبة الحرائق: بل يمكنها حمل أي حمولة يصل وزنها إلى 2 كلغم، ومزودة بكاميرا حرارية، وجهاز مسح ليزر".
صمم الهيكل باستخدام مواد مركبة (الكربون) والألمنيوم. وأوضح غوليوتين أنه تم تطوير نسخ من الطائرة دون طيار مزودة بمحرك كهربائي ومحرك احتراق داخلي. تنقل الطائرة إلى موقع العمل في علبة مفككة، وأقصى مسافة يمكن التحكم بها هي 70 كم. وتُنقل معلومات الحريق إلى المُشغل إما عبر بث فيديو، أو، أثناء المعالجة اللاحقة، عبر صور ثابتة من كاميرا.
يستغرق تجميع الطائرة دون طيار وتجهيزها للطيران أقل من نصف ساعة. وتستطيع الطائرة دون طيار البقاء في الجو لمدة تصل إلى 6 ساعات حسب الظروف الجوية وتغطي مسافة تصل إلى 500 كيلومتر.
وفي الوقت الحالي، تعمل الشركة أيضًا على المراحل النهائية من تطوير طائرة رباعية المراوح دون طيار (أوميغا)، لاكتشاف الحرائق الناشئة. تبحث هذه الطائرة دون طيار عن الحرائق باستخدام الكاميرا والتصوير الحراري. وهي خفيفة الوزن (نحو 2 كلغم) ويمكنها البقاء في الهواء لمدة تصل إلى 45 دقيقة، وتتحرك بسرعات تصل إلى 60 كم / ساعة.
وستسمح هذه الصفات باستخدام بالتنقل بسهولة في مناطق الغابات النائية. ويشار إلى أن الاستفادة من استخدام المنتج الجديد قد تصل إلى 119 مليون روبل سنويًا.
ووفقا لمجلة "scientificrussia" العلمية التي نشرت المقال، تتمثل مزايا الابتكار في أن معالجة البيانات وربط الإحداثيات بموقع الحريق تتم مباشرة على متن الطائرة دون طيار. ولا يتطلب النظام الوصول المستمر إلى الإنترنت عريض النطاق، فقط قناة اتصال ذات تردد منخفض تكفي للتشغيل. ويؤدي هذا إلى خفض تكلفة التكنولوجيا ويسمح باستخدامها دون صعوبة في المناطق النائية من البلاد.